الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

العطيفي لـ"الرئيس نيوز": ثقافة الناخب المصري تحررت.. المال السياسي لم يعد يشتري القناعات

الرئيس نيوز

التغيير الأبرز: وعي الناخب ورفض الشعارات

الدكتور أحمد العطيفي، الأمين العام المساعد وأمين تنظيم حزب حماة الوطن ومرشح القائمة الوطنية من أجل مصر، أكد أن التحول الأهم في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب ليس في نسب المشاركة، بل في "عقل الناخب المصري" الذي أصبح أكثر وعيًا، ولم يعد يقبل بالشعارات المكررة أو ينجرف وراء "المال السياسي".

حوار الدكتور أحمد العطيفي مع الرئيس نيوز

وفي حواره الخاص مع "الرئيس نيوز"، أشار أحمد العطيفي إلى أن نسبة المشاركة تعكس حالة مركبة من "الوعي المتنامي" والرغبة في تعزيز الشرعية الشعبية، يقابلها قدر من التحفظ لدى فئات أخرى.

مؤكدًا أن رسالته كمرشح كانت واضحة منذ اللحظة الأولى هي مخاطبة الناس باحترام وصدق، وأن المواطن المصري لا يحتاج لدعوة للتصويت، بل يحتاج أن يشعر بأن "صوته سيحدث فرقا حقيقيا".

وقال أحمد العطيفي: "المواطن المصري اليوم يرسل رسالة صريحة لا تقبل التأويل: 'احترم صوتي... اسمعني... اخدمني... ولا تظن أن المال سيشتري قناعتي، مضيفا لقد لمست هذا التحول بنفسي خلال جولاتي في مختلف المحافظات، حيث أصبح تركيز المواطن ينصب على البرنامج الواقعي وليس مجرد الوعود اللامعة."

تراجع سطوة المال السياسي: التحصين جاء من الناس

وفي تقييمه لظاهرة المال السياسي، أوضح الدكتور العطيفي أن نتائج الحصر العددي للمرحلة الأولى في النظام الفردي أثبتت أن ما يروج حول سطوة هذا المال لا يعكس الواقع الفعلي، وشدد على ضرورة التمييز بين التبرعات القانونية للحزب التي تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، وبين شراء الأصوات أو المقاعد وهو أمر مجرّم.

وأكد أن الدولة قامت بدورها الرقابي بحزم عبر أجهزة الرقابة وغرف عمليات وزارة التنمية المحلية للتعامل مع أي خروقات مالية أو سلوكيات غير منضبطة.

مضيفا: "لكن التحول الأهم، في رأيي، هو"ارتفاع الوعي الشعبي". فالناخب اليوم يميّز بوضوح بين من يحترم عقله وبرنامجه، ومن يحاول استغلال صوته موسميًا. الدولة وضعت الضوابط، نعم... لكن التحصين الحقيقي جاء من الناس أنفسهم، بفضل قدرتهم المتزايدة على التمييز والتدقيق."

رد على جدل "صوت واحد": القائمة الوطنية قوة توافق لا تطابق

وفيما يخص الانتقادات التي تطال القائمة الوطنية بأنها تفتقر إلى التنوع أو أنها "قائمة صوت واحد" تسعى للهيمنة، رد الدكتور العطيفي بقوة واصفًا هذا الاتهام بأنه "مبالغ فيه ويتجاهل طبيعة تشكيل هذا التحالف الواسع".

وشدد على أن "الأحزاب الموجودة داخل القائمة ليست نسخًا متطابقة من بعضها"، بل بينها مدارس سياسية كانت لها مواقف وتصويتات مختلفة في محطات سابقة.

