الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

«مشروبات الطاقة».. ماهيتاب فرغلي تكشف أخطارها الصحية وأشهر الشائعات| فيديو

مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة

أكدت الدكتورة ماهيتاب فرغلي، خبيرة الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن مشروبات الطاقة أصبحت من القضايا الصحية المثيرة للقلق، خصوصًا بين فئة المراهقين والشباب، وأن شكل العبوات الجذاب وكلمة "الطاقة" اللامعة على الغلاف يلعبان دورًا كبيرًا في دفع الكثيرين إلى تجربة تلك المشروبات، خاصة في ظل ضغوط الدراسة والعمل وقلة النوم، ما يجعلهم يبحثون عن حلول سريعة تمنحهم شعورًا بالنشاط.

حقيقة مشروبات الطاقة

قالت الدكتورة ماهيتاب فرغلي، إن مشروبات الطاقة ليست سوى مشروبات غازية منبهة تمنح إحساسًا مؤقتًا باليقظة دون أي طاقة غذائية حقيقية، وأن المكوّن الأساسي لهذه المنتجات هو الكافيين بجرعات قد تعادل 3 أو 4 أكواب من القهوة في عبوة واحدة، إلى جانب كميات كبيرة من السكر تتراوح بين 21 و34 جرامًا، الأمر الذي يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة ثم يسبب هبوطًا حادًا يؤدي إلى إرهاق أكبر من الحالة الأولى.

وأشارت خبيرة الكيمياء الحيوية، إلى أن بعض الشركات تضيف مواد مثل الجارانا، التاورين، وفيتامينات "ب" لإعطاء انطباع بأنها منتجات صحية، لكن الأدلة العلمية على فوائد تلك المكونات محدودة للغاية، مشددًا على ضرورة التفريق بين مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية، مبينة أن الأخيرة تُستخدم لتعويض السوائل والأملاح تحت إشراف متخصص، بينما الأولى مجرد منبهات قوية لا تقدم أي فائدة غذائية.

مضاعفات جسدية خطيرة

حذرت الدكتورة ماهيتاب فرغلي، من مجموعة واسعة من الأضرار الصحية المرتبطة بالإفراط في تناول مشروبات الطاقة، من بينها: "زيادة الوزن والسمنة، ارتفاع ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، احتمالية الجفاف، اضطرابات النوم، نوبات القلق والتهيّج، نوبات الصرع في الحالات الشديدة، سلوكيات خطرة بين الشباب"، مشددًا على خطورة خلط مشروبات الطاقة بالكحول، وهو سلوك شائع بين بعض الشباب، مؤكدة أنه يؤدي إلى فقدان القدرة على تقدير مستوى السكر في الجسم ومن ثم زيادة احتمال الحوادث والسلوكيات الخطرة.

أوضحت خبيرة الكيمياء الحيوية، أن الاعتماد المستمر على جرعات عالية من الكافيين داخل مشروبات الطاقة قد يقود إلى الإدمان الفعلي، حيث يدخل الشخص في دائرة من الاعتماد المتزايد، مشيرًا إلى أن التوقف المفاجئ عن تناولها قد يصاحبه أعراض انسحابية مثل الصداع الشديد، الإرهاق، وفقدان التركيز.

تفنيد أشهر الشائعات

استعرضت الدكتورة ماهيتاب أبرز المغالطات المنتشرة حول مشروبات الطاقة، ومنها: "أنها تعطي طاقة حقيقية، أنها آمنة لكل الأعمار، أنها تحسن الأداء الرياضي، أنها تخضع لرقابة صحية صارمة"، مؤكدًا أن جميع هذه الادعاءات غير صحيحة وغير دقيقة، وأن تلك المنتجات تعد من أكثر المشروبات إثارة للجدل عالميًا.

قدّمت خبيرة الكيمياء الحيوية، عددًا من النصائح للوقاية من أضرار مشروبات الطاقة، أبرزها: "الحصول على قسط كافٍ من النوم، شرب الماء بانتظام، اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة يوميًا، نشر التوعية داخل الأسرة والمدارس والجامعات، الحكم الشرعي وضوابط الاستخدام.

الدكتورة مهيتاب فرغلي 

الشرع بين الإباحة والحرمة 

وختمت الدكتورة ماهيتاب فرغلي، حديثها بالإشارة إلى البعد الشرعي لاستخدام هذه المشروبات، مؤكدة أن القرآن الكريم وضع قاعدة عامة في قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وأن كل ما يدخل الجسد ويتسبب في ضرر جسيم هو حرام شرعًا، أما ما لا يسبب ضررًا فلا حرمة فيه، مشيرة إلى أن الحكم الشرعي يتدرج بين الإباحة والحرمة وفق ثبوت الضرر من عدمه، وأن التقارير الطبية هي الفيصل النهائي.