الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الدبيبة وحفتر.. هل تدفعهما الانتخابات إلى التنسيق الأمني؟

الرئيس نيوز

زعمت تقارير صحفية وجود تفاهمات بين رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، وقائد الجيش، المشير خليفة حفتر، من أجل تأمين الانتخابات التي لم تتضح معالمها حتى الآن.

وكان المبعوث الأممي عبد الله باتيلي اقترح خطة للانتخابات لكن البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، أعلنا رفضهما لتلك الخطة على اعتبار أنهما وحدهما المخولان بوضع تلك التشريعات.

وكالة “سبوتنيك” تقول إن الخبراء استبعدوا إمكانية التنسيق بين الجانبين في هذا الإطار، إلا أنهم أشاروا إلى أن التنسيق على المستوى الأمني مستمر بين اللجنة العسكرية، وأن بعض الأطراف السياسية ربما تحاول الاستفادة منه سياسيا.

وخلال وقت سابق، جدد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة، دعمه لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لإجراء الانتخابات، مرحبا بمبادرته بشأن تنظيم الاستحقاقات الانتخابية في البلاد.

وناشد الدبيبة، الليبيين بـ "التحلي بالإرادة لإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات عادلة ونزيهة"، معتبرا أن "مشكلة الانتخابات هي قصور الجهات التشريعية في إيجاد قوانين قابلة للتنفيذ وعادلة في نفس الوقت".

وفي المقابل، كشف رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، أنه "من المحتمل أن يطرح خارطة طريق جديدة في حال تعذر التوافق مع المجلس الأعلى للدولة"، مشددا على أن "مجلس النواب هو السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد".

وقال صالح، في لقاء تلفزيوني: "إذا لم يتفق مجلس الدولة مع مجلس النواب، فربما ستكون هناك خارطة طريق سيُعلن عنها في حينها"، مضيفا أن "إرادة الشعب الليبي هي فوق كل شيء وأن، السلطة للشعب الليبي الذي يمتلك أدواته الخاصة للتعبير عن إرادته وهي السلطة التشريعية المنتخبة".

أما رئيس البعثة الأممية في ليبيا عبد الله باتيلي، فقد أكد أن "الانتخابات في ليبيا لا تحتاج إلى إطار دستوري وقانوني فحسب وإنما تتطلب معالجة عدة قضايا لخلق ظروف مواتية لإجرائها". 

وقال باتيلي، أمس الأحد، خلال استقباله مجموعة من النساء بينهن مرشحات للانتخابات، وأكاديميات، وأعضاء مجالس بلدية، وناشطات في المجتمع المدني، إن "ليبيا تتمتع بالموارد والإمكانات للتغلب على الأزمة الراهنة، شريطة أن يتحلى الليبيون بالمسؤولية وأن يتخذوا ما تتطلبه المرحلة من إجراءات". 

ووفق الوكالة الروسية، يقول المحلل السياسي حسين مفتاح، إن اللقاءات السرية أو العلنية بين الأطراف الليبية ليست جديدة، وأن بعض الصفقات تتم بين الأطراف دون أن يتمكنوا في إبقائها سرية، كونها تخرج للعلن بعد ذلك.

ولم يستبعد مفتاح، وجود ترتيبات أو تنسيق بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والدبيبة في الغرب الليبي، لافتا إلى أن قوات من المنطقة الغربية تحركت في الفترة التي كلف فيها البرلمان حكومة "باشاغا" وارتبطت بنظرائها في الشرق الليبي، مما يعني وجود التنسيق بين القوات العسكرية.

أضاف الدبيبة لـ"سبوتنيك": "الجديد هو انخراط الدبيبة في العملية". وأن اللقاءات السابقة بين القيادات من الشرق والغرب يحتمل معها وجود تنسيق حالي "رغم عدم تأكيده"، لكنه يرى أن التنسيق محتمل بين الجانبين.

وبشأن تأمين الانتخابات يوضح أن هذا الجانب ذو بعد سياسي، وأنه يأتي ضمن صفقات سياسية أكثر منها تقاربات أمنية، مستبعدا إمكانية توحيد المؤسسة العسكرية في الوقت الراهن، نظرا للتباين الكبير في البنية الحالية وانتفاء القواسم المشتركة التي يمكن من خلالها توحيد المؤسسة. 

ويتطلب توحيد المؤسسة العسكرية من وجهة نظر مفتاح حل إشكالية وجود المرتزقة الأجانب وكذلك المليشيات متعددة الولاءات.

ويرى المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح أن البيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي، في وقت سابق، هو بمثابة بيان إعلامي لتأييد المبادرة، دون الدفع بخطوات أخرى. 

ويوضح أن الصراعات الدولية والانقسام حول الملف الليبي قائمة، وأنها تظهر بشكل جلي كلما كانت هناك خطوة جادة وأن الموقف الحالي لا يعبر عن توافقات في الرأي الدولي. 

كان المبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي، أكد أن الأطراف الليبية تتطلع إلى إمكانية وضع خارطة طريق بحلول منتصف يونيو المقبل للوصول إلى إجراء الانتخابات. 

أكد المبعوث الأممي أن ما وصفها بـ "الأجسام السياسية التي انتهت صلاحيتها" هي السبب في حالة عدم الاستقرار التي تعانيها ليبيا. 

يذكر أن خطة باتيلي تنص على تشكيل لجنة تسييرية للانتخابات في ليبيا تضم ممثلين عن المؤسسات والشخصيات السياسية والقبائل والمجتمع المدني والمرأة والشباب، وتتولى اعتماد القانون الانتخابي ووضع التدابير اللازمة لتنفيذ الاستحقاق الوطني الذي يترقبه الليبيون.