متابعا: "القائمة الوطنية ليست قائمة فكرية موحّدة، بل تحالف سياسي يجمع أطيافًا متعددة اتفقت على ثوابت الدولة المصرية والحد الأدنى الوطني المطلوب لعبور هذه المرحلة. ما يجمعنا ليس التطابق، بل التوافق؛ توافق على مصلحة وطن يحتاج في هذه اللحظة تحديدًا إلى وحدة الرؤية لا إلى تشتت المواقف. التنوع موجود ويظهر في الخطاب السياسي الحالي، وسيُثري النقاش البرلماني القادم."

ثلاثة ملفات تشريعية عاجلة لدعم الاقتصاد والمواطن

وكشف مرشح "حماة الوطن" عن رؤية واضحة لثلاثة ملفات تشريعية عاجلة ستكون على رأس أولوياته في أول دور انعقاد لضمان 'شعور المواطن' بالتحسن الاقتصادي والاجتماعي مباشرة:

ملف تشريعات تحسين جودة حياة المواطن: من خلال دعم المبادرات الاجتماعية والعمل على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتقديم مظلة حماية اجتماعية أكثر كفاءة ووصولًا للمستحقين.

وملف دعم الاقتصاد الوطني: عبر تشريعات محفزة للاستثمار الأجنبي المباشر وتوسيع الاقتصاد الرقمي، وتقديم الدعم اللازم لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتباره عمودًا فقرّيًا للاقتصاد.

ودعم كافة فئات المجتمع وتفعيل دورها: بما في ذلك العمال والفلاحين الذين وصفهم بـ "أساس الاقتصاد"، وكذلك الكتاب والفنانين باعتبارهم "قوى مصر الناعمة".

وتعهد العطيفي: "نعدكم لن نتجاهل أي فئة، ويسعدنا التواصل عبر مكتبي وعبر منصاتي الإلكترونية لتلقي أي مقترحات أو شكاوى من العمال والفلاحين إلى الفنانين والمبدعين."

المساءلة والشفافية: إطلاق "مؤشر أداء" ملزم للناخب

ولتعزيز مبدأ المساءلة العامة والشفافية، أعلن الدكتور العطيفي عن خطته الطموحة لإطلاق "مؤشر أداء واضح وملزم" يتيح للمواطن تقييم ومحاسبة النائب بشكل دوري ومباشر.

وقال أحمد العطيفي: “لن نترك التقييم للمصادفة. سأعلن عن مؤشر أداء واضح وملزم... لدي خطة عملي قبل أن تطأ قدامي البرلمان، بأن أقدم للمواطن بشكل آني ما أقدمه من أدوات رقابية، ومشروعات قوانين، والمناقشات القائمة في اللجان. هذا ليس تفضلًا مني بل هو جزء من حق الناخب علي وحق مسألته لي. المساءلة يجب أن تكون قاعدة ثابتة في الحياة البرلمانية، و'نحن نؤسس لثقافة المساءلة، وأول من يخضع لها هو النائب نفسه.”

"جبهة سياسية متماسكة": ما تحتاجه مصر في ظل الأوضاع الإقليمية

في ختام حواره، أكد العطيفي أن الدولة المصرية في هذه المرحلة الحساسة تحتاج من القوى السياسية "قدرًا عاليًا من المسؤولية والاتزان"، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المشتعلة التي تحمل الكثير من عدم اليقين.

وطالب بضرورة أن تعمل القوى السياسية في إطار الدولة لا على حسابها، وتقدم "حلولًا قابلة للتطبيق" ومبنية على المعرفة والدراسة، بدلًا من الضجيج السياسي والمزايدات.

مشيرا إلى أن  "القوى السياسية مطالبة بأن تكون داعمة للاستقرار، وللوعي المجتمعي، وحائط صدّ ضد الشائعات ومحاولات التشويه. نحتاج أحزابًا قوية ومسؤولة، تساند الدولة ولا تتصارع معها، وتشارك بفعالية في صياغة الحلول لا في إنتاج الأزمات. فالمرحلة التي نمر بها لا تحتمل التشتت… بل تحتاج جبهة سياسية داخلية متماسكة، تضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار حزبي أو شخصي."