الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الرؤساء والفنانون.. مرسي يصطدم بالنجوم وعدلي منصور يعيد عيد الفن (6-6)

الرئيس نيوز

خلال الحلقات السابقة تحدثنا عن علاقة الرؤساء والفنانين، بداية من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومرورا بالرئيس السادات، ثم الرئيس مبارك، وخلال هذه الحلقة سنرصد مدى التحولات التي حدثت في هذه العلاقة، فور وصول الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى حكم مصر، ومن بعده الرئيس المؤقت عدلي منصور.

البداية كانت تجاهل الرئيس الراحل محمد مرسي للفنانين والمثقفين في خطابه الأول، وهو ما أثار جدلا واسعا في الوسط الفني والثقافي، وتسبب في انتقادات لاذعه لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين أنذاك، مما جعلهم يحاولون تصحيح الأمر بعقد لقاء يجمع أكبر عدد من فناني مصر بمحمد مرسي، وهو اللقاء الذي أقيم في الاتحادية، واعتذر عن حضوره عدد كبير من الفنانين، برغم حضور عدد أخر.

محاولات مرسي استقطاب الفنانين بإجراء لقاء وهمي 

وكان وزير الثقافة آنذاك صابر عرب، قد أعد قائمة تضم 140 اسما من الفنانين، ودعاهم للقاء الرئيس مرسي، في محاولة لترويج أن هذا الاجتماع هدفه مناقشة أهم القضايا المرتبطة بالفن وحرية الرأي والابداع، إلا أن الهدف الرئيسي من اللقاء كان التقاط صورة تذكارية تجمع مرسي بأكبر عدد من الفنانين للترويج لنفسه وظهوره كأحد داعمي الفن وحرية التعبير والابداع.

وبعد توجيه الدعوة لهم فوجئت مؤسسة الرئاسة بحزمة من الاعتذارات من جانب كبار النجوم، بينهم نور الشريف وفاتن حمامة وسهير المرشدي وسميرة أحمد ومنى زكي، وذلك بعد ساعات من ندوة أقامتها نقابة المهن التمثيلية، لمساندة الفنانة إلهام شاهين ضد ما تواجهه من ضغوط واهانات وابتزاز من قبل بعض أصحاف الفكر المتطرف، والمحسوبين على جماعة الإخوان والسلفيين، وأبرزهم المدعو عبدالله بدر، الذي اتهمها، في لقاء تليفزيوني بممارسة الرذيلة، مما جعل النقابة تعلن عن تحريك الدعوى القضائية ضد الشيخ بشكل رسمي. 

وخلال الندوة انتقدت الفنانة سميرة أحمد، تأخر نقابة الممثلين في إقامة الدعوى ضد الشيخ، مشيرة إلى أنها اعتذرت عن لقاء الرئيس لعدم اتخاذه موقفًا حاسمًا يرد للفنانين اعتبارهم بعد الإساءة التي تعرضت لها شاهين، وهي نفس الدعوة التي وجهتها إلى زميلها جلال الشرقاوي مطالبة إياه بعدم حضور اللقاء. 

واضطرت الرئاسة، إلى استبدال بعض النجوم بآخرين لإنقاذ الموقف، حيث اعتذر علي الحجار، بينما حضر المطرب محمد منير، وضمت قائمة الحضور نقيب الممثلين أشرف زكي، ووكيل النقابة الفنان سامح الصريطي، ونقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش وكل من محمد صبحي، وعادل إمام، ونجلاء فتحي، ومديحة يسري، وجلال الشرقاوي، والشاعر فاروق جويدة.

مرسى يدعي توجيه الدعوة لـ إلهام شاهين

عقد محمد مرسى فى السادس من سبتمبر عام 2012 بقصر الاتحادية لقاءً هو الأول من نوعه مع عدد من الفنانين، من مختلف الأجيال العمرية، وذلك فى أعقاب الهجمة الشرسة التى تعرض لها الفنانون، وخصوصًا الإساءة التى تعرضت لها الفنانة إلهام شاهين من بعض السلفيين والإخوان والدعوى القضائية ضد الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان.

حضر اللقاء كل من مديحة يسرى، عادل إمام، محمد منير، محمود ياسين، محمد صبحى، سهير البابلى، صابرين، نجلاء فتحى، شريف منير، مصطفى شعبان، إيمان البحر درويش، أشرف عبدالغفور، أشرف عبدالباقى، أحمد عيد، محمد رياض، سامح الصريطى، ليلى طاهر، عايدة عبدالعزيز، إضافة إلى عدد من المثقفين، وممثل نقابة الموسيقيين، والمخرج خالد يوسف.

فيما اعتذر عن اللقاء يحيى الفخرانى، بسبب سفره إلى الخارج، ومنى زكى، والراحلة فاتن حمامة التى بررت اعتذارها بظروف صحية، وسهير المرشدى، وسميرة أحمد التى أعلنت رفضها حضور اللقاء، ودعت الفنانين لمقاطعته بسبب عدم اتخاذ موقف واضح من الرئيس حول القضية.

استهل مرسى اللقاء بكلمة قصيرة أكد فيها أن النظام الموجود فى مصر هو نظام مدنى، وليس نظامًا دينيًا، داعيًا الفنانين إلى تقدير المهمة الملقاة على عاتقهم فى تقديم أعمال فنية جيدة ترصد واقع المجتمع المصرى، مؤكدًا أن من واجبه كرئيس عدم تهميش أى مؤسسة أو جهة وأن تكون للسينما دورها فى بناء المجتمع.

