الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحديات أمام مهمة القاهرة الصعبة لوقف نزيف الدم.. مطالب حماس وإصرار إسرائيل على الانتقام

الرئيس نيوز

قال مسؤولون مصريون، إن مطالب حركة حماس وإصرار الاحتلال الإسرائيلي على معاقبة الحركة الفلسطينية في أعقاب مقتل مئات المستوطنين في هجوم مفاجئ، تعرقل جهود مصر لإنهاء القتال الأخير كما أن الجهود المصرية، التي يشرف عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر، تتعرض للعرقلة أيضًا بسبب "عدم توفر" القادة الميدانيين الأقوياء من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني للتحدث معهم نظرًا لأن اهتمامهم يتركز بالكامل على القتال والعمليات الميدانية وتحدث المسؤولون، الذين لديهم معرفة مباشرة بالاتصالات المصرية، إلى صحيفة ذا ناشيونال.

وقالوا إن اتصالات مصر خلال الـ 24 ساعة الماضية شملت محادثات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالإضافة إلى القوى الإقليمية ذات الثقل مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وقطر. وأضافوا أن الاتصالات جارية أيضا مع إيران الداعم الإقليمي الرئيسي لحماس والتي تحسنت علاقاتها مع مصر في الأشهر الأخيرة بعد عقود من التوتر.

ومن جانبها طلبت إسرائيل مساعدة القاهرة لتأمين إطلاق سراح عدد غير محدد من الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس كرهائن خلال الغارة التي شنتها الحركة على جنوب الأراضي التي تحتلها إسرائيل في غلاف غزة لكن المسؤولين قالوا إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية تصر على معاقبة حماس بشدة قبل أن تتمكن من الدخول في مفاوضات للتوصل إلى هدنة.

وتقع مصر على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة الذي تحكمه حماس، وقد توسطت في الماضي في هدنة بين حماس وإسرائيل، كان آخرها في صيف عام 2021. ومنذ ذلك الحين تحاول مصر منذ ذلك الحين ترتيب تبادل للأسرى بين الجانبين دون جدوى وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية قطاع غزة خلال الليل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وتحطيم المباني والأنفاق ومنازل مسؤولي حماس، فيما تعهد نتنياهو "بالانتقام القوي" وقال متحدث عسكري للصحفيين: "سوف نهاجم حماس بشدة، وستكون هذه فترة طويلة جدًا" وفي علامة على مزيد من التصعيد المحتمل، ردت المدفعية الإسرائيلية على قذائف مورتر من لبنان، وأصابت غارات بطائرات بدون طيار موقعا لجماعة حزب الله المدعومة من إيران على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

ويقول الخبراء إن هجوم حماس يعقد المحادثات بشأن العلاقات الإسرائيلية السعودية وكان هجوم حماس يوم الجمعة هو أكثر الأيام صدمةً بالنسبة لإسرائيل منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا لاستعادة الأراضي التي فقدتها قبل 50 عاما كان هجوم عام 1973 هو آخر صراع كامل لمصر ضد إسرائيل، والذي خاضته في أعوام 1948 و1956 و1967. وفي عام 1979، أصبحت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل وقال أحد المسؤولين المصريين: "لقد رفعت حماس توقعاتها بشكل كبير من أي مفاوضات بشأن الهدنة الآن بعد أن أصبح لديها عدد كبير من الرهائن".
وشملت مطالبهم الأولية إطلاق سراح جميع المعتقلين منذ يوم الجمعة ومئات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما يريدون تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وضمانات دولية بأن إسرائيل لن تشن هجوما بريا على غزة.

وقال المسؤولون إن مصر، من جانبها، تطلب من إسرائيل عدم إرسال قوات إلى غزة وتجنيب المستشفيات ومنشآت الخدمات الأساسية والمدنيين في القطاع الساحلي الضيق من ضرباتها الجوية المستمرة وبشكل منفصل، قال المسؤولون إن القاهرة تجري اتصالات مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران لحث قادتها على عدم الانضمام إلى القتال، الأمر الذي قد يزيد من خطر خروج الصراع بين حماس وإسرائيل عن السيطرة ولطالما اعتبرت مصر الاستقرار في قطاع غزة جزءا من أمنها القومي.

وبشكل منفصل، تحاول مصر التوفيق بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة على أمل إحياء مفاوضات السلام مع إسرائيل، التي طال تجميدها، إذا تحدث الفلسطينيون بصوت واحد والآن بعد عودة القتال بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة، وضعت مصر قواتها الأمنية في منطقة سيناء القريبة من القطاع في حالة تأهب قصوى.

كما أنشأت مستشفيات ميدانية بالقرب من الحدود مع غزة لعلاج الجرحى المدنيين وأصدرت تعليمات للمستشفيات في مدينة العريش والإسماعيلية في سيناء الواقعة غربا بالاستعداد لتدفق محتمل للضحايا الفلسطينيين.