الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خاص.. ما وراء زيارة "البرهان" الأولى إلى القاهرة؟

الرئيس نيوز

عبدالغفار: كان لابد للبرهان أن يزور مصر العلاقات أزلية والمصالح مشتركة

شبانة: التحية العسكرية لقطة شكر وتقدير لدور مصر في الحفاظ على وحدة واستقرار السودان

طارق فهمي: الزيارة تحمل رسائل عدة وتأكيد لدعم مصر التحول السياسي في السودان


في أول زيارة رسمية له خارج السودان، اختار رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، القاهرة لتكون وجهته الأولى منذ توليه المنصب في 12 أبريل الماضي، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

أهمية الزيارة وتوقيتها تحمل في طياتها معان ورسائل عديدة، تعبر عن امتداد العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين الشقيقين، وتأكيداً لدعم القاهرة ووقوفها إلى جانب السودان، وتحركاتها الأفريقية رفيعة المستوى بصفتها رئيساً للاتحاد الأفريقي.

الخبير السياسي السوداني وخبير في الشؤون الإفريقية، الدكتور سراج الدين عبدالغفار قال في تصريحات خاصة لـ"موقع الرئيس نيوز": "كان لابد لرئيس المجلس الانتقالي العسكري أن يزور مصر أو يتجه شمالاً حيث أن مصر والسودان تربطهما علاقات وتربطهما مصالح مشتركة كثيرة جداً بين البلدين، تجارية واجتماعية واقتصادية وحسن الجوار وأمنية".

وأضاف "عبدالغفار" أنه جرت العادة بين مصر والسودان أن يقوم الرئيس المصري والرئيس السوداني بزيارات بين البلدين وهذا أمر طبيعي، لهذه العلاقات التاريخية بين الطرفين.

وشدد "عبدالغفار" على أن الزيارة تأتي في تبادل وجهات النظر فيما يخص السودان وكيفية الخروج بحلول آمنة من الوضع السياسي الراهن والتشاور فيما يتعلق بالمحيط الإقليمي الموجود ومايتعلق بالإتحاد الأفريقي والفترة المطلوبة من المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية وغيره من المشاورات.

وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة في تصريحات خاصة لـ"موقع الرئيس نيوز": "مصر والسعودية والإمارات من الدول الداعمة للاستقرار في السودان، إضافة إلى تقديم كلاً من السعودية والإمارات الدعم المالي لمساعدة السودان في مواجهة الصعوبات الإقتصادية خلال الفترة الانتقالية.

وتابع شبانة: "مصر تمثل دولة جوار جغرافي ودولة كبيرة لها مصالح في السودان، كما أن السودان يرتبط بمصالح مع مصر، إلى جانب أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو رئيس الاتحاد الإفريقي، موضحا أنه في ظل تعثر المفاوضات المتعلقة بتكوين مجلس السيادة ورئاسته وضغط الاتحاد الأفريقي وانقضاء نحو شهر من مهلة تسليم السلطة،  تأتي زيارة رئيس المجلس الانتقالي للحصول على الدعم السياسي ولإطلاع الرئيس على المفاوضات ولتجنب الوقوع تحت طائلة عقوبات الاتحاد الأفريقي والتي قد تصل إلى تعليق عضوية السودان".

وأشار شبانة إلى حفاوة الاستقبال التي حظي بها البرهان، والتحية العسكرية التي أداها رئيس المجلس العسكري السوداني أمام الرئيس عبدالفتاح السياسي أنها تعبير عن الشكر والتقدير لدور مصر في الحفاظ على وحدة واستقرار السودان.

ورد شبانة على المنتقدين Gلأدوار الإقليمية، قائلاً: "لا يمكن لمصر والدول العربية أن تترك السودان للتأزم والفوضى على نحو ماحدث في ليبيا عندما نادوا بالتخلي عنهم لتقرير مصيرهم وبناء النظام بعد الإطاحة بالقذافي".