وادعى مرسى إن الدعوة وجهت بالفعل إلى الفنانة إلهام شاهين، وهو ما رد عليه المخرج جلال الشرقاوى بالتأكيد على أنها لم تتلق دعوة، فأشار الرئيس إلى أنه سيجرى اتصالًا هاتفيًا بها، لأنه يرفض الإساءة التى تعرضت لها.

وسأل الفنان عادل إمام الرئيس عن جدية الإخوان فى تسليم السلطة وتداولها بعد انتهاء مدة مرسى الرئاسية، ولم يتحدث عدد كبير من الفنانين إلى الرئيس، واكتفوا بالجلوس مستمعين إلى ما يقال، من بينهم الفنان محمد منير وسهير البابلى.

فيما تحفظ محمد منير على عدم التعرض للمشاكل الحقيقية التي تواجه صناعة الفن في مصر، وقال إنه كان يتمنى أن يخرج اللقاء أكثر تنظيمًا، مشيرًا إلى أنه كان يجب على الفنانين أن يتفقوا مع أنفسهم قبل اللقاء على نقاط محددة تهم الفن، لا أن يتم التحدث عن أمور شخصية، خاصة أن صناعة الفن، وتحديدًا الغناء والسينما، تواجه منذ فترة العديد من الأزمات.

وأكد أغلب الحضور فيما بعد أن الفنانين عادل إمام ومحمد صبحي هما أكثر من تحدث إلى الرئيس، وعرضا المشاكل التي تواجه الفن والإبداع، والتخوفات التي تطارد الفنانين بسبب صعود تيار ديني إلى السلطة، خاصة بعد أن تعرض كثير من الفنانين للتشويه من بعض المشايخ.

ومع تصاعد عمليات تمكين الإخوان في كافة مؤسسات الدولة، وأزمة وزارة الثقافة التي أثارت الجميع ضد الجماعة والرئيس محمد مرسي، بدأ جميع الفنانين يتخذون اتجاه موحد ضد مرسي، وينضمون للمطالبة بإسقاطه وإبعاد الإخوان عن حكم مصر، بعدما ظهرت نواياهم وبالفعل كان اعتصام الفنانين والمثقفين بوزارة الثقافة بداية النهاية لمحمد مرسي وجماعته في حكم مصر.

عدلي منصور يعيد عيد الفن 

مع بداية رحيل محمد مرسي، وتولي الرئيس المؤقت عدلي منصور مقاليد الأمور، أرادت الدولة آنذاك أن تعيد للفنانين بريقهم، وذلك اعترافا منها بدورهم في دعم مؤسساتها ورفضهم حكم جماعة الإخوان، ورفض سيطرتهم على مؤسسات الدولة، وهو ما دعا المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت يتخذ قرارا بإعادة عيد الفن مجددا، بعد أن ألغاه مبارك لسنوات طويلة.

و فى مساء الخميس 13 مارس 2014 وقفت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة على المسرح الكبير بدار الأوبرا تتسلم تكريمها من رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور فى عيد الفن، وحضر هذه الاحتفالية عبد الفتاح السيسى، والذى كان وقتها يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك.

وقال الرئيس المؤقت عدلي منصور إن احتفال مصر بعيد الفن يأتي اعترافا من البلاد بفضل الفنانين، وتكريمها لدورهم، وأضاف إن المصريين يحتفلون بالفنانين وبإسهامهم في نشر الفن والقيم الإنسانية النبيلة، ووجه منصور التحية لفناني ومبدعي مصر، قائلا إن مصر لا تنسى أبناءها.

وقدم الحفل الفنانة بشرى والفنان أحمد السعدني، وقام بإحيائه النجمة أنغام والمطرب الكبير هاني شاكر، وقد استهل مهنى الحفل بتوجيه الشكر للرئيس على استجابته لهذه المبادرة، وقام مع الفنانين نور الشريف وحسين فهمي بتكريم الرئيس ومنحه وسام الفن التذكاري.

وقام الرئيس المؤقت عدلي منصور بمشاركة وزير الثقافة بتنفيذ قراره الجمهوري بمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لأربعة عشر فنانًا وفنانة لإثرائهم الحركة الفنية السينمائية والغنائية المصرية منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن، منهم 5 راحلون هم: الموسيقار الراحل محمد فوزي وتسلمها عنه الفنان سمير صبري، والمخرج الراحل عز الدين ذو الفقار وتسلمتها كريمته دينا ذو الفقار، والسيناريست عبدالحي أديب وتسلمها نجله الإعلامي عمرو أديب، والفنان الراحل رشدي أباظة وتسلمتها كريمته قسمت، وعميد الأغنية النوبية الراحل محمد منيب وتسلمها نجله فتحي.

كما تم تكريم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي ظهرت لأول مرة في حفل عام منذ سنوات، والفنانة المعتزلة شادية وتسلمها عنها نجل شقيقها، والفنانة نادية لطفي وتسلمتها عنها حفيدتها، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والفنانة ماجدة الصباحي، وكذلك الفنانين الكبار محمود ياسين وحسن يوسف وعزت العلايلي، والمصور السينمائي القدير محسن نصر.