الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مجلة بريطانية: «دلتا النيل» محاصرة بين ارتفاع الأسعار وآثار تغير المناخ

أرشيفية
أرشيفية

وضعت مصر خطة تكيف بقيمة 8 مليارات دولار، ولكن اقتصادها الزراعي في الوقت الحالي معرض لخطر تغير المناخ وندرة المياه والتضخم والآثار المترتبة على التحضر، وفق ما ذكرته مجلة كوارتز البريطانية في تقريرها.

وأشارت “كوارتز” البريطانية إلى أن بعض المزارع أصبحت عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر، وبسبب ارتفاع تكلفة الأسمدة والمدخلات الأخرى، لم تدر ربحًا منذ ما يقرب من 10 سنوات، كما أشارت إلى أن أول خط دفاع لمصر ضد تغير المناخ هو صف بطول 22 ميلًا من الكتل الخرسانية على شكل نجمة متراكمة على طول الشاطئ خارج مدينة الإسكندرية الساحلية القديمة على البحر المتوسط، وتهدف الكتل، التي تمنع تأثير التعرية، إلى حماية المناظر الطبيعية الثمينة من ارتفاع مستوى سطح البحر وكذلك حماية دلتا النيل، واحدة من أكثر المناطق الريفية خصوبة واكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، والتي تمتد من الشاطئ إلى القاهرة على شكل حرف V، حيث يكمل أطول نهر في العالم رحلته التي تبلغ 4100 ميل والتي تبدأ في بحيرة فيكتوريا بشرق إفريقيا ولكن هذه الحواجز لا تفعل ما يكفي لإنقاذ المزارع التي تقع خلفها مباشرة.

وأوضحت أن بعض المزارع تتكون من ستة أفدنة من أشجار الفلفل والباذنجان والخيار والطماطم والقمح والذرة والرمان وهناك منها ملايين المزارع ويعيش بها ملايين المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعملون في الدلتا ويقدسون قيمة الأرض ولكن التربة شاحبة ورقيقة، ورملية تقريبًا مثل الشاطئ، ومتأثرة وفي بعض الحالات مختنقة بتراكيز الملح المتصاعدة، التي خلفتها الفيضانات الساحلية الدورية ودفعها ارتفاع البحر إلى طبقات المياه الجوفية ولا شك في أن الحواجز تساعد قليلًا في الفيضانات، لكن التربة المالحة مشكلة حقيقية.

ولكن ارتفاع مستوى سطح البحر ليس مشكلة تلك المزارع الوحيدة ولأنها تقع على الطرف الساحلي من شبكة القنوات التي توفر مياه الري من النيل، فإنه يمضي في بعض الأحيان أسابيع أو في الصيف، شهور بدون مياه عذبة. بدلًا من ذلك، تأخذ المزارع مياه الري من مصفاة أو مصارف وربما يكون قد أعيد استخدامها ست مرات منذ دخولها مصر في النيل، وفي كل مرة تتراكم المزيد من الأملاح والملوثات وتفقد العناصر الغذائية المفيدة.

لمواجهة رداءة نوعية المياه، تضطر المزارع إلى غمر المزرعة بالأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية المقاومة للملوحة، وكلها تزيد من تدهور التربة وهذه المدخلات، علاوة على ارتفاع تكاليف أنظمة وآلات الري، تلتهم أي دخل محتمل قد تجنيه المزارع بعد أن قفزت أسعار الأسمدة بنسبة 50٪ في العام الماضي حيث تراجع الاقتصاد على إثر تداعيات الحرب في أوكرانيا ما أدى لارتفاع تكلفة المواد الخام لتصبح دلتا النيل محاصرة بين ارتفاع الأسعار وتدهور الظروف البيئية.