الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صور| بعد تدمير المدارس.. حافلات تنتشر في إدلب لتعليم الأطفال

حافلات ملوّنة تحولت
حافلات ملوّنة تحولت إلى قاعات تدريس في إدلب

أدى الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيف في فبراير الماضي إلى تضرر عدد كبير من المدارس في شمال غرب سوريا.

وفي محاولة لتعليم الأطفال تشقّ حافلات ملوّنة تحولت إلى قاعات تدريس متنقلة طريقها بين مخيمات للنازحين، موفرة لأطفال دمّر الزلزال مدارسهم قبل أكثر من ثلاثة أشهر، حصصًا تعليمية ودعمًا نفسيًا.

وتقول جواهر هلال (10 سنوات) وهي طالبة في الصف الخامس الابتدائي: "كنا نسكن في جنديرس وحدث الزلزال. انهار المبنى ولم يعد لدينا مأوى"، بحسب ما نقاته وكالة "فرانس برس".

وتضيف بينما تجلس في خيمة باتت منزل عائلتها: "انتقلنا للسكن هنا وباتت المدرسة بعيدة جدًا عنا. لكن الباصات أتت وبدأنا نتعلّم.. نتلقى دروسًا كثيرة".

تتوقف الحافلة قرب مخيم للنازحين عند أطراف بلدة جنديرس الواقعة في محافظة حلب والقريبة من الحدود التركية، وهي من المناطق الأكثر تاثرًا بالزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير وحصد أرواح قرابة ستة آلاف شخص في سوريا وحدها.

يتجمع الأطفال بفرح وحماس حول الحافلة الملونة والمزينة بصور وشعارات بينها "قطار الحروف"، ثم يصعدون تباعًا إلى حصص تتنوع بين اللغات العربية والإنكليزية والعلوم والرياضيات.

خلال إحدى الحصص، يردّد الطلاب بينما يجلسون على مقاعد خشبية داخل الحافلة أغنية خلف المدرّس يتعلمون من خلالها كلمات باللغة الإنجليزية.

ويقول رعد العبد، وهو مسؤول التعليم في منظمة "أورانج" وهي منظمة محلية غير حكومية تقف خلف المبادرة: "تقدّم الوحدات المتنقلة خدمة تعليمية وأيضًا الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الزلزال".

ويوضح أن "الباصات تستهدف 27 مخيمًا وتتنقل بينها تباعًا" في جنديرس ومحيطها، حيث يستفيد أكثر من ثلاثة آلاف طالب من خدماتها.

وألحق الزلزال أضرارًا كبيرًا بالأبنية والمرافق الخدمية والبنى التحتية خصوصًا في المناطق الحدودية مع تركيا، مركز الزلزال.

وتحولت مئات المدارس التي نجت من الكارثة الى مراكز إيواء لعائلات دُمرت منازلها كليًا أو تضررت.

في شمال غرب سوريا وحدها، يحتاج أكثر من مليون طفل في سنّ المدرسة إلى دعم تعليمي، وهم معرّضون لخطر التسرّب من المدرسة بسبب الزلازل، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).

وتشير التقديرات الى تضرّر ما لا يقل عن 452 مدرسة إبتدائية وثانوية بدرجات متفاوتة، في وقت يحتاج ما لا يقل عن 25 ألف معلّم متضرّر من الزلازل إلى دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والتعويض المناسب وبناء القدرات.

وفي عموم سوريا، يحتاج 3،7 ملايين طفل لمساعدة إنسانية مستمرة وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي أفادت عن تعطيل تعليم 1،9 مليون طفل جراء الزلزال، في وقت لا تزال مدارس عديدة تُستخدم لإيواء الناس الذين شرّدهم الزلازل.