الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحليل| ماذا سيجني السودان من مساعي التطبيع مع دولة الاحتلال ‏الإسرائيلي؟

الرئيس نيوز

بدا أن السودان ودولة الاحتلال الإسرائيلي في طريقهما لوضع ‏اللمسات النهائية لاتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين؛ إذ أعلن وزير ‏الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن إسرائيل والسودان سيوقعان ‏اتفاق سلام في واشنطن في غضون أشهر، وأوضح أن إنجاز نص ‏الاتفاقية تمّ خلال زيارته إلى الخرطوم ولقاء رئيس مجلس السيادة ‏عبد الفتاح البرهان.‏

ووفق تقارير فإن اتفاق التطبيع المرتقب بين السودان وإسرائيل، له ‏أهمية رمزية؛ لأن الخرطوم كانت مقرًا لاجتماع جامعة الدول العربية ‏عام 1967، حين صوت الأعضاء لعدم الاعتراف بإسرائيل.‏

وأعلنت الخارجية السودانية، الخميس الماضي، أن اتفاقًا مع إسرائيل ‏على المضي في تطبيع العلاقات بين البلدين، وقالت في بيان، "بحثنا ‏مع إسرائيل تطوير العلاقات في المجالات المختلفة".‏

كما أعلن مجلس السيادة السوداني، أن رئيس المجلس الفريق أول ‏عبدالفتاح البرهان التقى اليوم بمكتبه، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي ‏كوهين والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف السفير ‏علي الصادق.‏

تفاصيل اللقاء ‏

وتطرق اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل الخرطوم ‏اليوم في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا، لسبل إرساء علاقات ‏مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل ‏أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما ‏في المجالات الأمنية والعسكرية.‏

كما حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار ‏بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. وتناول اللقاء الدور الذي يلعبه ‏السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.‏

وهذه ليست الزيارة الأولى لكوهين إلى السودان، إذ زار كوهين ‏السودان، عندما كان وزيرا للمخابرات عام 2021، في زيارة غير ‏مسبوقة.‏

وبدأ البلدان في إبداء الرغبة في تطبيع العلاقات بينهما، في 2020، ‏إذ أعربا عن استعدادهما تطبيع العلاقات، عبر بدء علاقات اقتصادية ‏وتجارية متبادلة. إلا أن تلك الخطوة أثارت في حينها انتقادات من قبل ‏مجموعات مدنية وسياسية، اعتبرت أن حكمًا انتقاليا لا يمكن أن يلزم ‏البلاد بمثل تلك القرارات والعلاقات، مما دفع وزارة الخارجية ‏السودانية في 23 أكتوبر 2020 إلى التوضيح أن الحكومة اتخذت ‏خطوة الاتفاق على التطبيع مع إسرائيل، لكنها تترك للبرلمان ‏الانتقالي، الذي لم يتشكل بعد أمر قبولها أو رفضها لاحقًا.‏

تصريحات كوهين ‏

وقال كوهين بعد عودته مساء الخميس، إنّ رحلته إلى الخرطوم تمت ‏‏"بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية"، وأن الزيارة ترسي الأسس ‏لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية استراتيجية. وأن اتفاق السلام ‏بين إسرائيل والسودان سيعزز الاستقرار الإقليمي وسيساهم في الأمن ‏القومي لدولة إسرائيل".‏

وقال كوهين إنه من المتوقع أن يقام احتفال التوقيع، بعد انتقال السلطة ‏في السودان إلى حكومة مدنية.‏

وخلال العام 2020 طبعت كل من الإمارات والبحرين والمغرب ‏رسميا العلاقات مع إسرائيل عام 2020، ضمن ما يعرف بـ"اتفاقيات ‏إبراهام"، التي جرت برعاية الولايات المتحدة.‏

أهمية التطبيع لإسرائيل

ووفق تقرير نشره، موقع "بي بي سي"، فإن الجانب الإسرائيلي يعدد ‏فوائد تطبيعه مه السودان، وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي ‏بنيامين نتانياهو كل ذلك، في تصريحات تلت الاعلان عن التطبيع مع ‏السودان بقوله، إن اتفاقات السلام مع دولة الإمارات والبحرين ‏والسودان حتى الآن، جيدة "للأمن والقلب والجيب" حسب تعبيره.‏

وفي معرض حديثه عن فوائد التطبيع مع السودان تحديدا، قال نتنياهو ‏إن التقارب مع الخرطوم، سيفتح منافع للإسرائيليين، الذين يعبرون ‏المحيط الأطلسي.‏

أضاف: "نحن الآن نطير غربا، فوق السودان، وفقا لاتفاقات عقدناها ‏حتى قبل أن نعلن التطبيع، وفوق تشاد، التي أقمنا معها أيضا ‏علاقات، إلى البرازيل وأمريكا الجنوبية".‏

أما الفوائد الأمنية والاستراتيجية التي ستحصل عليها اسرائيل متعددة ‏جدا، فعبر اقامتها علاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطلع ‏الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابيية أو معادية لها، في ‏مناطق متاخمة للسودان، مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل ‏تنظر للفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي ابعاد السودان ‏تماما عن الحلف الإيراني. ‏

إلى جانب  ذلك لا يمكن إغفال الأهمية الاستراتيجية للسودان على ‏مياه البحر الأحمر، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصر رفضت قبل ذلك ‏مشاريع لدول إقليمية في السودان بينها تركيا وإيران، ومن المؤكد أن ‏القاهرة سترفض الأمر ذاته إذا ما أقبلت عليه إسرائيل في السودان. ‏

فوائد التطبيع للسودان

وبالنسبة للسودان فإن كثيرا من المراقبين، يرون أن الفائدة ستنحصر ‏في فتح الأبواب له للتعاون اقتصاديا مع مؤسسات العالم المالية، بعد ‏رفع اسمه من القائمة الأمريكية للإرهاب.‏
إلى جانب إمكانية استعانة الخرطوم، بالتقنية الاسرائيلية المتطورة، ‏في مجال الزراعة بما يسهم في زيادة الانتاجية الزراعية، وتنوع ‏المحاصيل بالنظر إلى أن السودان، الذي يملك مساحات واسعة من ‏الأراضي الزراعية. ‏

مساعدة أمريكية ‏

ووفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلًا عن مسؤول إٍسرائيلي وصفته ‏بالكبير أن السودان يستعد للتوقيع على اتفاق تطبيع للعلاقات مع تل ‏أبيب. ‏

وأضاف مصدر للصحيفة أنّ الاتصالات الجارية بين تل أبيب ‏والخرطوم -بمساعدة أميركية- حققت تقدما ملموسا بين الجانبين يبشر ‏بقرب التوقيع على ما تعرف باتفاقات أبراهام.‏
وذكرت هآرتس أن ما وصفتها بالعلاقات الجيدة بين القيادة السياسية ‏الأمنية الإسرائيلية مع السلطات العسكرية في السودان أحيت جهود ‏التطبيع من جديد.‏

في هذه الأثناء، هبطت طائرة إسرائيلية في مطار الخرطوم، وكشفت ‏وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة التي تحمل اسم "فور إكس سي يو ‏زد" (4‏X-CUZ‏) قد أقلعت من مطار تل أبيب فجرا متوجهة إلى ‏السودان.‏