الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| خيارات عسكرية تقليدية.. هل سيقبل الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح بري لقطاع غزة؟

الرئيس نيوز

لا يزال تأثير صدمة عملية "طوفان الأقصى" يخيم على الداخل الإسرائيلي، وسط تقارير مختلفة عن أعداد القتلى والأسرى في صفوف جيش ودولة الاحتلال. 

ووسط قصف إسرائيلي عشوائي على قطاع غزة المحاصر، بدأ جيش الاحتلال في حشد قواته واستدعاء جنود الاحتياط والتصديق على قرار إعلان حالة الحرب وسط ضوء أخضر أمريكي أوروبي، مما ينذر بتصعيد خطير وتهديد مباشر بحياة المدنيين العزل في قطاع غزة. 

ومنذ مساء السبت ويشن جيش الاحتلال غارات همجية على قطاع غزة، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة مرة أخرى، بعد عملية "طوفان الأقصى" الناجحة التي نفذتها حركة المقاومة "حماس" واشتملت على هجوم بري وإنزال جوي وقصف صاروخي، مما أربك جيش الاحتلال وأفقده السيطرة على العديد من المناطق التي كان يحتلها، ويحمي المستوطنين فيها.

ووفق تقارير إسرائيلية فإن حصيلة القتلى تصل حتى الآن لنحو 700 قتيل فضلا عن عشرات الأسرى في قبضة حماس، فيما تقول وزارة الصحة في قطاع غزة، إن شهداء القصف الهمجي الإسرائيلي وصل لنحو 500 شهيد بينهم نحو 100 طفل و70 امرأة. 

وتتواصل القاهرة مع طرفي الصراع للتهدئة، لكن لا مؤشرات جدية تلوح في الأفق حتى الآن بأن الوسيط المصري اقترب من التوصل لمقترح وقف إطلاق النار؛ وسط إصرار الطرفين على مواصلة الاقتتال. 

وتعول أمريكا والاتحاد الأوروبي على الوسيط المصري للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وقد حذرت القاهرة من تداعيات استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياساته الاستفزازية في الأقصى المبارك، وقالت إن تلك السياسات من شأنها أن تفجر الأوضاع في المنطقة، وتدخلها في نفق مسدود يخيم عليه العنف. 

وتتحدث تقارير عن احتمالات إسرائيل بتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة وسط تلك الحشود المدفعية. لكن خبراء يستبعدون ذلك السيناريو لعدة أسباب منطقية. 

أول هذه الأسباب، عدم قدرة جيش الاحتلال على تحمل فاتورة الاجتياح البري؛ إذ من المرجح أن يتكبد الجيش خسائر فادحة في الأرواح، وقد فشل الجيش في مرات عديد تنفيذ سيناريو الاجتياح البري، وأنه يكتفي فقط بالقصف الجوي عبر المقاتلات. 

لكن التحدي الآخر أمام جيش الاحتلال إذا ما لجأ لسلاح القصف الجوي؛ نتيجة صعوبة تنفيذ سيناريو الاجتياح البري، هو وجود أسرى بالعشرات يقدرون بنحو 100 أسير في يد المقاومة، وبالتالي فإن القصف العشوائي من الممكن أن يتسبب في قتلهم، بدلا من العمل على تحريرهم، وهو الأمر الذي يمثل تحدي كبير لحكومة المتطرفين اليمينية التي يترأسها  بنيامين نتنياهو. 

الأمر الثان الذي يعرقل سيناريو الاجتياح البري لقطاع غزة، هو الحالة المعنوية السيئة لجنود الاحتلال، بعد نشر المقاطع المصورة للجنود الأسرى من قبل المقاومة الفلسطينية. وبالتالي ليس هناك أي استعدادات نفسية لجيش الاحتلال التعرض لهزات عنيفة مجددا. 

أما ثالث الأسباب هي مخاوف إسرائيل من سيناريو الاجتياح البري لقطاع غزة، هو الخوف من فتح جبهة جديدة للقتال مع الحدود اللبنانية، حيث (حزب الله) اللبناني، أو أي تطور أمني على الجولان السوري المحتل، أو أي قلاقل في الملاحة في البحر الأحمر، فضلا عن التهديد الصريح بوصول صواريخ حماس إلى قلب تل ابيب وضرب أهداف دقيقة. 

إن أقصى ما تطمح فيه دولة الاحتلال في الوقت الحالي هو وقف أعمال القتال؛ لإعادة ترتيب صفوفها، والاطمئنان على الأسرى، رغم حالة التحشيد العسكري وإعلان حالة الحرب. فدولة الاحتلال ليس في استطاعتها الصمد طويلا وسط هذا المحيط الملتهب من كل جانب. لأنها اعتادت على أن تكون هي من تبدأ العدوان ثم هي من تقرر توقيت وقفه. 

لكن هذه المرة هي من تقف في وضعية المتلقي للضربات، ولا تعرف متى يقرر الطرف الآخر وقف القتال.


أما التحدي الذي يواجه المقاومة الفلسطينية هو مدى قدراتها على الثبات على الأرض، والحفاظ على ما حققته من انتصارات وأراضي تم تحريرها. لكن يبقا ملف الأسرى بيد المقاومة من أكثر الملفات حيوية للتفاوض به. 

إن عملية طوفان الأقصى غيرت من قواعد المعادلة التي لطالما كان جيش الاحتلال هو من يضع أسسها، لذلك فإن الأمور ما بعد الطوفان لن تكون كما كانت عليه من قبل.