النائب يوسف الشاذلي: التحالف بين الموالاة والمعارضة في «القائمة الوطنية» تجسيد للنضج السياسي (حوار)
النائب يوسف الشاذلي أمين تنظيم "مستقبل وطن" بالفيوم في حوار لـ"الرئيس نيوز":
ـ هدفنا واحد رغم اختلاف الرؤى.. مصلحة الدولة فوق أي اعتبار
ـ رجال الأعمال لهم حق الترشح.. والمهم كيف يوظفون إمكاناتهم لخدمة الناس
ـ المال السياسي لم يعد يحكم صناديق الانتخابات.. والناخب اليوم أكثر وعيًا
ـ بعض الوزارات تحتاج إلى دماء جديدة قادرة على مواكبة المتغيرات
ـ غياب المجالس المحلية حمّل النواب أعباءً إضافية في دوائرهم
ـ راضٍ عن نفسي سواء نجحت أم لا.. وخدمة أهالي الفيوم شرف وواجب
أكد النائب يوسف الشاذلي، أمين تنظيم حزب مستقبل وطن بمحافظة الفيوم ومرشح الحزب في انتخابات مجلس النواب، أن التحالف الانتخابي بين أحزاب الموالاة والمعارضة في القائمة الوطنية يجسد حالة من النضج السياسي الذي تمر به الساحة الحزبية في مصر، مشيرًا إلى أن الهدف المشترك بين القوى السياسية داخل التحالف هو خدمة الدولة المصرية وتعزيز استقرارها رغم اختلاف التوجهات والرؤى.
وأوضح الشاذلي في حواره مع "الرئيس نيوز" أن وجود رجال الأعمال ضمن مرشحي القائمة لا يمثل خطورة طالما التزموا بالقانون ووظفوا إمكاناتهم لخدمة المواطنين، لافتًا إلى أن الناخب المصري أصبح أكثر وعيًا ولم يعد المال السياسي قادرًا على التأثير في قراره الانتخابي كما في السابق.
وفيما يلي نص الحوار:
■ هناك بعض الانتقادات للتحالف الانتخابي بين الموالاة والمعارضة في "القائمة الوطنية".. ما رؤيتكم لذلك؟
التحالف بين أحزاب الموالاة والمعارضة في القائمة الوطنية يعكس حالة من النضج السياسي الذي نحتاجه جميعًا في هذه المرحلة.
صحيح أن هناك اختلافات في وجهات النظر، فنحن لا نتفق في كل شيء ولا نختلف في كل شيء، لكن ما يجمعنا هو هدف واحد، هو مصلحة الدولة المصرية.
كما أن كل حزب داخل القائمة يعمل وفقًا لمبادئه واتجاهاته السياسية، ولا يمكن أن نُوحّد الرؤى بشكل كامل، لأن التعددية هي أساس العمل الديمقراطي، ولكننا نتعاون جميعًا بما يخدم الوطن ويعزز استقراره.
■ هناك مخاوف من وجود رجال أعمال ضمن مرشحي القائمة الوطنية.. كيف تفسر ذلك؟
الدستور منح حق الترشح لكل مواطن دون تمييز، ومن ثم فمن الطبيعي أن يترشح رجال الأعمال طالما تنطبق عليهم الشروط القانونية، المهم هو كيفية استخدامهم لأدواتهم وإمكاناتهم في خدمة المواطنين.
هناك من يوظف إمكانياته بطريقة إيجابية لخدمة الناس وتوفير فرص عمل وتنمية مجتمعه، وهناك من قد يُسيء استخدامها، لكنني أؤكد أن الوعي الشعبي أصبح كبيرًا، والمواطن اليوم قادر على التمييز بين من يخدمه فعلًا.
وفي النهاية، من يمتلك رصيدًا شعبيًا على الأرض هو من يفرض نفسه، لأن الناس تدعم من يعمل بجوارهم ويقف معهم في الأزمات قبل الانتخابات وبعدها.
■ ما تعليقكم على من يتحدثون عن تحكم المال السياسي في العملية الانتخابية؟
المال السياسي لا يمكن إنكاره، لكنه أيضًا ليس العامل الحاسم في الفوز، فليس كل من ينفق أموالًا ينجح، لأن النجاح الحقيقي يعتمد على الشعبية الحقيقية والعمل الميداني.
كما أن الناخب أصبح أكثر وعيًا وإدراكًا، ولم يعد من السهل التأثير عليه بالمال، فالناس اليوم تبحث عن النائب القادر على تمثيلهم بصدق داخل البرلمان والعمل على حل مشكلاتهم.
■ كيف تقيّم أداء الحكومة الحالية مع تزايد الحديث عن تغيير مرتقب عقب الانتخابات؟
وفقًا للدستور، من الطبيعي أن يتم إجراء تعديل أو تغيير في بعض الحقائب الوزارية عقب انعقاد البرلمان الجديد، وهذا أمر متوقع.
أما بالنسبة لتقييم الحكومة، فالحكومة بذلت جهودًا واضحة في فترات معينة، وحققت نجاحات في ملفات عدة، لكنها في المقابل واجهت تحديات في بعض القطاعات التي تحتاج إلى تطوير، لذلك هناك وزارات تحتاج إلى ضخ دماء جديدة قادرة على التعامل مع المتغيرات.
■ هل غياب المجالس المحلية يُحمّل النواب عبئًا إضافيًا في دوائرهم؟
بكل تأكيد، غياب المجالس المحلية جعل النواب في مواجهة مباشرة مع كمٍّ كبير من الطلبات الخدمية، ووجود المجالس المحلية ضروري لأنها مدرسة إعداد للكوادر السياسية، كما أنها تساند نواب البرلمان في تلبية احتياجات المواطنين وتنفيذ خطط التنمية على مستوى المحافظات والمراكز، ونتمنى عودتها قريبًا.
■ ما رسالتك الأخيرة للناخبين في محافظة الفيوم؟
أتوجه بخالص الشكر لكل مواطني الفيوم، وأقول لهم إنني راضٍ عن نفسي سواء نجحت أم لا، لذلك أشكر كل من ساندني من أهالي دائرتي وأقاربي وأصدقائي، وأعدهم أنني سأظل قريبًا منهم، أعمل من أجلهم، لأن خدمتهم واجب وشرف، وسأواصل بذل الجهد لتحقيق ما يتطلعون إليه من تنمية وخدمات أفضل لهم ولأبناء الفيوم وللشعب المصري كله.