الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز.." ساندبرج": لم أسمع في حلاوة صوت أم كلثوم

الرئيس نيوز

قال جيمس كيترير، عميد كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية: إن مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز حدث هائل يجمع أشخاصًا من جميع أنحاء العالم، هنا في الجامعة الأمريكية في مصر، مشيرا إلى أنه من دواعي السرور أن يستضيف المهرجان هذا العام ستيف ساندبرج وزاك بروك، اثنين من أشهر عازفي الجاز بالولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أنهما سيقدمان بخلاف المهرجان عروضا أخرى للعزف في الإسكندرية بمركز الجيزويت الثقافي، إضافة إلى تنظيمهما منذ ليلتين ورش عمل تعليمية رائعة، ومشاركتهما في أنواع أخرى من الأنشطة الجذابة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة " فهما ليس فقط عازفين بارعين، ولكنهما أيضًا معلمان من الطراز العالمي" بحسب قوله.

 جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي نظمته السفارة الأمريكية بالقاهرة ليلتقي من خلاله عازفي الجاز العالميين بعدد من الصحفيين المصريين، على هامش المهرجان بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وفي بداية اللقاء أعرب كلا من عازفي الجاز عن سعادتهما بزيارة مصر وبهذه التجربة.

وقال زاك بروك: إن هذه هي زيارتي الأولى للقاهرة، ولم يكن لدي أدنى تصورعن الحفاوة التي تم استقبالي بها، فقد زرت المغرب في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وفيما عدا ذلك لم يكن لدي تواصل بهذا الجزء من العالم، ولكن ما لفت انتباهي في مصر هو الود وحس الفكاهة الذي يتميز به المصريون، فعندما جرحت إصبعي في الفندق بالأمس قبل الحفل، هرع الجميع لمساعدتي وإحضار الضمادات، وعلى وجوههم ابتسامة.

فيما كشف ستيف ساندبرج عن تلقيه دروسا في تاريخ مصر القديمة، من قبل، ولكن رغم ذلك فهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مصر، لافتا إلى أنه لم يكن اختياره لمهنة الموسيقى نابعا فحسب من حبه لها فحسب وإنما رغبته أيضا في أن يكون موسيقيا يجوب العالم، ويتفاعل مع الناس.

وعن كيفية تأثر الموسيقى بجائحة كوفيد-19، تأليفا وتلقيا

قال زاك بروك: إن وقت جائحة كوفيد-19 خطر ببالنا أنا وستيف أننا ربما لن نعزف أو نغني ثانية في نفس الأماكن، واعتقد أن هذا ينطبق على معظم العازفين، وقد أثر ذلك بشكل عميق على علاقاتنا، فقد انتهى التواصل المباشر بين الناس فلا يمكنك حتى الغناء لأنه ينقل الفيروس، إلا أنني لاحظت في العام الماضي عودة شغف الناس بموسيقى الجاز ونهمهم لحضور الحفلات أكثر من ذي قبل.

وقال ستيف ساندبرج:أضيف لما قاله زاك أننا كنا محظوظين بعزف موسيقانا عبر بث مباشر من بروكلين، وقد كان الأمر صعبًا جدًا خاصة مع عدم الاستماع لصوت مشاهدين،وضرورة النظر إلى الكاميرا وهو أمر غير محبب، إلا أنني تلقيت بعض رسائل البريد الإلكتروني من أشخاص بعد عام ونصف من الجائحة يذكرون أنني من الأشياء التي استمرت، وأن الناس كانوا يتابعون الحفلات الموسيقية، مما جعل معنوياتي مرتفعة. 

وأوضح زاك بروك أن أهمية المهرجانات لا تكمن فقط في العزف، بل في التعرف على ثقافات،فهي تجمع روح الشعوب، مشيرا إلى أنه حين يعزف موسيقى الجازيتجاوز كل حدود اللغة والثقافة، فهي ليست مهنة للحصول على أموال مقابل العزف، ولكنها طريقة يلتقي بها محبي الجاز حول العالم. 

