12 ألف خريج سنويًا بلا تكليف.. أطباء الأسنان: فتح الكليات دون دراسة دمّر السوق
قال الدكتور حسين عبد الهادي، الأمين العام للنقابة العامة لأطباء الأسنان، إن أطباء الأسنان حديثي التخرج يواجهون «أزمة كبرى»، بسبب صدور قرار التكليف حسب الاحتياج، مشيرًا إلى تضرر نحو 3 أو 4 دفعات في السنوات النهائية من الدراسة جراء القرار.
تأخر وزارة الصحة في إعلان قرار التكليف
وأضاف عبد الهادي، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الأزمة الحالية تفاقمت بسبب تأخر وزارة الصحة في إعلان قرار التكليف، والذي كان من المفترض أن يصدر خلال عام من انتهاء سنة التدريب «الامتياز»، التي انتهت في 1 نوفمبر 2024.
ورأى أن هذا التأخير «قد يصنع أزمة كبرى جدًا، ونحن في الاتجاه إلى البطالة، إذا لم يتم اتخاذ قرار حاسم»، متابعًا: «الوزارة تخطت الفترة القانونية للإعلان عن التكليف، وحتى الآن هناك 12 ألف أسرة منتظرة صدور القرار على الأقل لتحديد مصيرهم، والجميع يعلّق الآمال على أن يصيبه الدور في التكليف».
وأشار إلى أن جذور المشكلة تعود إلى قرار عام 2022، والمؤجل إلى 2025، بتطبيق نظام التكليف حسب الاحتياج، والذي اعترضت عليه النقابة وقتها، بسبب تطبيقه المفاجئ بنظام «الصدمة» على طلاب كانوا بالفعل في السنوات النهائية من دراستهم الجامعية.
وأوضح أن النقابة حذرت منذ عام 2015 من أن سياسة «فتح كليات طب أسنان جديدة بشكل كبير دون دراسة سوق حقيقية» ستؤدي إلى بطالة مقنّعة تتحول إلى بطالة حقيقية، قائلًا: «للأسف، لم يُنظر إلى هذه التحذيرات بعين الاعتبار».
واستعرض بالأرقام حجم الزيادة الهائلة في فتح كليات طب الأسنان، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الكليات من 42 كلية حكومية وخاصة في عام 2015 إلى 88 كلية اليوم، كما زادت أعداد الخريجين من 2000 إلى 3000 طبيب سنويًا قبل عشر سنوات إلى نحو 12 ألف طبيب حاليًا، وبلغ عدد الطلاب المسجلين في كليات طب الأسنان قرابة 75 ألف طالب.
ونوّه إلى أن عدد الأطباء ارتفع من 48 ألف طبيب في عام 2014 إلى 116 ألف طبيب اليوم، لافتًا إلى أن سوق العمل في مجال طب الأسنان بدول الخليج بات يعاني من حالة تشبع.
وأضاف أن النقابة تطالب بضرورة قيام وزارة الصحة بفصل الأطباء «المنقطعين» عن العمل، الذين لا يستلمون التكليف أو يستلمونه ثم يتركونه، دون أن تتخذ الوزارة قرارًا بفصلهم نظرًا لانقطاعهم عن العمل، قائلًا: «لو تم فصلهم سنجد أن القوة الفعلية بوزارة الصحة ستصل إلى 20 أو 25 ألف طبيب، وليس 40 ألفًا كما هو معلن، والمتبقي عبارة عن منقطعين».





