الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد أزمة السودان.. توقعات بارتفاع واردات مصر من الماشية من الصومال ‏وتشاد

الرئيس نيوز

رصد تقرير لشبكة "بريكنج نيوز نتورك" الأمريكية بدء ارتفاع صادرات الثروة الحيوانية ‏الصومالية والتشادية إلى مصر وسط استمرار الأزمة السودانية التي تسببت في اضطراب سلسلة ‏التوريد الغذائي، وفرضت العديد من التحديات اللوجستية.‏

وأكد التقرير أن الصراع الدائر في السودان يحفز الطلب المصري على الثروة الحيوانية ‏الصومالية والتشادية، كما أن استمرار الأزمة السودانية يدفع مصر للبحث عن مصادر بديلة ‏للسلع الغذائية وتدبير احتياجات المصريين من اللحوم والألبان، مما يزيد الطلب على الماشية ‏المستوردة من الصومال وتشاد. ‏

ولفت التقرير إلى أن الصراعات المستمرة في كل من السودان وأوكرانيا أدت إلى تعطيل سلسلة ‏الإمدادات الغذائية العالمية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في مصر ومع تحول ‏حالة الأمن الغذائي إلى مصدر قلق، تسعى الدولة بنشاط إلى البحث عن مصادر بديلة للحبوب ‏والقمح والماشية.‏

وفتحت الأزمة السودانية الفرص أمام البلدان المجاورة لمصر مثل تشاد والصومال لتصدير ‏منتجاتها الحيوانية، لا سيما لتلبية الطلب المصري المتزايد على اللحوم.

ودفعت الأزمة السودانية ‏وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، إلى التفكير في استيراد اللحوم من الصومال ‏وتشاد للحفاظ على الإمدادات الغذائية للمواطنين المصريين.‏

ونما التبادل التجاري بين مصر والسودان، وخاصة الثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية، بوتيرة ‏مضطردة منذ عام 2018 ومع ذلك، انخفضت الصادرات السودانية إلى مصر بشكل كبير خلال ‏الأسابيع القليلة الماضية.

ومن المتوقع أن يؤثر الصراع المستمر على إنتاج وتصدير هذه السلع، ‏وفي المقابل، أدى هذا الانخفاض في توافر الماشية السودانية إلى ارتفاع الطلب وارتفاع أسعار ‏اللحوم ومنتجات الألبان في مصر، مما يجعل الوقت مناسبًا للصومال وتشاد للاستفادة من الطلب ‏المتزايد على منتجات الثروة الحيوانية في المنطقة.‏

وانتعش الاقتصاد الصومالي منذ عام 2021، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.9 في ‏المائة، على الرغم من مواجهة تحديات مثل تأخر الانتخابات والجفاف واختناقات سلسلة التوريد ‏بسبب جائحة كوفيد-19 وانعدام الأمن ولكن على الرغم من هذه التحديات، فإن الصومال في ‏وضع جيد لزيادة صادراتها إلى مصر، لا سيما في قطاع الثروة الحيوانية ويعتمد أكثر من 60٪ ‏من سكان الصومال وتشاد على قطاع الثروة الحيوانية في الغذاء والدخل، مما يجعله محركًا ‏رئيسيًا لاقتصاد الدولتين.‏

للاستفادة من الطلب المتزايد على الغذاء في مصر، تحتاج الصومال إلى التغلب على قيود مثل ‏عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنية وتأثيرات الجفاف ويمكن أن يساعد الاستثمار في ‏الاستراتيجيات المبتكرة وتعزيز الإنتاج والحفاظ على سلسلة توريد موثوقة الصومال على اغتنام ‏هذه الفرصة ومنذ 15 أبريل، أي منذ اندلعت الاشتباكات في السودان التي أسفرت عن ‏اضطرابات وقتل تجاوزت 400 شخص، فيما أصيب أكثر من 3500 شخص حتى الآن، ‏تتصاعد المخاوف من تأثيرات عميقة للصراع الدائر في الجارة الجنوبية على الاقتصاد ‏المصري، وكجارة للسودان تربطها علاقات تاريخية وثقافية قوية.

كيف يمكن لهذا الصراع أن ‏يؤثر على الاقتصاد المصري؟

على صعيد التبادل التجاري؛ بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان قرابة 862 مليون ‏دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن يتأثر هذا الرقم بشكل كبير بالنزاع، وكذلك التجارة بين ‏مصر والدول الأفريقية التي تعبر الأراضي السودانية في طريقها إلى وجهتها النهائية، ومن ‏المتوقع أن تتأثر الأعمال المشاركة في التجارة عبر كلا الجانبين‎.‎

وعلى صعيد الاستثمارات؛ من المرجح أن يؤدي عدم الاستقرار الإقليمي الناجم عن الصراع إلى ‏تخويف المستثمرين بعيدًا عن المنطقة بأكملها، لأن وجود صراع في الجارة الجنوبية لمصر يعني ‏المزيد من المخاطر والتقلبات الاقتصادية من وجهة نظر المستثمرين، مما سيؤثر على ثقة ‏الأعمال التجارية والمناخ في مصر‎.‎

وفيما يتعلق بملف اللاجئين؛ يمكن أن يؤدي الصراع في السودان إلى أزمة لاجئين، حيث يحاول ‏المدنيون الهروب من الصراع والعثور على الأمان في مصر ويمكن أن يتسبب مثل هذا ‏السيناريو في ضغوط كبيرة على الاقتصاد المصري والموارد والبنية التحتية، التي لا تزال تعاني ‏من آثار التباطؤ الاقتصادي لجائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا‎.‎

وعلى صعيد السياحة؛ يعد جنوب مصر مقصدًا سياحيًا شهيرًا يستقبل آلاف السياح كل عام ‏والصراع القريب يمكن أن يؤثر على النشاط السياحي في مناطق مثل أسوان وأبو سمبل وبحيرة ‏ناصر ووادي حلفا، مما يعني انخفاض عائدات السياحة لمصر ككل‎.‎

وفي ملف الأمن؛ مع اقتراب نزاع مسلح، من المرجح أن تضع مصر موارد لتأمين حدودها على ‏الأرض والبحر الأحمر والمناطق القريبة منه وهذا يمكن أن يسبب الكثير من الضغط على ‏الاقتصاد الذي يمر بالفعل بأوقات صعبة.‏