الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تستطيع الصين مزاحمة أمريكا في الشرق الأوسط؟ ‏

الرئيس نيوز

بينما تنطلق فعاليات القمة الأمريكية الأفريقية، اليوم الثلاثاء في ‏واشنطن، إلا أن الهيمنة الصينية على القارة السمراء؛ ربما تقوض أي ‏محاولات اختراق لهذا التكتل الصيني، القائم في المقام الأول على ‏المشاركة في التنمية المستدامة والمشاريع الاستراتيجية. ‏

وقبل أيام اختتم الرئيس الصيني شي جين، فعاليات قمم متتاليات في ‏العاصمة السعودية الرياض، "قمة صينية سعودية" وأخرى "صينية ‏خليجية" وثالثة "صينية عربية"، توجت باتفاقيات بمليارات الدولارات، ‏وقد أعرب البيت الأبيض عن قلقله من تزايد النفوذ الصيني في منطقة ‏الخليج، وأكد عازمه على لجم التوسعات في الصينية في مناطق النفوذ ‏الأمريكي التاريخية.‏

وقبل أشهر كانت الرياض تستضيف قمة أمريكية عربية، لكن أجواء ‏انعقادها كانت مشحونة للغاية، على عكس ما جرى مع الرئيس الصيني، ‏وقالت تقارير وقتها إن القمة لم تنجح في تحقيق أهدافها فيما يتعلق بإقناع ‏دول الخليج زيادة إنتاجها من النفط. ‏

وقالت تقارير صادرة عن "رويترز" إن أمريكا سجلت رفضها القاطع ‏للتاخل الصيني الخليجي، خاصة فيما يتعلق بمساعي الخليج إدخال ‏تكنولوجيا الجيل الخامس في إدارة الموانئ، وزعمت تلك التقارير أن ‏الإمارات استجابت لأمريكا وأوقفت إدخال تلك التكنولوجيا في احد ‏الموانئ.‏

كما اعترضت أمريكا على التوسع في الشراكة العسكرية بين الصين ‏والمملكة السعودية، وقالت التقارير إن الصين افتتاحت مصنعًا اتصنيع ‏الطائرات المسيرة في السعودية. ‏

شريك استراتيجي

الباحثة في العلاقات الدولية، أميرة الشريف، تقول لـ"الرئيس نيوز": "إن ‏الصين أصبحت شريكًا استراتيجيًا للعديد من دول الشرق الأوسط،  منذ ‏أعلن الرئيس الصيني شي جين العام 2013 عن مبادرة الحزام والطريق ‏التي تعتبر شبكة من الشراكات والمشاريع حيث يُعتبر الشرق الأوسط ‏المصدر الرئيسي للنفط الخام للصين".‏

أشارت الشريف إلى أن الرئيس الصيني، استكمل سعيه في تحسين شبكة ‏علاقاته بالمحيط العربي إذ شكلت الحكومة الصينية لجنة رفيعة المستوى ‏في يناير 2016 لتوجيه وتنسيق التعاون الثنائي مع المملكة العربية ‏السعودية، وزيارة الإمارات العربية عام 2018.‏

لفت إلى أن الفارق بين الصين وأمريكا في التعامل مع دول الشرق ‏الأوسط، أن الأولى لا تتدخل في شؤون الدول، كما تفعل أمريكا، وعلى ‏الرغم من أن واشنطن بدأت تصرف انتباهها عن الكثير من ملفات الشرق ‏الأوسط، إلا أنها من المؤكد أنها ستتمسك بنفوذها التاريخي، وستمارس ‏أقصى ضغوطها على دول تلك المنطقة لمنع انخراطها في أي تحالفات ‏مع الصين، وتابعت: "نجاح تلك السياسة من عدمها سيتوقف على مدى ‏قدرة تلك الدول المنطقة على مقاومة تلك الضغوط".‏

عملاق القرن الـ21‏

‏ ووفق كتاب "العلاقات الدولية مفاهيم وموضوعات"، للدكتور سيد أبو ‏ضيف أحمد، فإن النظام الدولي الجديد، مقسم إلى مناطق حسب الجغرفيا ‏الاقتصادية، وأخرى وفق توازن القوى، وثالثة على نموذج صدام ‏الحضارات، ورابع يقوم على دراسة نظرية الفوضى في النظام العالمي ‏الجديد، وخامس يقوم على مدى تحقيق نموذج القرية العالمية، وأخيرًا ‏فريق سادس يركز على تطور النظام العالمي الجديد لتحقيق الأقطاب ‏المتضامنة.‏

وفيما يتعلق بنموذج توازن القوى ‏The Reinvigorated Balance Of ‎Power Mode، فيقول الكتاب إن أنصار هذا النموذج ينطلقون مما ‏ذهب إليه بول كنديا ‏Pull Kenedi‏ من أن الدول تتحرك صعودًا أو ‏هبوطًا في ضوء نوعية قدراتها مقارنة مع قدرات غيرها...  وهذا النمو ‏يؤكد على وجود قوى رئيسية أربع هي: الولابات المتحدة وروسيا ‏الاتحادية والصين وأوربا.‏

فيما يذهب كل من المفكرين الاقتصاديين  باردر وليمبتون، إلى ترشيح ‏الصين للقيادة الدولية في القرن الحادي والعشرين، ويتحدثان عما يمكن ‏أن يسمياه "الهيمنة الصينية" باعتبارها أقل الدول الأربع في معوقات ‏الوصول إلى القمة مع اقتصاد سريع النمو، والذي يمكن أن يترجم ‏بسهولة إلى قوة عسكرية فعالة. ‏

يشير الكتاب إلى أن هذا النموذج يتجاهل دولة مثل الهند كقوة صاعدة في ‏مواجهة الصين، كذلك فإنه يتجاهل دور الأمم المتحدة التي رغم تراجع ‏دورها في التسعينات خاصة في المسائل الأمنية.إلا أنه لا يزال لها القدرة ‏على التشريع.‏