وأوضح شبانة أنه بعد ترك ليبيا في هذه الفترة حدثت الانقسامات، مشدداً على أن القوى الإقليمية لا تفرض على السودان حلولاً خارجية أو نظاماً، ولكنها تعمل كوساطة حميدة وهو مطلوب في العالم أجمع في حال فقدان الثقة بين الأطراف التفاوضية، خاصة إن كان الوسيط حريصاً على تحقيق الاستقرار.

وقال شبانة إن الوساطة الحميدة مطلوبة لتقريب وجهات النظر وتقديم اقتراحات فيما يتعلق بالفترة الانتقالية وهي ليست املاءات خارجية كما أن السودانيين سيرفضون الإملاءات الخارجية ولن تؤدي إلى حلول.

ويرى شبانة أن الفترة الانتقالية في السودان ستشهد الكثير من المشكلات الناجمة عن خلافات  وجهات النظر، مستشهداً بمفاوضات التسوية السلمية في دارفور تم انعقادها في العاصمة التشادية انجامينا وليبيا وأديس أبابا والدوحة، فضلاً عن وجود الوساطة الحميدة في العالم كله بين الفلسطينيين والإسرائيلين وفي اليمن ومفاوضات السلام بين مصر واسرئيل من قبل.

 

وأضاف شبانة، أن زيارة البرهان أمس إلى مصر، وزيارة نائبه، محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي" أمس الأول إلى السعودية ، إنما هي دليل ثقة في القوى الإقليمية في الدور الإيجابي الذي تقوم به، ولذلك كان حرص على إطلاعهم بسير المفاوضات ومايوجهها من عقبات ومن أجل استماع إلى وجهات النظر التي من شأنها الوصول إلى حلول وسطى في ظل تمسك كل طرف برأيه وفرض حلوله وهو مسألة في غاية الخطورة تؤول إلى تعثر المفاوضات أو تجمدها.

 

من جانبه ، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي قال لــ"موقع الرئيس نيوز"، إن زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني لمصر في توقيت له دلالته في ظل استمرار حالة الحراك السياسي واستمرار اندلاع المظاهرات فضلاً عن إضراب يوم الثلاثاء اححتجاجاً على المشهد.

وتابع فهمي: "البرهان يريد أن ينقل رسائل من زيارته الأولى أنه يحظى بدعم مصر وأن القاهرة تدعم التحول السياسي الراهن في السودان، وهذا مادفعه في أول خروج رسمي إلى زيارة مصر، إضافة إلى زيارة نائب المجلس العسكري، "حميدتي" إلى السعودية وهي رسالة مهمة أيضاً للتحركات السودانية إلى الدول المركزية الرئيسية مثل مصر والسعودية فضلاً عن وجود اتصالات بالجانب الإماراتي، وهي تأتي في اطار الحصول على دعم كبير معنوياً وسياسياً، خاصةً مصر كونها أكبر دولة عربية ورئيس الإتحاد الأفريقي، وكونها أكبر داعم لأي تحول في السودان مستدلاً بالقمة الأفريقية حول السودان التي عقدت في القاهرة أبريل الماضي".

وأضاف "فهمي" أن الرسالة الثانية من زيارة البرهان هي رغبته في الحصول على دعم مصر حيث أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيساً للاتحاد الأفريقي ولما لديه من حضور على المستوى أفريقي، إضافة إلى وجود تحركات مصرية على أعلى مستوى في أفريقيا بهدف دعم التوجهات الراهنة للمجلس العسكري الإنتقالي، مؤكداً أن استقواء المجلس العسكري بمصر من زاوية أنها رئيس الإتحاد الأفريقي.

واستطرد فهمي الرسالة الثالثة من زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي إلى مصر أنها موجهة للداخل في للسوادن تأكيداً على  وجود دولاً  كبيرة في المنطقة مثل مصر تدعم التحول السياسي في هذا التوقيت قائلاً "البرهان يبعث برسائل طمأنة للشارع المحتقن بأن مصر تدعمهم بصورة أو بأخرى.