الخميس 18 ديسمبر 2025 الموافق 27 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رئيسة موظفي البيت الأبيض تشعل الجدل بتصريحاتها عن ترامب

الرئيس نيوز

سلطت مجلة ديرشبيجل الألمانية الضوء على التحول اللافت في أسلوب سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية، وانتقالها المفاجئ من مربع الخلفية الهادئة إلى التصريحات العلنية المثيرة للجدل، حيث كشفت في مقابلة مطولة أجرتها مجلة "فانيتي فير" عن تفاصيل داخلية صادمة حول شخصية ترامب ودائرته المقربة، ما أثار عاصفة من الردود داخل الحزب الجمهوري وخارجه.

وكانت وايلز، التي اشتهرت بدورها الاستراتيجي السري في حملة ترامب الانتخابية الناجحة عام 2024، تُوصف تقليديًا بأنها "الصديقة الهادئة" أو "المديرة الخفية" التي تفضل العمل بعيدًا عن الأضواء، لكنها انخرطت مؤخرًا في إصدار تعليقات مباشرة وجريئة، مثل وصفها لترامب بأنه يمتلك "شخصية مدمن كحول" (alcoholic’s personality)، مشيرة إلى أنه يحكم بـ"رؤية مفادها أنه لا يوجد شيء لا يمكنه فعله، لا شيء على الإطلاق". 

وأرجعت المجلة الألمانية هذا التحول إلى ضغوط المنصب، حيث أصبحت مسؤولة عن تنظيم إدارة تُوصف بالفوضوية، وأكدت أنها حاولت التفاوض مع ترامب على "اتفاق غير رسمي" لإنهاء "تصفية الحسابات" مع الأعداء السياسيين بعد 90 يومًا من تولي المنصب، لكن ذلك المسعى فشل، مضيفة أنه "عندما تسنح الفرصة، سينتهزها الرئيس ترامب" فيما يتعلق بالانتقام من خصومه.

دي فانس من معتنقي نظريات المؤامرة

ولم تتوقف تصريحات وايلز عند ترامب نفسه، بل امتدت إلى انتقادات حادة لأعضاء آخرين في الإدارة، مثل وصفها لنائب الرئيس جي دي فانس بأنه من معتنقي "نظريات المؤامرة" (conspiracy theorist) منذ عقد من الزمن، معتبرة تحوله من ناقد لترامب إلى حليف "سياسيًا بحتًا" بسبب حملته الانتخابية لمجلس الشيوخ، وليس قائمًا على مبدأً.

كما هاجمت المدعية العامة بام بوندي، قائلة إنها "أخطأت تمامًا" (completely whiffed) في التعامل المبكر مع ملفات جيفري إبستين، ووصفت كبيرة موظفي البيت الأبيض الملياردير إيلون ماسك بأنه "متعاط لمخدر الكيتامين" بشكل علني و"طائر غريب الأطوار" (odd، odd duck)، ووفقًا لعبارتها: "يتصرف بطرق غير عقلانية ويثير الذهول".

المتعصب اليميني المطلق

أما راسل تي فوجت، مدير الميزانية، فقد وصفته بـ"المتعصب اليميني المطلق" (right-wing absolute zealot)، كما عبرت عن خلافاتها مع ترامب حول سياسات مثل إصدار عفو بشأن المشاركين الأكثر عنفًا في أحداث 6 يناير 2021، وهو ملف تجاهل ترامب نصيحتها فيه، بالإضافة إلى تأجيل التعريفات الجمركية الكبرى بسبب خلافات المستشارين، ودعوتها إلى "التدقيق أكثر" في عمليات الترحيل لتجنب الأخطاء. 

واعترفت وايلز بأنها غالبًا ما تُهزم في التصويتات الداخلية، وفي حالات التعادل "هو يفوز"، لكنها "تتكيف" مع القرارات، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة، حيث دافع ترامب عن وايلز رغم صراحتها، معتبرًا إياها "مذهلة" ومبررًا كلامها بأنها "تحاول أن تكون لطيفة"، بينما نفت وايلز بعض التفسيرات لتصريحاتها، مدعية أن المقالة في فانيتي فير "غير دقيقة" وأنها لم تقصد الإساءة، خاصة فيما يتعلق بانتقاد بوندي لملفات إبستاين. 

ومع ذلك، أكدت المقابلات على دورها كـ"حارس البوابة" في إدارة ترامب، حيث تحولت من الظل إلى الواجهة، مما يعكس التوترات الداخلية في البيت الأبيض وسط سياسات مثيرة للجدل مثل الملاحقات القضائية والانتقام السياسي، ويبرز كيف أصبحت وايلز صوتًا صاخبًا في محاولة للسيطرة على الفوضى.

ويرى مراقبون أن هذا التحول يعود إلى طبيعة المنصب الذي يتطلب مواجهة الضغوط العامة، خاصة في إدارة تُوصف بأنها "مكثفة" وغير تقليدية، حيث أصبحت وايلز مصدرًا للكشف عن الجوانب الخفية لترامب وفريقه.