صحيفة يونانية: علماء يعيدون بناء ملامح توت عنخ آمون
في محاولة لمعرفة كيف كانت تبدو ملامحه عندما كان على قيد الحياة، أعاد فريق دولي من العلماء بناء وجه الفرعون المصري توت عنخ آمون، الذي كان لا يزال مراهقًا عندما توفي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام وعاش توت عنخ آمون خلال السنوات من 1341 ق.م - إلى العام 1323 قبل الميلاد وكان الفرعون ما قبل الأخير من الأسرة الثامنة عشرة لمصر القديمة وصعد إلى العرش في سن التاسعة تقريبًا وتولى الحكم حتى وفاته في سن التاسعة عشرة تقريبًا وتم إحياء ملامحه من قبل فريق دولي من الأكاديميين من البرازيل وأستراليا وإيطاليا باستخدام نموذج رقمي لجمجمته المحنطة.
وذكر خبير الرسومات البرازيلي سيسيرو مورايس، الذي شارك في تنفيذ الدراسة الجديدة: "بالنسبة لي، يبدو أنه شاب ذو وجه رقيق، مضيفًا: "بالنظر إليه، نرى ما يشبه وجه طالب شاب أكثر من كونه سياسيًا مليئًا بالمسؤوليات وشؤون الدولة وأعباء الحكم، مما يجعل الشخصية التاريخية أكثر إثارة للاهتمام"، وتم اكتشاف "الملك الصبي" الشهير مع عشرات الكنوز المذهلة من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في نوفمبر 1922 في وادي الملوك بجنوب مصر.
نظرًا لأن الفريق الدولي لم يكن لديه إمكانية الوصول المباشر إلى جمجمة الفرعون، كان إكمال النموذج الجديد أمرًا صعبًا بشكل خاص وكانت الدراسات السابقة قد سجلت بالفعل قياسات الجمجمة ونشرت صورًا مرجعية.
وأشار مورايس إلى حجم التحدي موضحًا في تصريحات لصحيفة جريك ريبورتر اليونانية: "لقد كان عملًا استقصائيًا، حيث تم تجميع آثار المعلومات المرتبطة ببعضها البعض من أجل تزويدنا بنموذج ثلاثي الأبعاد للجمجمة"، وأضاف: "باستخدام بيانات النسب وبعض قياسات الرأس المهمة، كان من الممكن أخذ الجمجمة الرقمية لمتبرع افتراضي وتعديلها بحيث أصبحت جمجمة توت عنخ آمون."
وجه الفرعون توت عنخ آمون
تأتي عملية إعادة تشكيل وجه الفرعون الصغير بعد 3000 سنة من وفاته، وقال مورايس إن فريقه قام بإعادة إنشاء حجم الشفاه، وموضع مقل العيون، وارتفاع الأذنين والحجم الأمامي للأنف وتستند كل هذه التوقعات إلى دراسات إحصائية أجريت على الأشعة المقطعية لأفراد أحياء من عدة أسلاف مختلفة ثم تم وضع علامات على الجمجمة تشير إلى سُمك الأنسجة الرخوة في أماكن مختلفة، وذلك باستخدام بيانات من الملامح الشائعة لدى المصريين المعاصرين كدليل وباستخدام هذه التقنيات وغيرها، تمت إعادة بناء الوجه تدريجيًا في عملية إعادة بناء موضوعية وثم تمت إضافة عناصر ذاتية مثل لون العين لإضفاء المزيد من الإنسانية على الموضوع.
وكانت أهم تصرفات توت عنخ آمون خلال فترة حكمه هي عكس التغيرات المجتمعية التي أجراها سلفه، أخناتون، خلال فترة حضارنة تل العمارنة وأعاد توت عنخ آمون الشكل التقليدي لتعدد الآلهة للديانة المصرية القديمة، وأبطل التحول الديني الذي أحدثه إخناتون وأبعد البلاط الملكي عن عاصمة اخناتون العمارنة وكان توت عنخ آمون أحد الملوك القلائل الذين عبدوا كإله خلال حياته وكان هذا يتم عادة بعد وفاته لمعظم الفراعنة التاليين له وفي الثقافة الشعبية، يُعرف بالثروة الهائلة التي تم العثور عليها خلال اكتشاف قبره عام 1922، وهي المقبرة الوحيدة من هذا النوع حتى الآن التي تم العثور عليها في حالة شبه سليمة ويعتبر اكتشاف مقبرته على نطاق واسع أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في كل العصور.