السبت 27 يوليه 2024 الموافق 21 محرم 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

خبراء: قصف مخيمات الفلسطينيين تحد غير مسبوق لكل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية

الرئيس نيوز

أدان عدد من المحللين السياسيين، القصف المتعمد من قبل القوات الإسرائيلية على خيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدين أنها جريمة حرب لقوات الاحتلال الصهيوني تستدعي محاسبة المسؤولين عن هذه العملية، مطالبين مجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل الفوري لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء العمليات العسكرية بمدينة رفح الفلسطينية.


إسرائيل تتحدى كل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية

في هذا السياق، قال الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن وكالات الأنباء العربية والعالمية نشرت قبل ساعات خبرًا مأساويًا بكل المقاييس، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية منطقة في رفح تصنف كـ"منطقة إنسانية"، وقد أسفر هذا القصف عن وفاة أكثر من 40 شخصًا، نحتسبهم عند الله من الشهداء، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.

وتابع “الفقي” في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز": "أنه من المؤسف والمحزن بشكل لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه، أن هناك أطفالًا كانوا ضحايا لهذه الهجمة الشرسة على مخيم إنساني، وما يثير الدهشة والتساؤلات المشروعة، هو أن هذا القصف من قوات الاحتلال الإسرائيلي جاء بعد أيام قليلة من قرار محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري لإطلاق النار، هذا ليس تحديًا فقط للقوانين والمنظمات الدولية، بل هو عمل خارج أي قانون أو منطق، وغير مبرر مهما كانت الأسباب والدوافع، إنه حالة تحدٍ غير مسبوقة لكل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية قبل الجنائية."

وأضاف: “هذه الواقعة التي تتجاوز حدود العنف لتصل إلى القسوة، تبررها إسرائيل بأنها عملية دقيقة تستهدف بعض عناصر حماس في المخيم، ولكن هناك سؤال يفرض نفسه على العقل والمنطق: هل هؤلاء الأطفال الذين دفعوا الثمن ينتمون إلى أي جماعة أو يشكلون خطرًا على إسرائيل؟”.

وتابع الخبير السياسي: “التاريخ يسجل ولن ينسى، وعلى الدول الكبرى أن تتحرك، انطلاقًا من مسؤولياتها، لتحقيق نتائج ملموسة وإنهاء هذا المسلسل اليومي، الذي لم تقنع مبرراته”.

وأكد أن احترام القانون الدولي يصب في مصلحة المجتمع الدولي بأسره، بل وفي مصلحة العالم كله دون استثناء، إذا نظرنا إلى الأمر من منظور استراتيجي بعيدًا عن النظرة السطحية، فالتجاهل الكبير للقانون الدولي له دلالات ونتائج بعيدة المدى، القانون الدولي يضمن السلم والأمن الدوليين، وهو في النهاية يصب في مصلحة الإنسانية والشعوب، أما العقل، فهو الذي يضمن الأمان لأصحابه اليوم وغدًا.

من ناحية أخرى، أكد الخبير السياسي أن تجاهل قرارات المنظمات الدولية سيؤدي إلى عواقب ملموسة في المستقبل القريب، ففي غياب هذه المنظمات، سيعيش العالم كغابة كبيرة، حيث يسود منطق القوة الذي يبقى مؤقتًا، لأن مراكز القوى تتغير مع مرور الزمن، بينما يبقى العدل والحق الضمان الأسمى لحياة آمنة ومستقرة في الإقليم والعالم.

واختتم الخبير السياسي بقوله: "آمل أن تتمكن الإنسانية من فهم خطورة المشهد وأن تتضامن لوقف هذه الممارسات فورًا، فالثمن باهظ، هذه ليست جريمة ضد شعب واحد فقط، بل هي جريمة ضد الإنسانية، لهذا أصبحت فلسطين وغزة ورفح والضفة الغربية قضية العالم، أو يجب أن تكون كذلك، ولا يجب الالتفات إلى مبررات استمرار هذا الوضع البشع، فهي غير مقنعة."

جريمة حرب ولا بد محاسبة المسؤولين عن هذه العملية

من جانبها، أدانت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، القصف المتعمد من قبل القوات الإسرائيلية على خيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدة أنها جريمة حرب لقوات الاحتلال الصهيوني تستدعي محاسبة المسؤولين عن هذه العملية.

وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية، أن هذه الأفعال الهمجية تتجاوز كل الخطوط الحمراء، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه رغم قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب فورًا، إلا أن إسرائيل لم تصتنت إلى تلك القرارات وقامت بارتكاب هذه المجزرة في حق الفلسطينيين النازحين بمدينة رفح الفلسطينية.

وطالبت النائبة حنان عمار عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، مجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل الفوري لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء العمليات العسكرية بمدينة رفح الفلسطينية.

وشددت على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والإنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين ومنع تعرضهم للمخاطر التي تهدد حياتهم، خاصةً وأن المجازر التي ترتكبها قوات الكيان الصهيوني تستهدف الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء بأسلحة محظورة سواء في غزة أو رفح، لأن كل ما فعلوه هو المطالبة بحقهم البسيط في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.