وسط تحذير أممي من حرب أهلية بالخرطوم.. مصر تعلن استفاضة قمة إقليمية لدول جوار السودان
سلط تقرير لموقع "كومن دريمز" الأمريكي الضوء على أنباء الاجتماع المقبل في القاهرة لجيران السودان في أعقاب تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على لسان نائب المتحدث باسمه فرحان حق، من أن الصراع المسلح المستمر في السودان يمكن أن يزعزع استقرار "المنطقة بأكملها".
وأعلنت القاهرة، أمس الأحد، أنها تخطط لاستضافة قمة جيران السودان في 13 يوليو لمناقشة كيف يمكنهم المساعدة في التوسط لإنهاء المعركة التي استمرت 12 أسبوعًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهو الصراع المستمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في شمال إفريقيا.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بدء القتال في 15 أبريل في العاصمة السودانية الخرطوم، لقي مئات الأشخاص مصرعهم ونزح ما يقرب من ثلاثة ملايين، بما في ذلك ما يقرب من 700000 شخص فروا إلى البلدان المجاورة، والتي يعاني الكثير منها بالفعل من الفقر المدقع وآثار النزاعات المسلحة المحلية وفي حديثه من مخيم للاجئين في أدري على الحدود السودانية التشادية، أشار مراسل الجزيرة أحمد إدريس، الأحد، إلى أن "حالات سوء التغذية تتزايد في المخيمات بشرق تشاد وأجزاء أخرى من تشاد حيث انتقل اللاجئون السودانيون إليها".
وذكرت وكالة رويترز أمس الأحد أن الجهود الدبلوماسية السابقة لوقف القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "أثبتت حتى الآن عدم فعاليتها، حيث تسببت المبادرات المتنافسة في حدوث ارتباك حول كيفية إقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض"، ولم تبدِ مصر أي انحياز رسمي أو شعبي مع أي من طرفي النزاع في السودان، ولم تشارك مصر في محادثات في جدة بقيادة الولايات المتحدة والسعودية، وهي المحادثات التي تم تعليقها في وقت لاحق لأنها لم تتمكن من وقف دائم لإطلاق النار.
وكانت أكبر جارتين للسودان، مصر وإثيوبيا، على خلاف في السنوات الأخيرة بشأن بناء سد ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق في إثيوبيا، بالقرب من الحدود مع السودان، ونقلت رويترز عن الرئيس عبد الفتاح السيسي قوله إن القمة المرتقبة في القاهرة تهدف إلى "تطوير آليات فاعلة مع دول الجوار لتسوية النزاع سلميا بالتنسيق مع جهود إقليمية أو دولية أخرى" واندلع القتال الحالي في السودان بعد أسابيع من التوترات بين قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أو "حميدتي"، نائب رئيس المجلس.
وتوحد الحليفان السابقان، البرهان وحميدتي، للسيطرة على السودان في أكتوبر 2021، بعد عامين من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، ولكن أثناء المحادثات لتشكيل حكومة انتقالية جديدة، ظهر خلاف حول إصلاح قوات الأمن، مما حوّل البرهان وحميدتي إلى طرفين متنافسين.
وأدان جوتيريش غارة جوية جديدة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا في أم درمان بالسودان. وبعد تقديم تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للعشرات المصابين، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنه أصيب "بالصدمة والرعب من تقارير عن أعمال عنف واسعة النطاق وسقوط ضحايا في أنحاء دارفور" وأنه "قلق بشأن تقارير عن وقوع أعمال عنف وسقوط ضحايا على نطاق واسع في أنحاء دارفور" وكان القتال قد تجدد في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال المتحدث باسم جوتيريس: "هناك تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان وهو أمر خطير ومقلق" وكرر دعوته للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "بوقف القتال والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية". كما حث الجانبين على "التقيد بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لحماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني".
ووفقًا لرويترز، من المتوقع أن تجتمع وفود سودانية، من بينها أطراف مدنية تقاسمت السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أربع سنوات، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لإجراء محادثات استكشافية.
وأشارت صحيفة "ذي ناشيونال" إلى أن مصر تسعى لاستعادة دورها الريادي التقليدي في السودان بدعوة جيرانها لحضور اجتماع قمة في القاهرة هذا الأسبوع لإيجاد سبل لإنهاء الحرب هناك وسجتمع قادة مصر وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا لبحث سبل إنهاء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية وستبحث القمة أيضا آثار الصراع على جيران السودان وستسعى إلى "وضع آليات فعالة لتسويته سلميا بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.
وحذرت الأمم المتحدة من أن السودان بات على شفا حرب أهلية واسعة النطاق وأضافت أن القمة ستبحث أيضا سبل الحد من تداعيات الحرب في السودان على المنطقة الأوسع بعد أن تسببت الحرب الدائرة في أزمة إنسانية كبيرة ومن بين النازحين، لجأ ما يقرب من 700 ألف إلى الدول المجاورة للسودان، كما فر أكثر من 250 ألفًا عبر الحدود إلى مصر، التي تقطنها جالية سودانية تقدر بنحو 4 ملايين ووصل معظم الباقين إلى تشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.