الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نيويورك تايمز": جيمي كارتر أذكى من سكنوا البيت الأبيض منذ تأسس

الرئيس الأمريكي الأسبق
الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر

يعتقد "كاي بيرد"، مدير مركز ليون ليفي للسيرة الذاتية أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، لم يكن كما يعتقد كثير من الأمريكيين، فالصورة النمطية تفيد بأنه كان قاسيًا بل ومخيفًا للغاية، ولكن الواقع يشير إلى أنه ربما كان أكثر الرجال ذكاءً وعملًا جادًا من بين جميع من شغلوا المكتب البيضاوي في القرن العشرين.

وفقًا للمقال الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وبحكم علاقات العمل كان كاتب المقال "بيرد" يقابل كارتر بانتظام منذ بضع سنوات، وفي ذلك الوقت كان في أوائل التسعينيات من عمره، ومع ذلك كان لا يزال مستيقظًا منذ الفجر ويبدأ العمل مبكرًا وكم رآه كثيرون يعقد اجتماعا في الساعة 7 صباحا في مركز كارتر حيث كان يمضى 40 دقيقة سيرًا على الأقدام ذهابًا وإيابًا، موضحا تفاصيل برنامجه للقضاء على مرض دودة غينيا.

ويروي كاتب المقال قصة 50 دقيقة بالضبط منحه إياها كارتر للحديث عن سنواته في البيت الأبيض، ولا يزال كارتر أكثر الرؤساء الذين يساء فهمهم في القرن الماضي كان ليبراليًا حتى النخاع، وكانت لديه الشجاعة الكافية لكي يعترف بأن العنصرية هي خطيئة الأمة الأمريكية التي ما بعدها خطيئة، وكان تقدميًا فيما يتعلق بقضية اختلاف البشر في العرق، حيث أعلن في أول خطاب له بصفته حاكمًا لجورجيا، في عام 1971، أن "زمن التمييز العنصري قد انتهى"، مما أثار انزعاجًا شديدًا لدى العديد من الأمريكيين، بما في ذلك رفاقه الجنوبيون ومع ذلك، كشخص نشأ حافي القدمين في التربة الحمراء لمناطق الولايات المتحدة الواقعة جنوب البلاد، وفي مسقط رأسه الذي كان عبارة عن قرية صغيرة في جنوب جورجيا، كان غارقًا في ثقافة عرفت الهزيمة والاحتلال وهذا بالتحديد ما جعله براجماتيًا.

ووصف الصحفي جونزو هانتر طومسون ذات مرة كارتر بأنه أحد أكثر "الرجال اللئام" الذين التقى بهم على الإطلاق فقد كان طموحًا ومصممًا على الفوز بالسلطة - حكم جورجيا أولًا ثم الرئاسة في حقبة ما بعد فضيحة "ووترجيت"، وما بعد حرب فيتنام، وهو من نقل بلاده من مرحلة خيبة الأمل إلى فكرة الاستثناء الأمريكي، وأسس حكمه على فكرة النزاهة الشخصية وذات يوم خاطب الأمريكيين، قائلًا: "لن أكذب عليكم أبدًا"، وقالها مرارًا وتكرارًا خلال الحملة الانتخابية، ثم قرر استخدام السلطة بشكل صحيح، وتجاهل التداعيات السياسية وأصر على فعل الشيء الصحيح، ويرجع له الفضل في تيسير التوصل إلى اتفاقات كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، واتفاقية الحد من الأسلحة SALT II، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الصين وإصلاح قوانين الهجرة فقد جعل مبدأ حقوق الإنسان حجر الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وزرع بذور تفكك الحرب الباردة في أوروبا الشرقية وروسيا.

وقام كارتر بتحرير صناعة الطيران، مما مهد الطريق للأمريكيين من الطبقة المتوسطة للطيران لأول مرة بأعداد كبيرة، وقام بتنظيم الغاز الطبيعي، ووضع الأساس لاستقلال أمريكا الحالي في مجال الطاقة كما أدخل في حياة الأمريكيين لأول مرة أفكار مهمة مثل الحرص على استخدام أحزمة الأمان والوسائد الهوائية، والتي من شأنها أن تنقذ حياة 9000 أمريكي كل عام وافتتح استثمار أمته في أبحاث الطاقة الشمسية وكان من أوائل الرؤساء الذين حذروا من مخاطر تغير المناخ وضاعف حجم المناطق البرية المحمية في الدولة ثلاث مرات. 

ولكن بعض قراراته المثيرة للجدل، في الداخل والخارج، كانت لها نفس الأهمية، فهو المسؤول عن الجسر الجوي وإنقاذ إسرائيل من هزيمة نكراء، لكنه أصر دائمًا على أن إسرائيل ملزمة أيضًا بتعليق بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية والسماح للفلسطينيين بقدر من الحكم الذاتي وعلى مدى عقود، كان يجادل بأن المستوطنات أصبحت عقبة في طريق حل الدولتين والحل السلمي للصراع في فلسطين ولم يكن خائفًا من تحذير الجميع من أن إسرائيل تتخذ منعطفًا خاطئًا على طريق الفصل العنصري بل وخلص بعض النقاد إلى أنه كان معاديًا لإسرائيل على الرغم من دعمه للإسرائيليين إبان حرب أكتوبر في عام 1973.