السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«فاشية جديدة».. صعود اليمين المتطرف للسلطة بإيطاليا يثير القلق في أوروبا

جيورجيا ميلوني
جيورجيا ميلوني

تنحرف بوصلة الناخبين في أوروبا إلى أقصى اليمين بشكل ملحوظ، وفي إيطاليا، وصف تقرير لشبكة «سي إن إن» الإخبارية حزب «جيورجيا ميلوني» السياسي المعروف باسم «إخوان إيطاليا» بأنه أكثر حكومة يمينية متطرفة منذ عهد بينيتو موسوليني الفاشي، وهذا الوصف، الذي يذكّر العالم بعهد موسوليني، يثير شبح الحرب العالمية الثانية المخيف، على الرغم من أنه من المهم التفكير في المكان الذي تبدأ منه المقارنة وتنتهي.

فاشية جديدة

وعلى الرغم من أن خطاب ميلوني التي اكتسحت الانتخابات التشريعية وأعلن فوزها أمس الاثنين، قد يكون مزعجًا، إلا أنها أم لأطفال صعار وتبلغ من العمر 45 عامًا ولدت وترعرعت وتعلمت في روما وتستعد منذ أمس لقيادة حكومة ائتلافية، وليست ديكتاتورة بزي عسكري تشرف على نظام فاشي، وهي مستعدة لإعلان النصر بعد استهداف الهجرة، القضية المفضلة لدى السياسيين الأصليين والشعبويين في جميع أنحاء العالم حيث صعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة واعدًا ببناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وبدورها اقترحت ميلوني مرارًا فرض "حصار بحري" لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

صعود اليمين لا يقتصر على إيطاليا

لكن صعود اليمين لا يقتصر على إيطاليا، ففي السويد، استغل حزب وُصِف بأنه «له جذور نازية جديدة» المشاعر المعادية للمهاجرين وفاز بأكثر من 20٪ من الأصوات في الانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر، وهو ما يكفي لمنحه بعض التأثير على الحكومة الجديدة التي يتم تشكيلها هناك، وفي النظام البرلماني الإيطالي، سيتولى إخوان إيطاليا، الذين حصلوا على أكثر من ربع الأصوات بقليل، السيطرة على الحكومة كجزء من ائتلاف يميني مع أحزاب أخرى.

في حين أن السياسات المناهضة للهجرة التي يمكن أن تأتي من ميلوني في إيطاليا مثيرة للقلق، فإن النظام البرلماني، الذي يشجع الأحزاب المتعددة والحكومات الائتلافية، يوفر حواجز الحماية اللازمة وفقًا للباحث تريجفي أولسون، رئيس شركة فايكنج ستراتيجيز الدولية للمخاطر السياسية الذي عمل كمستشار في بلدان متعددة.

وشدد أولسون على أن أداء ميلوني كرئيسة لوزراء إيطاليا يمكن أن يتطور منذ اللحظة الأولى لاستلامها منصبها بشكل رسمي.

وأكد أولسون على أن «مجرد حقيقة حصولهم على السلطة لا تعني بالضرورة أن أنظمتهم الديمقراطية معطلة، وأتفق مع كل من يعتقد أن صعود اليمين أمر مقلق ولكن الواقع يقول إن هناك الكثير من الناخبين الأوروبيين الذين يشعرون باليأس من حيث عدم معالجة بعض مخاوفهم من قبل الأحزاب التقليدية»، ولكن الأحزاب التقليدية لا تزال موجودة لتقديم الضوابط ضد السياسيين اليمينيين المتطرفين، الذين لديهم الآن فرصة لمحاولة بناء توافق في الآراء.

وعند سؤالها عن إيطاليا، أمس الاثنين، قالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي إنها لن تصلح «أخطاء السياسة»، ووفقًا لرويترز، انتصر تحالف يميني بقيادة جيورجيا ميلوني في الانتخابات العامة الإيطالية، وستحكم ميلوني إيطاليا التي تحمل أثقل أعباء الديون في منطقة اليورو في وقت تتزايد فيه تكاليف الاقتراض والركود الذي يلوح في الأفق وتعهدت ميلوني بعدم المخاطرة بالتمويل الهش لإيطاليا والالتزام بقواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي، لكن شريكها في التحالف ماتيو سالفيني دعا إلى زيادة العجز.

عند سؤالها في البرلمان الأوروبي عما إذا كان البنك المركزي الأوروبي يمكنه نشر أداة حماية النقل لمساعدة إيطاليا، لم تذكر لاجارد أي دولة ولكنها قالت إن المخطط موجود فقط لدعم الدول الحكيمة ماليًا بينما يجب على الآخرين التقدم بطلب الإنقاذ.

وقالت لاجارد، التي تكافح أعلى معدل تضخم في تاريخ منطقة اليورو، إن الدول التي تستخدم ميزانيتها لحماية المواطنين من ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة يجب أن تحذر من زيادة نمو الأسعار، ما يعني أن ألمانيا والبنك المركزي الأوروبي لا يخفون قلقهم حيال السياسات المالية التي ستطبقها الحكومة الإيطالية اليمينية الجديدة.