الأحد 12 مايو 2024 الموافق 04 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

باسم يوسف ينتقد الموقف الامريكي: لماذا لا تمنحون فلوريدا للفلسطينيين؟

الرئيس نيوز

 عاد الكاتب الساخر والكوميديان باسم يوسف ليلتقي بالمحاور البريطاني المعروف بيرس مورجان في جولة ثانية للحديث عن القضية الفلسطينية والصراع القائم حاليًا في غزة واتسمت الجولة الثانية بالهدوء والمواجهات الجدلية الطويلة التي تضمنت حُججًا بالأدلة والبراهين ساقها مقدم البرامج المصري الساخر باسم يوسف.

هذا اللقاء يُعدُّ بمثابة الجزء الثاني للمقابلة التي حدثت بين باسم يوسف وبيرس مورجان عبر الفيديو في ١٧ أكتوبر مع بداية تصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة إذ دعا باسم يوسف مورجان لإقامة حوار مطوّل وجهًا لوجه لاستكمال الحديث عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي رحب به مورغان بعدما شهد اللقاء الأول نجاحًا كبيرًا ومشاهدة عريضة، إذ تعدت المشاهدات ١٨ مليونًا بعد ساعات قليلة من نشر اللقاء ووصلت مشاهدات الجزء الأول إلى نحو 20 مليون مشاهدة حتى كتابة التقرير، أما الجزء الثاني الذي نُشر مساء الأربعاء، فقد حصد أكثر من أربعة ملايين مشاهدة، وذلك على الصفحة الرسمية لبرنامج المذيع البريطاني عبر تطبيق الفيديو يوتيوب.

باسم يوسف يقود الحوار ويقدم لمورجان هدية خاصة

نوَّه باسم يوسف قبل إذاعة الحلقة المسجلة، عبر منشور على صفحته في إنستغرام، إلى أنها ستكون مختلفة عن سابقتها إذ أكد أنه يحرص على المشاركة بشيء قد يستمر لوقتٍ أطول ربما لأجيال قادمة، بحيث يكون هناك شرح أوفى وأوضح عن وجهة النظر من الجانب العربي والفلسطيني وأوضح أنه لا يسعى في هذه الحلقة وراء التريند.

«لا فائدة على الإطلاق من إدانة حماس أو إسرائيل»

وأوضح أن إدانة أيٍّ من الأطراف لا يفيد بشيء في حل القضية أو إنهاء الصراع، بل هي فقط تصريحات يدلي بها الأشخاص للعبور على نقاط التفتيش الأخلاقية، وبعد ذلك تذهب الأطراف في كل الاتجاهات تاركين وراءهم استمرار الهجوم والصراع.

فشل الأجهزة الإعلامية

وتوجه باسم يوسف باللوم على الإعلام الغربي الذي يتحدث عن القضية بسطحية دون الرجوع لأصل الحكاية والأسباب الجذرية وراء هذا العدوان وأضاف أنه من وجهة نظره فهو يرى المشهد الإعلامي، يعتبر قد فشل في تغطية مثل هذه القضايا «إذا وقف (الإعلام) متسائلًا عن حقيقة الأمور أو قال إنه لا يعرف ماذا يجري في الأحداث»، لأنه لا يحق له ونحن في عصرنا هذا، مع امتلاك كل هذه الأدوات وتطور التكنولوجيا، أن يتخاذل أو يقف عاجزًا عن إيصال الحقيقة.

وتساءل باسم «لماذا كل مرة يتكرر هذا الأمر يبدو وكأننا نبدأ من نقطة الصفر؟».

معاداة السامية والصهيونية

حرص باسم يوسف على إيضاح بعض المصطلحات وشرحها باستيفاء ووضع النقاط على الحروف، فمثلًا تطرق للحديث عن السامية ونظرية ازدياد المعاداة للسامية وقدَّم الحجج والأسانيد ليوضح الفرق بين اليهودية والسامية والصهيونية كما طرح أمثلة من التاريخ لإثبات حقيقة من هم أعداء السامية الحقيقيون، وكيف تصرف الصهاينة في عدة مواقف وأحداث تاريخية.

