الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لماذا تظل أوضاع العراق قابلة للانفجار رغم منح الثقة لحكومة ‏السوداني؟

صورة أرشيفية لمحتجين
صورة أرشيفية لمحتجين عراقيين

حذر رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي، ‏من أن الأوضاع في العراق ستظل قابلة للانفجار في أي لحظة على ‏الرغم من منح البرلمان العراقي ثقته لحكومة محمد شياع السوداني، ‏وقال خلال تعليق بعث به إلى "الرئيس نيوز": "إن الفشل في محاربة ‏الفساد، والتقصير في تقديم الخدمات، وعدم التحرك نحو الملفات ‏الصعبة، وعدم توفير الخدمات، وعدم استرداد الأموال المنهوبة التي ‏تصل الى مئات المليارات من الدولارات، سيكون ذلك جميعًا بمثابة ‏وضع على المحك قابل للانفجار مجددًا في أي لحظة". ‏

وقال رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي، ‏تعليقًا على منح مجلس النواب العراقي الثقة لحكومة محمد شياع ‏السوداني، "هدوء يسبق العاصفة أم عاصفة إنتهت بهدوء"، لافتًا إلى ‏أن قرار منح الثقة جاء بعد مخاض عسير ومواجهات في الشارع وفي ‏البرلمان، وعلى منصات الأنترنت ووسائل الإعلام.‏

وخلال وقت سابق، اجتمع مجلس النواب العراقي ومنح الثقة لحكومة ‏محمد شياع السوداني التي تسلمت مهامها بهدوء بالغ من حكومة ‏الكاظمي.‏

البرلمان العراقي

تغييرات في هيكل الحكومة

ووفق مرعي فإن حكومة شياع شرعت بجملة تغييرات في هيكل ‏الحكومة بعد تفاهمات مهمة مع قوى فاعلة سياسية تمثل مكونات ‏الشعب العراقي القومية والدينية. ‏

لفت إلى أن أبرز تلك التفاهمات كانت مع القوة الكردية الأهم والأبرز ‏في أربيل بزعامة الرئيس مسعود البرزاني، وقوى السيادة بزعامة ‏الشيخ خميس الخنجر ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي التي مكنت من ‏إنهاء الإنسداد السياسي، وصوتت لحكومة السوداني سابع رئيس ‏للوزراء منذ العام 2003.‏

قال مرعي إن مسؤولية صعبة تقع على عاتق حكومة شياع بعد ‏سنوات من الجفاف السياسي والأمني والارتباك الواضح في ‏الإجراءات برغم وفرة الموارد المالية التي يمكن الإعتماد عليها ‏بإعتماد سياسة حكم رشيد إعترضتها مصالح محلية ودولية ومواقف ‏ممانعة من هذا الطرف أو ذاك.‏

محمد شياع السوداني

معوقات كثيرة ‏

أكد رئيس المرصد العراقي أن هناك جملة من المعوقات تضعفت إلى ‏حد بعيد موقف كل رئيس وزراء يتولى مقاليد السلطة في بلاد ‏الرافدين مع ما فرضته التدخلات الخارجية من عوامل إنهاك وفقدان ‏للسيادة والقرار المستقل‎.‎

يضيف مرعي: "العراق يتغير برغم وجود النار تحت رماد الأزمات ‏المتعاقبة، لكن الفاعل الدولي هو الآخر تغير مزاجه، وتغيرت الوجهة ‏لديه نحو براجماتية عالية تجعل من بعض المواقف الحالية غريبة ‏مقارنة بمواقف من نفس الفاعل قبل سنتين، أو ثلاث، ويعود ذلك الى ‏حجم وتأثير التحولات الدولية الهائلة، والمصاعب التي تواجه الدول ‏المهتمة بالشأن العراقي بدءا من أزمة الطاقة العالمية، وصراع ‏الأقطاب التي أضيفت إلى القائمة منافسة شرسة بين الفاعل الإيراني ‏المؤثر، والعربي المتحفز لمنع العراق من الذهاب بعيدا في دائرة ‏الرؤية الإيرانية".‏

يتابع رئيس المرصد الصحفي العراقي: "لقد أنهك الطرف الإيراني، ‏ومعه  الطرف العربي بسبب تطورات وتحولات لم تكن متوقعة، ‏وجاءت متسارعة، وبنسق صادم أثمرت عن تغيير في الرؤية والفعل ‏السياسي، وقرارات حاسمة لبت ظروفا موضوعية مهدت لتشكيل ‏الحكومة العراقية بطريقة لم تكن متوقعة، مع حديث مستمر عن ‏إمكانية الإبقاء على حكومة الكاظمي".‏ 

مقتدى الصدر

ضغط التيار الصدري ‏

وعن موقف التيار الصدري من التطورات الأخيرة، يقول مرعي: ‏‏"مع استمرار ضغط التيار الصدري على قوى الإطار التنسيقي ‏الشيعي المتهم بقربه من إيران، ومع ما أفرزه حراك تشرين الذي بدأ ‏في أكتوبر 2019 واستمر لأشهر طويلة، لكنه انتهى إلى عدم قدرة ‏على التأثير المباشر في نظام الحكم الذي بقي متماسكا، وأفرز حكومة ‏جديدة، لكنها قد تكون مختلفة لجهة التحديات التي تنتظرها، أو لجهة ‏المسؤوليات، وحجم التراكمات الماضية، وعدم القدرة على تحمل ‏المزيد من الأزمات التي عصفت بالبلاد على صعد شتى"‏‎.‎

هادي جلو مرعي

احتمالات الانفجار

يتابع مرعي: "ولأن تلك الأزمات لم تتوفر عوامل حل حقيقية لها فقد ‏تكون مرشحة للإنفجار في أية لحظة برغم عدم وجود فاعل دولي ‏لتأجيجها مؤقتا على الأقل وقد يكون سبب التأجيج الفشل في محاربة ‏الفساد، والتقصير في تقديم الخدمات، ولذلك فمن المهم التحرك نحو ‏الملفات الصعبة، وتوفير الخدمات، وإحداث فرق في الحرب على ‏الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة التي تصل الى مئات المليارات من ‏الدولارات، ويكون الجواب على السؤال التالي عن الوضع الراهن ‏الذي يشهد هدوءا حذرا: هدوء يسبق العاصفة، أم عاصفة إنتهت ‏بهدوء؟".‏

يختتم مرعي حديثه بالقول: "إن ذلك مرهون بالأداء الحكومي الذي ‏يجب أن يتوجه الى تلبية المطالب الشعبية التي سببت المشكلة بين ‏الشعب والنظام السياسي طوال عقدين من الزمن حيث الفشل في تقديم ‏أداء مقنع، ولذلك فنحن بانتظار ما ستفعله حكومة السوداني خلال ‏الأسابيع والأشهر المقبلة لنحكم على المشهد. فإما أن نعود الى حالة ‏الفشل، أو نخطو نحو نجاح نتمناه"‏‎.‎