وعن بداية عملهما معا قال ستيف: أحببنا العزف سويا، أنا وزاك، التقينا منذ ثمانية سنوات،وفكرنا أن نعمل سويا، وقمنا بعزف الرباعيات مع عازف كونترباص وعازف طبلة، وعشت في نيويورك كهاو، كنت أعزف أنواعا من الموسيقى مثل موسيقى الزنوج وموسيقى السالسا كما درست أنغام الراجا الهندية لسنوات كثيرة، كل ذلك المزيج كان له تأثير كبير، أنا وزاك لم نكن نخطط للأمر، لكن عندما بدأنا سار الأمر على ما يرام، فعزفنا تلك السلسلة من المقطوعات في بروكلين،  فأشعر أن الموسيقى عملية حية، قد نستوحي مقطوعات موسيقية لشوبان أو باخ، لكنني أشعر بإلهام أنني يجب أن أؤلف هذه المقطوعة.

فيما كشف زاك عن مفهومه للحداثة شارحا: لدي مفهوم مختلف عن الحداثة، فما كنا نعزفه بالأمس كان تقليديا بالنسبة لي، إن الطريقة التي نعزف بها أنا وستيف، طريقة تقليدية بالمفهوم الحديث، نحن نعزف الجاز المعاصر، ففي تاريخ الجاز المسجل، كان هناك دائما شخص واحد يعزف.

ونصح زاك شباب الموسيقيين قائلا: حتى لو لم تكن متأكدا من أنك ستصبح موسيقيا، لا بد لك من معلم، فكلنا لا بد لنا من تعلم لغة الموسيقى ومهاراتها، ومهنيا، أنصحكم باللطف والاحترام، وشخصيا، أنصحكم بالتفكير في دور الموسيقى بحياتكم.

وعن بداية عزفه للموسيقى قال ستيف ساندبرج إن والده اشترى بيانو لأخته الكبرى، وكان وقتها صغيرا يكاد يحبو، فتفاجئت أسرته به يهرع منبهرا ناحية البيانو، ومع استمرار شغفه بالوصول للبيانو بدأت أخته تعطيه درسا لمدة  خمسة عشر دقيقة، وقد كان ذكيا لدرجة أنه تعلم العزف سريعا، وحين بلغ السابعة عشر، قال لأسرته أنه يعزف من عمر الرابعة ورغم ذلك لا يحفظ شيئا ليبدأ بعدها مرحلة الارتجال، وعزف الجاز.

أما بداية زاك الموسيقية فكانت مختلفة حيث أنه ولد لأسرة موسيقية فقد كان كان والدهيجيد العزف على عدة آلات، ويعشق الجيتار، وكثيرا ما حاول أن يكون مغنيا محترفا، وكان جده أيضا يعزف، وكذلك خاله كان يهوى الروك أند رول، لذلك فقد نشأ في عائلة فنية، وبدأ حياته الموسيقية بعزف الكمان، ثم بدأ الارتجال مبكرا جدا، حين كانيسير مقلدا الأصوات، فكان الجاز بالنسبة له أكثر صنوف الموسيقى ثراء.

وعن رأيهم في الموسيقى المصرية قال زاك: لقد انتقلت إلى نيويورك في عام 2006 ولم أكن أعلم أي شيء عن الموسيقى المصرية وبعد انتقالي أنا وزوجتي وجدنا مطعما شرقيا هناك ولاحظت على الفور أن هناك في المطعم موسيقى رائعة اتسمت بوجود آلة الكمان بها وقد انبهرت بعزف الكمان في هذه الموسيقى وسألت صاحب المطعم عن تلك الموسيقى فأجاب هذه موسيقى مصرية، وأعطاني "سي دي"  لها فعلمت أن الموسيقى المصرية جميلة وتتميز بالدور الرائع للكمان بداخلها.

أما ستيف فتحدث عن علاقته بالموسيقى المصرية قائلا: بالنسبة لي أنا من المعجبين جدا بأم كلثوم وقد أكتشفت أغاني أم كلثوم من العديد من السنوات وعندما سمعتها قلت لنفسي "يالها من موسيقى رائعة! إنني لم أسمع موسيقى كهذه من قبل" إن صوتها عندما تغني غاية في الجمال لم أسمع مثله من قبل.