الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"ملاعب الحرية".. وثائقي يكشف جسارة الليبيات في مواجهة "داعش"

الرئيس نيوز

المخرجة البريطانية نزيهة العريبي قدمت نضالهن لممارسة كرة القدم وطرق الاستمتاع بالحياة

عرض فيلم وثائقي عن لاعبات كرة القدم الليبيات صورة واقعية عن النساء اللائي يعشن في زمن الحرب وقصصهن، التي تصر على التمسك بالحلم على الرغم من المصاعب التي فرضتها انتفاضات الربيع العربي، والتي لم يكن أقلها الاضطرار إلى الهجرة ولو بصفة مؤقتة، حتى تستتب الأمور في الوطن الأم.

يرصد الوثائقي الليبي تجمعًا للاعبات كرة القدم الليبيات استعداداً لمباراة مهمة في الليل، في العاصمة الليبية طرابلس، تحت أضواء المصابيح الأمامية للسيارات وهو حل بديل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، إنه واحد من العديد من المشاهد المذهلة في الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان "ملاعب الحرية"، للمخرجة البريطانية الليبية نزيهة العريبي، ويتابع الفيلم القصص الحقيقية لثلاثة من لاعبات كرة القدم في ليبيا ما بعد الثورة.

 يمثل الفيلم صورة حيوية ونابضة بالحياة للشوارع الليبية، ويرصد مظاهر تدل على أن ثمة بلداً هنا كان عُرضة للتفكك، وصورة لكيفية تحول فريق من لاعبات كرة القدم إلى ناشطات بمحض الصدفة.

كان لدى ليبيا لاعبات كرة قدم قبل عام 2011، وقبل سقوط معمر القذافي، لكن بسبب عدم وجود مباريات دولية، فإنهن يتدربن ولكن لا توجد مباريات حقيقية، كما قالت العريبي لشبكة (فرانس 24)، ويركز الفيلم على ثلاثة من شخصيات المنتخب الوطني - حليمة ونما وفدوى - ومتابعتهن على مدار خمس سنوات، من 2012-2017.

 نراهن أولاً يخضن معركة مع الاتحاد الليبي لكرة القدم للسماح لهن بالتدريب مرة أخرى، والتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي ويتصدين للإساءات عبر الإنترنت، بعد أن سعت حملة فيسبوك إلى منعهن من اللعب وتضاعف تهديدات الجماعات الإسلامية المتشددة ضدهن، ويتطور الأمر بعد ذلك بعام، في عام 2014، حين أوقف مسلحون حليمة عند نقطة تفتيش أثناء سفرها إلى معسكر تدريبي لكرة القدم في الكاميرون، بدعوى أنها لا يرافقها محرم، ثم يطلب منها أن تستدير وتعود إلى المنزل.

نرى حليمة تساعد في انتقاء فستان زفاف لشقيقتها، فالنساء في ليبيا يلعبن كرة القدم ويتزوجن ويفعلن كل شيء، كما أنهن يستمتعن بالآيس كريم ويطلقن النكات عن القذافي على ضوء الشموع، أما حليمة، فهي الحائزة على لقب "مهرج الفريق"، وهي تدرس الطب، وفدوى، الأكثر صراحةً، تتخلى عن كرة القدم في لحظة ما وتفكر في الزواج في إحدى المراحل لأنها تشعر أن "هناك الكثير من القيود".

لعبت العديد من النساء أدواراً بارزة في الثورة الليبية - قادت النساء الاحتجاجات وساعدن في كل الأنشطة، لذلك في عام 2012، في إشارة إلى أن ليبيا ما بعد القذافي ستجلب مزيدًا من التحرر للنساء، تقود حليمة مظاهرة في شوارع طرابلس حتى تجبر الاتحاد الوطني لكرة القدم على السماح للنساء باستئناف التدريب.

من أجل "سلامة النساء"، في عام 2013، قرر الاتحاد الليبي لكرة القدم منع الفريق من السفر إلى ألمانيا لحضور أول بطولة له على الإطلاق، يقول أحد أفراد العائلة: "لقد قال القذافي إننا سنعاني وأنه كان على حق". يقول آخر: "ليبيا سجن".

من خلال متابعة قصص النساء، يقدم الفيلم رواية واقعية من عمق التغطيات الإخبارية المعتادة عن الشأن الليبي. بدلاً من التركيز على المهاجرين أو التطرف أو حتى على الرشاوى المزعومة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من القذافي، يبحث الفيلم في أجزاء منسية من الصراع الليبي.

أما "نما"، فقد اضطرت للعيش مع أسرتها في ملجأ مؤقت حيث أنها تساعد في تربية طفل شقيقها. ولكن وسط كل هذا اليأس، كانت هناك لحظات سعادة تفوق قدرتها على الوصف، ففي عام 2017، عندما أحرز الفريق هدفه الأول في أول بطولة دولية شارك فيها في بيروت، عرفت نما وحليمة مذاق البهجة، ولم يزعجها إلا قول إحدى زميلاتها في الفريق: "الليبيون يولدون سيئ الحظ"، لحظة انزعاج عابرة، تبعها طوفان من الضحك،. تم التقاط مشاهد الفيلم مع حرص شديد على الجمع بين الطرافة والفكاهة والكوميديا السوداء، لقد انتصرت النساء في ليبيا على تهديدات المتطرفين، وانتصرت فدوى عندما تم توبيخها من قبل اتحاد كرة القدم، لأنها تحدثت عن مطالبها بصراحة مع أحد الصحفيين، فاجتمعت زميلاتها حولها في تصرف قوي جمع بين التضامن والحماية وتعالى هتافهن: "كلنا فدوى".