الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إجراءات إثيوبيا الأحادية تفاقم مشكلة ندرة المياه في مصر والسودان

الرئيس نيوز

ذكرت دراسة نشرها موقع ستراتيجيك فوركاستينج، المعروف باسم ستراتفور، وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أمريكي، يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، أنه من المحتمل أن يؤدي ملء إثيوبيا أحادي الجانب لخزان السد المثير للجدل إلى تفاقم ندرة المياه في مصر والسودان، مما يهدد بوضع سابقة خطيرة لسياسات المياه الإقليمية إذا لم تستأنف الدول الثلاث المفاوضات، وبالفعل أكملت إثيوبيا ملء سد النهضة الإثيوبي للمرة الثالثة في أوائل أغسطس، متجاهلة اعتراضات مصر والسودان القاطعة على زيادة كمية المياه في خزان السد إلى ما يقرب من ثلث طاقته الإجمالية البالغة 74 مليار متر مكعب ويقرّب هذا الملء إثيوبيا من هدفها المشاع بالوصول إلى السعة الكاملة للخزان بحلول عام 2027، وهو أحدث جولة من الإجراءات الأحادية في نزاع استمر عقدًا من الزمان.
يقع سد النهضة في مرتفعات منطقة بني شنقول-جوموز في شمال غرب إثيوبيا، وستعمل نوبات الملء السنوية والعمليات الجارية لسد النهضة على تغيير تدفق نهر النيل، الذي يحتوي على أكثر من 85 ٪ من المياه التي تمر عبر السودان ومصر ولطالما أصرت دولتا المصب - خوفًا من العواقب طويلة المدى المتمثلة في تهديدات بندرة المياه وتهديدات أخرى تتعلق بالسيادة - على اتفاقية ثلاثية ملزمة لملء وتشغيل سد النهضة ولكن سنوات من المفاوضات قد باءت بالفشل مع استمرار إثيوبيا في دفع عجلة تطوير السد والمراوغة والتهرب من الالتزام بأي شيء.
بدأ بناء سد النهضة في أبريل 2011 بتكلفة متوقعة تبلغ حوالي 5 مليارات دولار. المشروع مملوك لشركة الكهرباء الإثيوبية، وفي حين أن غالبية تمويل سد النهضة محلي، ورد أن الصين ساهمت بمبلغ 1.8 مليار دولار في المشروع وقد بدأت إثيوبيا من جانب واحد في ملء الخزان في يوليو 2020، بمرحلة ملء ثانية في يوليو 2021. أدى الملء الثالث إلى زيادة كمية المياه التي يحتفظ بها خزان السد إلى 22 مليار متر مكعب وذكرت الدراسة أن مصر والسودان تعتمدان على النيل في توفير حوالي 98.26٪ و 96.13٪ من احتياجاتهما المائية السنوية على الترتيب.
يستطيع السد العالي المصري بأسوان وسد النهضة معًا الاحتفاظ بأكثر من 280٪ من التدفق السنوي لنهر النيل، مما يعني أن أطول نهر في العالم سيكون مدفوعًا بشكل أساسي بتشغيل سدين، بدلاً من العمليات الطبيعية وأصبح سد النهضة محوريًا في تنمية الاقتصاد الإثيوبي، حيث سيزيد من ضعف قدرة الكهرباء في البلاد وينظم تدفق المياه لصالح سدود المصب غير الإثيوبي. تتوقع مؤسسة الطاقة الكهربائية الإثيوبية أن يولد سد النهضة أكثر من 5000 ميجاواط من الطاقة بمجرد تشغيله بالكامل، مما يعني زيادة كبيرة في الوصول إلى الكهرباء لنصف البلاد الذي يعاني حاليًا من انقطاع الكهرباء. ومن المرجح أن يُمكِّن السد الحكومة الإثيوبية من تصدير الكهرباء الفائضة إلى الدول المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، فإن سد النهضة سينظم تدفق النيل الأزرق ويقلل من كمية الرواسب في اتجاه مجرى النهر. سيؤدي ذلك إلى تلطيف تأثير الفيضانات الموسمية، وزيادة الإمدادات الغذائية في إثيوبيا من خلال توفير وصول موثوق للري، وإطالة عمر السدود الواقعة في اتجاه مجرى النهر في السودان ومصر عن طريق منع وصول الطمي الرسوبي.