الثلاثاء 26 سبتمبر 2023 الموافق 11 ربيع الأول 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إنقاذ الأرواح وسط النظر حولك لتوقي الرصاص.. مصاعب العمل الإنساني في السودان

الرئيس نيوز

وصفت الدكتورة كورالي شوكينز، من منظمة أطباء بلا حدود، العمل الإغاثي في السودان وسط الحرب الدائرة بأنه تحول إلى مهمة شبه مستحيلة مع تزايد المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة والتي قد تصل إلى إصابات بالغة أو الوفاة.

ووفقًا لصحيفة "نيشن" المتخصصة في شؤون القارة الأفريقية، كانت تلك المهمة الثانية للطبيبة كورالي شوكينز في السودان، التي تتميز بأنه بمجرد أن يعمل المرء هناك ولو مرة، يصبح بينه وبين البلد علاقة خاصة وجاءت الطبيبة إلى السودان ضمن فريق صغير قادم من إثيوبيا عبروا الحدود لأنها كانت إحدى الطرق الوحيدة لدخول البلاد ولكنها أدركت منذ الوهلة الأولى أن التغيير في السودان مقارنة بعملها هناك أول مرة صادم وعلى الطريق بين ودمدني والخرطوم يمكن رؤية الدبابات وبعض المباني وقد دمرت.

وهناك العديد من نقاط التفتيش والظروف الأمنية متدهورة أما أسعار المواد الغذائية فآخذة في الارتفاع وإذا كان لديك كهرباء، فأنت محظوظ، وفي نهاية رحلة شاقة وصلت إلى مستشفى البشائر بالخرطوم الذي كان فارغًا تقريبًا وبدأ الفريق العمل بالمواد والأطقم الطبية القليلة الذين وجدهم الفريق هناك، وهو مستشفى عادي يضم أقسامًا مختلفة: الولادة، والتطعيم، والطوارئ، والطب الباطني، وما إلى ذلك. 

وينتشر الذباب في كل مكان، لكن الجراحة هي أمر تقني للغاية وتعتقد الطبيبة أن منظمة أطباء بلا حدود لديها ما تضيفه مع الخبرة التي لدي فريقها وأثناء عملهم، كان الفريق يسمع أصوات الحرب فهناك طائرات تحلق وغارات قد تصيب المبنى في غضون دقائق قليلة أو قصف سيبدأ وكانت القنابل تأتي ثم تنطلق الأسلحة الثقيلة من الأرض وبين الانفجارات كان هناك صوت إطلاق نار يأتي من الشوارع.

كان تبادل إطلاق النار قريبًا جدًا، وكان بإمكان الفريق أن يشعر بالجدران تهتز، والنوافذ تتهاوى والدخان... دخان كثيف حول المستشفى وقد فقد العديد من أعضاء الفريق أفرادًا من عائلاتهم في القصف وكان الفريق الطبي لا ينام كثيرًا، لكن في بعض الأحيان أثناء الليل لم يكن أحد متأكدًا مما إذا كان ما يدور حولهم واقع أم كابوس.

ولاحظت الطبيبة نشاطًا منقطع النظير لدى كافة المتطوعين فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح وبقي الفريق مع المتطوعين المحليين في المستشفى وحاول تنظيم الأمور معهم وكان هناك العديد من طلاب الطب والممرضين والأطباء ذوي ملامح مختلفة وكان بعضهم متخصص في تسجيل البيانات والبعض الآخر كان ينقل المرضى من منطقة إلى أخرى، والبعض الآخر كان ينظف جناح الجراحة وكان بعض السودانيين مفيدين جدًا في الترجمة بين المرضى والفريق الطبي الأجنبي.

واستقبل الفريق جميع المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية وتمت كل العمليات المنقذة للحياة قدر استطاعتهم ويمكن أن يكون بترًا لمريض سكري مثلًا وتتذكر طفلًا صغيرًا، عمره ثلاث أو أربع سنوات، ابتلع مسمارًا وأدخلوا المريض وأجروا له عملية جراحية وبسبب الصراع، أصبح من الصعب للغاية على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة الحصول على العلاج وفي كل يوم تقريبًا يأتي شخص ما ويطلب الأنسولين كما كان لديهم الكثير من المرضى الذين يعانون من أزمات الربو، وخاصة في الليل وكان لديهم بعض الأدوية لأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والربو وفيروس نقص المناعة البشرية.