الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إسرائيل تهدد حماس: الاستسلام أو مواجهة الفناء

الرئيس نيوز

تصاعدت حدة التوترات بين إسرائيل وحركة حماس على خلفية تحذير شديد اللهجة أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس عبر منصة إكس، مطالبًا حماس بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة والاستسلام، وإلا ستواجه "الفناء". 

 

جاء هذا التصريح بالتزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي مكثف، حيث كثفت إسرائيل قصفها على مدينة غزة، مستهدفة مواقع وصفتها بأنها عسكرية تابعة لحماس.

 ووفقًا لوكالة الدفاع المدني في غزة، أسفرت الغارات يوم الأحد عن مقتل 48 شخصًا، و10 آخرين في غارات ليلية على محيط المدينة، فيما أفادت قناة فرانس 24 بأن إسرائيل قصفت مبنى سكنيًا مرتفعًا للمرة الثالثة في غضون أيام، مدعية أن حماس تستخدمه لمراقبة تحركات قواتها، وهو ادعاء نفته حماس، مؤكدة أن المباني مخصصة للأغراض السكنية.

 وتأتي هذه العمليات ضمن خطة إسرائيلية معلنة للسيطرة على مدينة غزة بهدف القضاء على حماس بعد ما يقرب من عامين من الصراع المدمر، مما يعكس تصميم إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.
 

جذور الصراع وتداعياته الإنسانية


يعود التصعيد الحالي إلى هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 64368 فلسطينيًا، معظمهم مدنيون، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع التي تُعتبر أرقامها موثوقة من قبل الأمم المتحدة، كما أوردت قناة فرانس 24. 

تسبب هذا الصراع في تدمير هائل للبنية التحتية في غزة، وتشريد مئات الآلاف من السكان، وتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، المياه، والخدمات الطبية. 

 

وتواجه حماس ضغوطًا متزايدة لإطلاق سراح الرهائن، بينما تتمسك بشروطها التفاوضية، التي تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع، مما يعكس التحديات الكبيرة أمام التوصل إلى تسوية.
 

الضغوط الدولية ودور ترامب
 

على الصعيد الدولي، برز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشخصية محورية في دفع المفاوضات، حيث أصدر تحذيرًا وصف بـ"الأخير" لحماس، مطالبًا بقبول صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، والذين يُقدر عددهم بـ47، من بينهم 25 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم. 

وأشار ترامب إلى أن إسرائيل وافقت على شروطه، داعيًا حماس لفعل الشيء نفسه، ومعربًا عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، كما نقلت قناة فرانس 24. 

وفي المقابل، أبدت حماس استعدادها للتفاوض الفوري، لكنها أكدت تمسكها بشروطها، بما في ذلك إعلان واضح لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل. 

ووفقًا لتقرير أكسيوس، قدم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اقتراحًا جديدًا الأسبوع الماضي عبر قناة غير رسمية من خلال الناشط الإسرائيلي جيرشون باسكن، يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء العملية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، إلى جانب إطلاق سراح 2500 إلى 3000 أسير فلسطيني، بما في ذلك مئات محكوم عليهم بالسجن المؤبد.
 

أحدث تطورات المحادثات والمفاوضات


تشهد المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، زخمًا متجددًا، لكنها تواجه عقبات كبيرة.

 ووفقًا لتقرير أكسيوس، يتضمن الاقتراح الأمريكي الجديد، الذي قدمه ويتكوف، بدء مفاوضات فورية حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك مطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس ومطالب الحركة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.

 كما ينص الاقتراح على استمرار وقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات. 

ومع ذلك، أعربت حماس عن شكوكها تجاه هذه القنوات غير الرسمية التي تتجاوز الوسطاء القطريين والمصريين، معتبرة إياها غير موثوقة، خاصة بعد شعورها بالخداع عندما لم تُمارس الولايات المتحدة ضغطًا كافيًا على إسرائيل لإنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر. 

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن التقدم في المفاوضات غير مؤكد، حيث يتطلب تغييرًا في مواقف إسرائيل أو حماس أو الولايات المتحدة لتحقيق اختراق.
 

القنوات غير الرسمية وتحديات الوساطة


كشف تقرير أكسيوس أن ويتكوف استخدم قنوات غير تقليدية للتواصل مع حماس، بما في ذلك الناشط الإسرائيلي جيرشون باسكن، الذي لعب دورًا في مفاوضات سابقة أدت إلى إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط بين عامي 2006 و2011، ورجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بهبه. ومع ذلك، أثار قرار ويتكوف تمرير الاقتراح عبر باسكن دون إبلاغ الوسطاء القطريين والمصريين مسبقًا تساؤلات حول تنسيق هذه الجهود. 

وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن إسرائيل علمت بهذه الرسائل عبر قنواتها الخاصة، مما يشير إلى وجود فجوة في التنسيق بين الأطراف الوسيطة. 

ويعكس هذا الوضع تحديات كبيرة في بناء الثقة بين حماس والوسطاء، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يهدد بتقويض أي تقدم تفاوضي.
 

التداعيات الإنسانية والسياسية للحرب


يعكس الصراع المستمر تعقيدات إنسانية وسياسية هائلة. فقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المواد الأساسية والخدمات الطبية. 

 

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، إلى جانب الفوضى في توزيعها، زادت من معاناة السكان. 

في المقابل، تستخدم حماس الرهائن كورقة ضغط رئيسية، بينما تصر إسرائيل على نزع سلاح الحركة والقضاء على سيطرتها على غزة.

 ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى المشهد معقدًا بسبب الانقسامات الداخلية في إسرائيل، وشكوك حماس تجاه الوسطاء، والضغوط الدولية المتزايدة لإيجاد حل ينهي الصراع ويخفف المعاناة الإنسانية.