الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

أصحاب المزارع يستغيثون.. تحذيرات من أزمة وشيكة في "البيض"

أزمة وشيكة في قطاع
أزمة وشيكة في قطاع إنتاج بيض المائدة في مصر

تسبب غلاء الأعلاف، وإغلاق المزارع المنتجة للدواجن بسبب ارتفاع التكاليف والخسائر، وتحويل نشاطها، فى نقص البيض، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بالأسواق.

وبالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، شهدت أسعار البيض في مصر ارتفاعا ملحوظا في الأسبوعين الماضيين، ووصل سعر الكرتونة إلى أكثر من 100 جنيها في بعض الأماكن.

مشكلة التوزيع

وعن أزمة نقص البيض مؤخرا بالتزامن مع اقتراب شهر رمصان، أكد مصادر حكومية لـ"الرئيس نيوز" أن "مصر لديها شبه اكتفاء ذاتي، والمشكلة ليست في الإنتاج وإنما في التوزيع".

وأرجعت المصادر أزمة ارتفاع الأسعار إلى التضخم الذي حدث على مستوى العالم، وتأثر حركة النقل العالمية، مشيرة إلى أن أسعار الأعلاف مرتبطة بالسعر العالمي وحركات النقل الشحن وإجراءات كثيرة تؤثر عليها.

وجهت مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بشأن البيان الأخير الصادر عن شعبة بيض المائدة التابع للاتحاد العام لمنتجي الدواجن والذي يُنذر بحدوث كارثة بقطاع إنتاج البيض في مصر في الفترة المُقبلة.

استغاثات أصحاب المزارع

وقالت: فوجئنا بسيل من البيانات الرسمية الصادرة عن شعبة بيض المائدة التابع للاتحاد العام لمنتجي الدواجن، موضحة أنها ليست مجرد بيانات، بل هي استغاثات وصرخات أخيرة تشير بقُرب الانهيار التام لقطاع إنتاج البيض في مصر.

ولفتت إلى أن تلك البيانات تضمنت استغاثة الشعبة من عدم توافر الأعلاف اللازمة لاستمرار سير عمل مزارع تربية أمهات البياض بشكل تام، الأمر الذي يهدد بنفوق الأمهات، ومن ثم حدوث حالة من النقص الحاد في الكميات التي يحتاجها السوق المصري من بيض المائدة.

ارتفاع أسعار البيض

وأكدت عضو مجلس النواب، أن أسعار الأعلاف التي من المُفترض أن يتم توفيرها، وعلى رأسها الذرة الصفراء، تجاوز سعرها الـ٢٠،٠٠٠ جنيه للطن، قائلة: وهو سعر "خيالي" بكل المقاييس مقارنة بالسعر العالمي للذرة والذي لا يتجاوز الـ ١٠،٥٠٠ جنيه للطن، وهو أمر غير مفهوم، وإن تم ترجمته وفق ما هو مُتاح من مُعطيات فلا يُشير إلا إلى تعمد إحداث أزمة في ذلك القطاع بشكل غير مُبرر.

بيع أمهات البياض

وأوضحت أن استغاثة الشعبة من استمرار بيع القطعان المُنتجة لبيض المائدة في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث رصدت الشعبة بيع ما يقرب من ثلاثة ملايين "أمهات البياض" منذ بداية مارس الحالي بسبب أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توافرها، وهو ما أدى إلى حدوث حالة من الاضطراب في عمليات إنتاج البيض وخلق حالة من التفاوت ما بين المعروض والمطلوب.

تكلفة سعر طبق البيض

وأشارت إلى وصول تكلفة سعر طبق البيض على المزرعة لـ١٣٦ جنيها، بالرغم من اضطرارها إلى بيعه بسعر ٩٥ جنيها من أرض المزرعة، ما يترتب عليه خسارة تصل إلى ٤٠ جنيها في الطبق الواحد، وهو ما يهدد بإغلاق تلك المزارع في الفترة المُقبلة.

نقص الأعلاف

وقالت: أمام هذه المعطيات تنتابنا حالة من الاندهاش الشديد نتيجة التجاهل واللامبالاة التي تتعامل بها الجهات المعنية بقطاع الثروة الداجنة في مصر بشكل عام مع تلك الأزمة، بداية من نقص الأعلاف واحتجازها في الموانئ، مرورًا بقيام عدد كبير من المزارع بالخروج من دورات التربية الحالية وإعدام الكتاكيت، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وما ترتب عليه من وصول كجم الدواجن إلى ما يقرب من ٨٥ جنيها في الأسواق، وصولًا إلى أزمة بيض المائدة.

تقصير حكومي

وطالبت مها عبد الناصر، الحكومة بسرعة معالجة تلك الأزمة وتقديم تقرير كامل عن أبعادها وملابساتها والآليات التي تنوي تنفيذها من أجل تلافي حدوثها مرة أخرى في الفترة المقبلة.

وتابعت النائبة: الحكومة في تلك الأزمات توحي لنا بأنها في معزل عن أرض الواقع وكأنها حكومة دولة أخرى، وهو الأمر الذي لا يُمكن احتماله، خاصة في ظل الأزمات المتتالية والمُتلاحقة التي لم يعُد المواطن البسيط في حالة تسمح له بتحملها أكثر من ذلك.