الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل كان عاملا باليومية؟.. القصة الحقيقية لمدير مدرسة المنيا بعد وفاته

الرئيس نيوز

حالة من الجدل أثيرت على وسائل التواصل الإجتماعي “السوشيال ميديا” خلال الساعات الأخيرة، بعد انتشار قصة وفاة مدير مدرسة في المنيا أثناء عمله في وظيفته الإضافية كـ "عامل بناء" باليومية، مع الإشارة إلى انه اضطر للعمل في هذه الوظيفة التي لا تناسب سنه ومركزه بسبب عدم كفاية راتبه من التربية والتعليم.

هزت قصة وفاة مدير المدرسة اثناء اضطراره لممارسة مهام “عامل بناء” لضيق الحال جميع صفحات وجروبات السوشيال ميديا، حيث تسببت هذه القصة في غضب عارم بين المصريين الذين اعتبروا هذه الواقعة معبرة عن الظلم الذي يعيشه مربو الاجيال في مصر.

كشفت أسرة الفقيد سليمان محمد عبد الحميد، الذي كان يعمل مدير مدرسة صفط الشرقية الابتدائية 2 عدم مصداقية كل ما تم تداوله على السوشيال ميديا بشأن كواليس وفاته.

وأوضحت الأسرة في تصريحات لها خلال استقبالهم لـ وفد من نقابة المعلمين بالمنيا، أن كل ما يقال على صفحات التواصل الاجتماعي غير حقيقي بالمرة، وأن الأسرة تستنكر كل ما قيل، مؤكدًا أن هذا أضر بأسرته ضررا معنويا كبيرًا

وقالت أسرة مدير المدرسة الفقيد: نناشد الجميع بعدم الانسياق وراء ما يقال بشأن أن الوفاة حدثت بسبب الفقر وان الفقيد كان يعمل عاملا لضيق الحال، ونرفض دعوات تجميع المبالغ المالية لنا تحت أي ظرف.

وتعهد مسئولو نقابة المهن التعليمية بالمنيا، بتيسير كافة إجراءات الخاصة بالمستحقات المالية سواء من النقابة او من الادارة التعليمية بالمنيا.

وفي نفس الإطار، قال أشرف عبد القادر أحد المعلمين المقربين من مدير المدرسة الفقيد، إن الفقيد وافته المنية وفاة طبيعية بسبب أزمة قلبية في عمله بمحافظة المنيا، مؤكدًا أنه كان انسانا يتمتع بروح الطيبة والاخلاص والتعاون، وكان منضبط جدا في العمل

وأضاف: تصحيحا لما اثير على السوشيال ميديا عن قصة وفاته، أؤكد للجميع انه لم يكن يعمل عامل بناء باليومية مثلما تردد بسبب الفقر، ولكن القصة الحقيقية، أنه كان اصغر اخوته وكان الوحيد المتعلم فيهم، وكان حاصلا على دبلوم صنايع تخصص العمارة، وبسبب نجاحه وإلمامه الملحوظ بهذا التخصص، كان مشهورا في قريته بأنه “مهندس” وكان يقوم بعمل الرسومات الهندسية لأي مسجد او اي بناء في قريته، وكان يعتمد عليه اهل القرية في جميع الرسومات الهندسية لأي بناء، وكان يتطوع بالمشاركة في اعمال البناء بدون مقابل لانه كان خير جدا.

وأضاف: كان الفقيد حريص على العمل ومحبا له، ولم يكن عاملا مثلما قيل ولكنه كان بمثابة مهندس يقود اعمال البناء بحكم إلمامه بتخصصه، وكان عضوا بالعديد من المؤسسات الخيرية وكان أحد القيادات الحزبية بالمنيا، اي انه كان رجلا ذو شأن في قريته.

اشتهر سليمان محمد عبد الحميد - رحمه الله - في محافظة المنيا بأنه كان رجل دولة من الطراز الأول، حيث شغل موقع أمين العضوية لمحافظة المنيا لحزب حماة الوطن وهو مدير مدرسة ناجح ومعلم لأجيال كثيرة

ويحكى أنه بعد تخرجه من التعليم الفني وحصوله علي دبلوم المعلمين، عمل منذ نعومة أظافره في مجال البناء قبل عمله في التربية والتعليم، لايمانه بأن هذه المهنة لا عيب فيها، وكان يمارسها في أيام الإجازات الرسمية التي تحددها الدولة من شدة حبه فيها  ، كما كان رجلا خيرا يشارك في أعمال الخير وبناء المساجد وبناء منازل الفقراء وكان متطوعا في الكثير من الأمور.

واشتهر الفقيد أيضا بأنه كان مثالا للانضباط والدقة والكفاءة في العمل وكان من ضمن الوفد المشارك لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته لمحافظة المنيا، وكانت لديه صلة قوية بالمسئولين في التربية والتعليم ونقابة المعلمين فكان يقوم بإنجاز الكثير من المهام من خلال علاقاته الكثيرة رحمة الله عليه.