السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تهديد ترامب لإيران.. هل هو مجرد خدعة تفاوضية سخيفة؟

الرئيس نيوز


نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً للمحلل "إيشان ثارور"، عبر فيه عن اعتقاده بأن الحديث عن الحرب مع إيران بدا أنه اتجه إلى التهدئة في واشنطن خلال الأسبوع الماضي، وكالعادة، انتقد الرئيس ترامب التغطية الإعلامية لتحركات إدارته ضد نظام الملالي في طهران، لكن في سياق انتقاداته، كان من الواضح أن الرئيس ترامب يدفع باتجاه أجندة معينة ساهم في إعدادها مستشاره للأمن القومي جون بولتون.

 ثم أمس الأحد، صوب ترامب سهام انتقاداته نحو شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، وكانت محطته الأخيرة عبر عدد من التغريدات على موقع تويتر للتدوين القصير، محذرًا من أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران سيشكل "النهاية الرسمية لإيران"، وقال ترامب: "إذا كانت إيران تريد الحرب، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران. فالولايات المتحدة لا تهدد مرة أخرى".

وتثير الأجواء الحالية تساؤلات العديد من المسؤولين في واشنطن والعواصم الأخرى. يوم الأحد، سقط صاروخ بالقرب من السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، مما زاد من حدة التوتر في العراق - وهي دولة تحتفظ فيها إيران بنفوذ كبير. وربطت جهات تحقيق وجهات تأمينية سلسلة الهجمات التخريبية التي استهدفت ناقلات ومنشآت نفطية في المنطقة بإيران، لكن الخبراء أشاروا إلى أن طهران تبرأت من الضلوع في تنفيذ تلك العمليات حتى لا تتيح أي مبرر للتصعيد الأمريكي في حين أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملات طائرات وقاذفات إلى الخليج، من المفترض ردًا على التهديدات المتزايدة من القوات الإيرانية ووكلائها.

بدلاً من ذلك ، أثارت أنباء عمليات الانتشار ردود فعل دبلوماسية ضد إدارة ترامب، حيث حث الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط على توخي الحذر والإصرار على أنهم لا يريدون الحرب، في ظل ذاكرة دولية تحمل آلاماً لا حصر لها جراء الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003. وبدلاً من تحريك جبهة دولية موحدة حول مواجهة دور إيران الإشكالي في جوارها، بدت الجهود الأمريكية وحيدة تاركة الانطباع بأن ثمة ميل إلى مسار وحيد وهو الرد على الاستفزاز الإيراني. ولكن في أواخر الأسبوع الماضي، رجح ترامب في حديثه إلى المراسلين أن إيران لديها "إمكانات كبيرة" وأنه سيكون مهتمًا بعقد صفقة مع الجمهورية الإسلامية، وسخر من بولتون، وهو أحد أبرز صقور الإدارة الحالية، كما سخر من مساعديه، فقال ترامب: "سوف نتورط في حرب في كل مكان إذا كان الأمر متروكًا لهذا الرجل".

ويرى "ثارور" أن نتائج رسائل ترامب المختلطة لم تتحقق بالكامل، فمن ناحية، هناك تناقض بين حماس صقوره المناهضين لإيران وبين رغبته المعلنة في فصل الولايات المتحدة عن صراعات الشرق الأوسط، وهذا أحد أوجه التناقض التي تتضح بشكل كبير كل أسبوع. من ناحية أخرى، فإن ترهيب ترامب لإيران وحملته التي تتخذ عنوان "الضغط الأقصى" والتي تقوم إدارته بتنفيذها ضد إيران تضع الأساس لتصعيد هائل.

في النهاية، أشار "ماكس بوت" في صحيفة واشنطن بوست في نهاية الأسبوع الماضي إلى أن أولئك الذين يسعون إلى التمييز بين استراتيجية أو عقيدة سياسة متماسكة وسط أجواء اللامبالاة والتخبط التي تحيط بعمل الإدارة الأمريكية ربما يكونون على خطأ.

وعن ذلك قال "نيك باتون والش" من شبكة سي إن إن: "لقد أصبح من الممكن النقاش في المعلومات الاستخبارية والجدل حول خطط الحرب والتهديد بصراع واسع النطاق، ثم بعد وقت وجيز يتم التراجع عن الفكرة بأكملها، خلال نفس أسبوع العمل الواحد فقط.

وأشار والش إلى الصقور القديمة مثل بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، اللذين دعيا في الماضي إلى عمل عسكري ضد إيران وتغيير النظام، وهما عازمان على المضي قدمًا، طوال أسبوع كهذا، شعر المرء بصدق بأنه قد عاد إلى أجواء العام 2002 مرة أخرى، فالتاريخ حريص على تكرار العروض التراجيدية المأساوية تاركًا عروض الكوميديا والمهزلة لحال سبيلها".

 لكن بعد ذلك، لحسن الحظ، تظهر الطبيعة الحقيقية لرئاسة ترامب - التي صاغتها الميول الانعزالية المتأصلة، وهي الرغبة الأصلية في إنهاء الحروب حول الأماكن التي لا تفهمها قاعدة مؤيدي ترامب أو لا تهتم بها."

أثارت حالة عدم اليقين فقط مخاوف من الصدام المأساوي الذي قد لا يريده أي من الطرفين. وقالت إليزابيث ديكنسون من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات لصحيفة وول ستريت جورنال: "تقع المنطقة على حافة السكين والتصعيد بحد ذاته لن يخلق سوى مخاطر جديدة".

على مدار العامين الماضيين ، غالبًا ما كانت تهديدات ترامب تُقرأ على أنها من قبيل الموهبة الافتتاحية التقليدية في أي مفاوضات. فترامب هو الذي وجه الشتائم والسباب للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قبل أن يلتقيه في قمتين وقبل أن يعبر عن احترامه له. ربما يأمل النظام الإيراني، مثل كوريا الشمالية ، في أن تكون تغريدات ترامب مجرد خدعة تفاوضية.