السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لم نشعر بالغربة أبدا.. حكايات الأفارقة الهاربين من "الحرب والفقر" إلى مصر

الرئيس نيوز



90 ألف لاجئ إفريقي بمصر يتمركز أغلبهم في القاهرة

- منتدى شباب أفريقيا يدعم فكرة "الإنسان هو الإنسان" دون النظر إلى اللون أو الجنس أو اللغة


كشف تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة أن نحو 90 ألف لاجئ إفريقي، يعيشون فى مصر، بسبب موجات من العنف والاضطرابات التي شهدتها بلدان عدة في القارة، وينتظر عدد منهم توطينهم فى بلدان أخرى.
وبحسب التقرير، فإن السودانيين يتصدرون قائمة اللاجئين فى مصر، يليهم لاجئون من أثيوبيا، ويعد العنف والاضطرابات والفقر، المنتشر فى عدد من الدول الإفريقية هي الأسباب الرئيسية لخروجهم هرباً من بلدانهم، وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن نحو ربع مليون لاجئ من 58 جنسية.

 أبناء الجالية الإفريقية في القاهرة، يؤكدون أن الإقامة في مصر تمثل ملاذاً من الجحيم الذي جاءوا منه، مضيفين "مصر وطن لا يشعر فيه الإنسان بالغربة".
وأشاروا إلى أن كثيراً من بلدان أفريقيا تمثل بيئة طاردة للسكان، بسبب جحيم الحروب المندلعة هناك، على عكس مصر التي يتمنى الجميع البقاء فيها.

شاب مالي: المصري كريم وفرفوش وقلبه طيب
 ـ موسي تونكارا "مالي الجنسية" قال لـ "الرئيس نيوز": "أشعر أن مصر وطنى الأول.. ومنتدى شباب أفريقيا سيقربنا من بعض"، يقول موسي ـ البالغ من العمر 27 عامًا، درس فى مصر وتخرج في كلية تربية قسم دراسات إسلامية ـ  وهو يقضي حياته بين مالي ومصر: "منتدى شباب أفريقيا هو منتدى لتجميع الأفارقة في مصر هيقربنا من بعض لأننا فى ظهر بعض دائمًا، وأنا أحب الشعب المصري لأنه كريم وفرفوش وقلبه طيب، وهذه السمات في مصر وشعبها لا مثيل لها في العالم، وعلى الرغم من أننى بعيد عن أسرتي إلا أنني لما بروح مالي أزور أهلي أحس ساعتها بغربة، وكأن مصر صارت وطني الأول".

شاب من جنوب السودان: أغلبية المصريين يجهلون كل شيء عن جيرانهم الأفارقة

"كون ميول إياى" شاب من جنوب السودان، يبلغ من العمر 27 عاماً، جاء إلى مصر بنية الدراسة، وهو الآن يدرس فى كلية الحقوق جامعة القاهرة المستوي الثالث. يقول "كون ميول" لـ "الرئيس نيوز": "أغلبية شعب مصر ليس لديهم معلومات عن دول الجوار، خصوصاً الجيران الأفارقة، لكن للأمانة والتاريخ المصريون أصحاب طموحات ويعشقون المرح والضحك، وتلك الصفات نادرة جداً بين بعض الشعوب الأفريقية والعربية".
أما بخصوص أحوال مواطني جنوب السودان فقال ميول: "بعد أحداث ٢٠١٦، كان الوضع صعباً جداً من كل النواحي الإنسانية والاجتماعية يعني بالمختصر المفيد الحياة أصبحت شبه معدومة لدى لبسطاء ونسال الله يعيد الأمان والطمأنينة لوطني العزيز جنوب السودان، كما أتمنى أن تتحسن الأوضاع في الخرطوم، وأنا أتابع أخبار السودان عبر وسائل التواصل الاجتماعي و قنوات الفضائية الإخبارية، لكن بيننا صلات اجتماعية وسياسية وثقافية، تجبرنا على متابعة كل كبيرة وصغيرة في الخرطوم".

هشام السوداني: لما بكون مضايق بروح أقعد على نيل القاهرة

قال هشام عواد شاب سودانى الأصل يعيش بمصر منذ ولادته إنه من أب سودانى من النوبة والدته من الصعيد، أصوله سودانية، وإن مصر تحتوى على أصول مختلفة من الاشخاص ولكن أى شخص مهما كانت أصوله عندما يأتى إلى مصر يشعر وكأن جدوده بالكامل مصريين.
وأضاف هشام أن من أكثر من 100 عام كان لا يوجد حدود سياسية بين مصر والسودان وكانت الحدود جغرافية فقط، مكنش فى مسميات قبائل.
أضاف هشام: "جدى أبو والدى جاء من السودان إلى شبرا وأسس بيت العائلة، وجدى عاش بين مصر والسودان، وعمل هنا فى مصر فى مجال الطبخ، وكان أحد أقاربي الطباخ الخاص لأحد الرؤساء ولم نشعر بالغربة أبدًا".
 وعن حروب السودان والهروب منها قال: "الأوضاع تسير آلى الأسوأ خصوصا أن السودانيين يحبون السودان كثيراً ولا يقدرون على الابتعاد عنه".

 
جوليا من جنوب السودان: 26 عاماً ولم أشعر لثانية واحدة أنني غريبة عن مصر
"جوليا لينو" ـ 26 عامًا ـ تشتهر وسط زملائها بـ"ممو" وهي تحب أن تحكي عن أسرتها فى السودان، عن جدتها وعمها الذيين يعيشان وسط الحروب، بينما هى مولودة وتعيش مع أسرتها يعيشون في مصر، قالت: "مصر هى الآمان، الناس هنا بيحبوا بعض وبيحبوا يضحكوا دائمًا.. وأعيش وسط جيرانى منذ 26 عاماً، حتى الآن لم أشعر لثانية واحدة أننى غريبة".
أشادت جوليا بجهود الرئيس السيسي فى تبينه منتدى شباب أفريقيا قائلة: "هذا ينتج فكراً جديداً وجيلاً جديداً من الشباب عن طريق اختلاطهم ببعض، فعندما يندمج الفكر سيصبح الانسان هو الانسان بعيدًا عن اللون أو الجنس أوالديانة، وأنا أتواصل دائمًا مع الأهل فى السودان الذين يشتكون من الحروب، ومطار القاهرة يستقبل أسبوعياً المئات من السودانيين الذين يهربون من الحرب إلى الآمان فى مصر".

"أويل" الاريتري: المصريون شعب دافيء

 "أويل" شاب من أريتريا، جاء إلى مصر مع عائلته هربًا من الحروب، يقول أويل لـ"الرئيس نيوز" : "والدتي ووالدي جاءا إلى مصر بعدما اشتداد الحروب، قضيتُ طفولتي ومرحلتي الجامعية فى مصر، ولم أشعر فيها بالغربة، شعبها دافىء لا يشعرك بالغربة".
وأضاف أويل: "أتمنى فقط أن تكون الاجراءات الخاصة بالأوراق الرسمية فى مصر أكثر سهولة، وأبسط مما هي عليه الآن، المصريون يتميزون بالمواقف الانسانية، ورئيسها الحالى الرئيس عبد الفتاح السيسي يحافظ عليها خاصة فى مرحلة التطوير التى تشهدها مصر حاليًا.
وعن منتدى شباب أفريقيا الذي سيقام فى محافظة أسوان الشهر الجارى قال أويل لـ"الرئيس نيوز": هذه فرصة عظيمة لتقارب الافكار ووجهات النظر، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى سيكون حدثا عظيما.