الكشف عن حفريات لحيتان صغيرة يرجع تاريخها لأكثر من 41 مليون سنة في مصر
سلطت صحيفة "ذي جارديان"البريطانية الضوءعلى اكتشاف جزء من هيكل عظمي بين الحفريات الأحدث اكتشافًا لحوت صغير يعود تاريخها إلى حوالي 41 مليون عام في مصر.
ويبلغ طول الحوت الذييصنقه علماء البيولوجي تحت اسم " توتسيتوس رايانسس"، وهي فصيلفة غير معروفة سابقًا 2.5 مترًا وهو أقدم الحيتان التي تعيش في المحيطات المسجلة في إفريقيا.
وذكرت جابرييلا سوتيلو،مراسلة الصحيفة، أن علماء الحفريات في مصر اكتشفوا حوتًا بحجم صغير عاش قبل حوالي 41 مليون عام.
ويقولون إن هذا الحوت ربما عاش حياة قصيرة ويقول الباحثون إنهم اكتشفوا الحفريات بالقرب من وادي الحيتان في مصر، وهو موقع يمكن العثور فيه على العديد من حفريات الحيتان القديمة وقالوا في البداية، لم تتضح طبيعة ما الذي عثروا عليه.
ونقلت الصحيفةعن البروفيسور هشام سلام، مؤسس مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، قوله إن الفريق عثر في البداية على سن مكشوف واحد في كتلة من الحجر الجيري يعود تاريخه إلى العصر الأيوسيني، وهي الفترة التي استمرت من حوالي 55.8 مليون إلى 33.9 مليون سنة مضت.
وأضاف: "ثم عندما كنا نحاول إصلاحه وتنظيف كل الرواسب فوق الأحافير، اكتشفنا أنه ليس شيئًا نراه عادةً من تلك الفترة الزمنية".
وأطلق على الحوت اسم Tutcetus rayanensis على اسم الفرعون المصري توت عنخ آمون، إحياء لذكرى اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب قبل قرن من الزمان ومنطقة وادي الريان في مصر حيث تم العثور على الحفرية.
ووفقًا لفريق سلام، فإن المخلوق هو نوع من الحيتان يُعرف باسم basilosaurid - وهي مجموعة منقرضة يُعتقد أنها أول حيتان عاشت في الماء، على عكس الحيتان القديمة الأخرى التي غامرت أيضًا بالعيش على البر.
جدير بالذكر أن حيتان توتسيتوس في الواقع لها سمات بدائية للغاية، وقدر فريق البحث أن الحوت الصغير يزن 187 كجم (400 رطل)، ويبلغ طوله حوالي 2.5 متر (8 أقدام)، مما يجعله أصغر عضو في عائلة الحيتان القديمة التي يبلغ طولها عادة ما بين 4 أمتار و20 مترًا.
وقال الباحثون إن تحليل المينا الناعمة لأسنان الحوت كشف أنه كان يتغذى على الحبار الصغير وربما القشريات وأشار عبد الله جوهر من مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، وهو باحث مشارك في الدراسة، إلى أن مثل هذا النظام الغذائي يشبه نظام الدلافين الحديثة.
وأضاف الفريق أن دراستهم لأسنان الحوت وعظامه تشير إلى أنه كان يقترب من مرحلة البلوغ الكاملة قبل موته، بينما تشير الطريقة السريعة التي تطورت بها الأسنان وصغر حجم حوت توتسيتوس إلى أنه كان يتمتع بعمر قصير وسريع مقارنةً بحياة أكبر وأكبر للحيتان المشابهة.
يأتي هذا الاكتشاف بعد أسابيع فقط من كشف صائدي الأحافير عن اكتشاف حوت قديم يُعتقد أنه أثقل حيوان عاش على الإطلاق وقال أوليفييه لامبرت، عالم الحفريات في المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، والذي كان جزءًا من تلك الدراسة ولكنه لم يشارك في العمل الجديد، إن الحوت الصغير يوضح الانتشار الجغرافي المثير للإعجاب للباسيلوصوريات خلال العصر الأيوسيني الأوسط.
وأضاف: "مثل هذا التنوع والتباين المورفولوجي قد يخبرنا أيضًا عن وجود حيتان برمائية رباعية الأرجل".