الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
رياضة

عاجل| بعد بطولة الجمباز.. رفض جماعي لمشاركة إسرائيل في كأس العالم

الرئيس نيوز

في تطور لافت يعكس تحوّلًا في المزاج الرياضي العالمي تجاه إسرائيل، شهد الأسبوع الجاري حدثين متتاليين أثارا مناقشات واسعة النطاق على الصعيدين الرياضي والدبلوماسي، وتمثلافي خروج مظاهرات حاشدة في إيطاليا ضد مشاركة المنتخب الإسرائيلي في تصفيات كأس العالم 2026، واستبعاد رسمي لإسرائيل من بطولة العالم للجمباز الفني في إندونيسيا بعد رفض السلطات منح تأشيرات دخول لرياضييها. هذان الحدثان، رغم اختلاف السياقين، يشيران إلى تصاعد ملموس في الرفض الشعبي والرسمي لمشاركة إسرائيل في المحافل الرياضية الدولية، خاصة في ظل تصاعد الغضب العالمي من سياساتها تجاه الفلسطينيين، وفقًا لقناة فرانس 24.

احتجاجات في إيطاليا: كرة القدم في قلب العاصفة

وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة أوديني شمال إيطاليا، احتجاجًا على مشاركة المنتخب الإسرائيلي في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2026 ضد المنتخب الإيطالي. المظاهرات، التي دعت إليها "لجنة من أجل فلسطين – أوديني"، جابت شوارع المدينة وسط إجراءات أمنية مشددة، شملت نشر قناصة على أسطح المباني القريبة من فندق إقامة المنتخب الإسرائيلي، وفقا لصحيفة إلماسيجيرو الإيطالية.

وبحسب صحيفة ربابليكا الإيطالية، فإن المتظاهرين رفعوا لافتات تطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحظر إسرائيل من جميع المسابقات، متهمين منتخبها بـ"تمثيل نظام احتلال يرتكب انتهاكات جسيمة في الأراضي الفلسطينية". كما شهدت المباراة نفسها توترًا أمنيًا كبيرًا، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات حاولت الاقتراب من ملعب فريولي، الذي احتضن اللقاء.

هذه المظاهرات لم تكن الأولى من نوعها، لكنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتزايد الدعوات في الأوساط الرياضية الأوروبية لمقاطعة الفرق الإسرائيلية، أو على الأقل فرض قيود على مشاركتها، في ظل ما يعتبره البعض "ازدواجية معايير" في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان في الرياضة.

الجمباز: استبعاد رسمي من بطولة العالم في إندونيسيا

بعد يوم واحد فقط من مظاهرات أوديني، أكدت محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) قرار استبعاد إسرائيل من بطولة العالم للجمباز الفني، التي تُقام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بعد أن رفضت الحكومة الإندونيسية منح تأشيرات دخول للفريق الإسرائيلي.

 

وكانت السلطات الإندونيسية قد أعلنت في الأسبوع الأول من أكتوبر أنها لن تسمح بدخول الرياضيين الإسرائيليين، في خطوة وصفتها بأنها "امتداد للسياسة الراسخة للدولة بعدم إقامة أي اتصال مع إسرائيل ما دامت لا تعترف بدولة فلسطينية مستقلة". ورغم الطعن الذي قدّمه الاتحاد الإسرائيلي للجمباز، رفضت المحكمة طلبه بإلزام الاتحاد الدولي بنقل البطولة أو ضمان مشاركة فريقه، معتبرة أن قرار منح التأشيرات شأن سيادي لا يخضع للسلطة الرياضية.

 

وبحسب فرانس 24، فإن البطولة التي انطلقت في الأحد 19 أكتوبر، شهدت مشاركة أكثر من 500 رياضي من نحو 80 دولة، في غياب إسرائيل، التي اعتبرت القرار "تمييزًا سياسيًا"، بينما اعتبره كثيرون انتصارًا للعدالة الأخلاقية في الرياضة.

 

تحليل: هل تتجه الرياضة نحو موقف أخلاقي من إسرائيل؟

 

الحدثان، رغم اختلاف طبيعتهما، يشتركان في دلالة واحدة: الرياضة لم تعد محايدة سياسيًا. فبينما كانت الاتحادات الدولية تروّج لفكرة "فصل الرياضة عن السياسة"، بات من الواضح أن الضغوط الشعبية، والمواقف السيادية لبعض الدول، بدأت تفرض واقعًا جديدًا.

وتؤكد السوابق التاريخية أن الرياضة لطالما كانت ساحة للصراع السياسي، كما حدث في مقاطعة جنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري، أو في مقاطعة الألعاب الأولمبية خلال الحرب الباردة. واليوم، يبدو أن إسرائيل تواجه عزلة رياضية متنامية، خاصة في الدول ذات الأغلبية المسلمة، أو تلك التي تشهد حراكًا شعبيًا متضامنًا مع الفلسطينيين.

من جهة أخرى، يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الدولي للجمباز ضغوطًا متزايدة لاتخاذ مواقف واضحة. ففي حين لم يصدر عن الفيفا أي تعليق رسمي بشأن مظاهرات أوديني، فإن صمت الاتحاد الدولي للجمباز عن قرار إندونيسيا يعكس ترددًا في فرض معايير موحدة على جميع الدول، ما يفتح الباب أمام مزيد من السوابق.

الرياضة أمام اختبار أخلاقي

ما بين مظاهرات الشارع وقرارات المحاكم الرياضية، يبدو أن إسرائيل تواجه تحديًا متصاعدًا في ساحات كانت تعتبرها محايدة. ومع استمرار الحرب في غزة، وتزايد التغطية الإعلامية لانتهاكات حقوق الإنسان، قد تتحول هذه الأحداث إلى نقطة تحوّل في علاقة إسرائيل بالرياضة العالمية.

فهل نشهد في السنوات المقبلة مقاطعة رياضية منظمة؟ أم أن الاتحادات الدولية ستتدخل لحماية "الحياد الرياضي"؟ الإجابة ستتضح في البطولات القادمة، لكن المؤكد أن الرياضة لم تعد بمنأى عن السياسة، ولا عن الضمير العالمي.