الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

كيف نتعامل مع طفل تعرض للتحرش؟.. أستاذ طب نفسي يجيب| فيديو

علاج طفل تعرض للتحرش
علاج طفل تعرض للتحرش الجنسي

أكد الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن تعامل الأهل مع الطفل بعد التعرض لموقف تحرش يجب أن يكون محسوبًا بدقة، محذرًا من المبالغة في رد الفعل أو التوتر الشديد الذي قد يضر الطفل نفسيًا أكثر مما يفيده، وأن الطفل يلتقط خوف الوالدين ويحوّله إلى شعور مضاعف بالخوف، قد يتطور لاحقًا إلى اضطرابات قلق، عزلة، أو أعراض صدمة ممتدة.

الهدوء والاحتواء كخطوة أولى

وأشار محمد حمودة، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" على قناة الناس، إلى أن كثيرًا من الأمهات يقعن في خطأ شائع يتمثل في التعامل بانفعال شديد وصوت مرتفع، وهو ما يجعل الطفل يشعر بأن ما حدث كارثة كبرى، فيزداد خوفه وتترسخ داخله مشاعر تهديد عميقة.

وأكد أستاذ الطب النفسي، أن الخطوة الصحيحة تتمثل في الهدوء التام، والتحدث مع الطفل بصوت منخفض وكأن الأمور تحت السيطرة، لإيصال رسالة مفادها أن الأهل قادرون على حمايته وأنه في أمان، وأن دور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم، حيث يجب على كلاهما تهدئة الطفل وتأكيد دعمهما المستمر، مع تجنب الضغط عليه لسرد تفاصيل الحادث فورًا، إذ أن بعض الأمهات يخطئن بإجبار الطفل على العلاج النفسي فورًا رغم رفضه، ما يزيد من «التروما» ويشعر الطفل بأنه يُعاد إلى التجربة قبل أن يكون مستعدًا نفسيًا.

أخطاء شائعة في التحقيقات 

أوضح محمد حمودة، أن من أكبر الأخطاء إجبار الطفل على الإدلاء بشهادته مباشرةً أمام مكاتب الشرطة أو الجهات الرسمية، لأنه قد يشعر بالرعب وتتضاعف الصدمة، لافتًا إلى أن الطريق الصحيح يتطلب إجراء التحقيقات على مراحل، بحضور متخصص نفسي مدرَّب يبدأ بإقامة علاقة ثقة مع الطفل من خلال اللعب، ثم يسمح له بسرد تجربته تدريجيًا عندما يشعر بالأمان، بعيدًا عن الإلحاح أو الاستجواب المباشر.

وأشارأخصائي الطب النفسي، إلى أن الطفل الذي يصل إلى العيادة وهو خائف أو رافض الدخول لا يجب إجباره، بل يبدأ الطبيب بالتحدث معه في أمور غير الحادث، وإعطائه شعورًا بالأمان، ثم تبدأ الثقة تدريجيًا في الزيارات التالية، فضًلا عن أن المكافآت الرمزية والجو الهادئ تساهم في تعزيز شعور الطفل بالأمان والثقة.

الدكتور محمد حمودة 

الهدوء أساس حماية الطفل

وشدد محمد حمودة، على أن حماية الطفل لا تتحقق بالصراخ أو المبالغة أو الضغط، بل بالاحتواء والهدوء وإدارة الوضع النفسي والقانوني بطريقة لا تعيد الصدمة، معتبرًا  أن بناء الثقة مع الطفل يعد حجر الأساس، وأن الهدف الأهم هو مساعدته على عبور التجربة دون أن تتحول إلى ندبة نفسية طويلة الأمد، إذ أن النهج الصحيح يشمل الاستماع للطفل، احترام مشاعره، وعدم إجباره على أي خطوة قبل أن يكون مستعدًا، مع توفير بيئة آمنة وهادئة تدعم التعافي النفسي.