بالإضافة إلى أن باسم ظل يردد خلال المقابلة الرجوع لذكر المصادر في كل ما يتحدث عنه، وألمح إلى المتابعين بأن يبحثوا عن هذه المصادر سواء كانت كتبًا أو أفلامًا وثائقية أو أحاديث مسجلة لشخصيات معروفة.

الحرب العالمية الثالثة

وبالحديث عن الحلول المقترحة من قِبل بعض الشخصيات الحكومية الإسرائيلية، سأل بيرس مورغان باسم يوسف متطرقًا لحديث الملكة رانيا الذي أدلت به في وقتٍ سابق خلال الأسابيع الماضية، وأشار إلى أن البعض يقول «إذا كان كل هذا التعاطف موجودًا لماذا لا تأخذ الأردن أو مصر الفلسطينيون؟».

ليجيبه باسم «هذا بالضبط ما يريده الإسرائيليون، وأيضًا هذا الأمر يمكن أن يشعل حربًا عالمية ثالثة»، وأضاف «هذا هو حل الحرب»، كما قال «هؤلاء هم الفلسطينيون وهذه هي أرضهم» ثم تساءل مستنكرًا، «فجأة يُطلب من الدول أخذهم؟!» وحذر من أن هذا الحل غير المنطقي قد يجلب «الفوضى والاضطرابات» في المنطقة.

خذوا الأرض واتركوا الحمص

وتحدث باسم عن بداية الصراع المستمر الآن منذ 1948 حين حدثت النكبة، وكيف تم إخراج الفلسطينيين من منازلهم وإزاحتهم كلاجئين إلى مناطق أخرى، فلماذا لا تمنح الولايات المتحدة مثلا فلوريدا للفلسطينيين وأن حقيقة الأمر في هذه المشكلة ليست في الأصل مشكلة العرب أو الفلسطينيين، لكنها «أُلقيت عليهم من قبل الأوروبيين»، ليؤكد وجهة نظره في أهمية إرجاع القصة إلى أصلها منذ البداية لتَصح الرواية.

أيضًا تحدث باسم عن محو الثقافات وكيف يتم الآن محو الثقافة الفلسطينية، وأشار بالتحديد إلى نسب الإسرائيليين معالم الثقافة الفلسطينية لأنفسهم دون وجه حق، كإطلاق مسميات مثل «الحمص الإسرائيلي».

وقال باسم معلقًا على هذا الأمر «هذه إهانة، حمص إسرائيلي؟!» وأضاف مازحًا «بالله عليك يمكنك أخذ الأرض، ولكن اترك الحمص!! هذا أمر غير عادل».

الوصول إلى أرضية مشتركة

في نهاية الحديث أشار باسم يوسف إلى أنه جاء إلى أميركا باحثًا عن حرية التعبير، لكنه رأى «أشخاصًا الآن يفقدون وظائفهم لأنهم تحدثوا بحرية»، كما أراد أن يضيف تعقيبًا على الإعلام الغربي بأنه لا يتصرف بشكل مناسب مع الضيوف الفلسطينيين على شاشاتهم عند الحديث معهم، فكل ما يركزون عليه طلب الاعتراف بإدانة حماس فورًا بغض النظر عما يمرون به من فقدان أقاربهم وأحبائهم بسبب القصف الإسرائيلي على غزة.

وأضاف أن حتى الآلات والتطبيقات التكنولوجية باتت متحيزة، فعندما سأل تشات جي بي تي إذا كان هناك حق للإسرائيليين في العيش بحرية ليجيب مباشرةً بنعم، أما عندما سأل عن حق الفلسطينيين فقد تحجج تطبيق الذكاء الاصطناعي بأنها مسألة معقدة لا يمكن البت فيها.

واختتم مورجان اللقاء فيما اعتبره أرضًا مشتركة في حديثه مع باسم يوسف، قائلًا «هي ليست مسألة معقدة، ولا هي مسألة حساسة، الفلسطينيون لهم الحق في العيش أحرارًا، ويجب أن يتمتعوا بالقدر نفسه من الحرية وحقوق حرية التعبير وقيادة حياتهم والوصول للمياه والطاقة والإنترنت مثلهم مثل الإسرائيليين والأمريكيين، وأيضًا كما هو الحال في بلدي المملكة المتحدة، وأنا أريد ذلك للشعب الفلسطيني».