الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف مهد كارتر وريجان وبوش وكلينتون لهجمات 11 سبتمبر؟

الرئيس نيوز

حملت دراسة لمعهد أيان راند الأمريكي القيادة السياسية لإدارات جيمي كارتر، ودونالد ريجان وبوش الأب وكلينتون المسؤولية فيما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر 2001، وأكدت الدراسة إخفاق قادة أمريكا ورؤسائها في إدراك أن الحرب قد شنت ضد أمريكا وأن العدو هو الإرهاب والتطرف الملتحف برداء الدين، واتهمت الدراسة الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين بالاكتفاء باسترضاء الإرهابيين بل وتشجيع عدوانهم.
مثلت هجمات 11 سبتمبر 2001 صدمة للعالم. ومع ذلك، فإن الطريق إلى 11 سبتمبر امتد إلى عقود سابقة للواقعة ذاتها، ولا يزال يساء فهم الهجوم على نطاق واسع بعد جيل تقريبًا، وفهم لماذا فشل قادة أمريكا السياسيون ومستشاروهم في فهم التهديدات المتزايدة ضد الأمريكيين، وترجح الدراسة أنه كان في الأساس إخفاقًا فلسفيًا فكريًا، حيث تورطت كل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية في "حرب لا يمكن الانتصار فيها"، وانتقدت الدراسة رد أمريكا المشلول على الإرهاب وانتظاره حتى نفذ هجوما في عقر دارهم، أعد الدراسة الباحث إيلان جورنو، وركزت على رد الفعل الأمريكي السياسي على الإرهاب منذ تم إطلاق سراح الرهائن في إيران يوم تنصيب دونالد ريجان في يناير 1981 وكان كثيرون يأملون أن يعيد ريجان سمعة أمريكا من خلال الوقوف في وجه المعتدين، وألقت الدراسة باللوم على الرئيس السابق جيمي كارتر لتورطه في استرضاء إيران.
بمجرد توليه المنصب، نقل ريجان أنه يتبنى وجهة نظر تميز بين الأسود والأبيض ولها صبغة أخلاقية، وأن هذا يجب أن يوجه سياسة الولايات المتحدة في خطاب شهير حول التهديد السوفييتي، وأعلن الالتزام بأمن الولايات المتحدة في إطار أخلاقي، وفي 18 أبريل 1983، بعد شهر واحد وعشرة أيام من خطاب "إمبراطورية الشر" المثير للجدل، وُضعت إدارة ريغان على المحك باستهداف السفارة الأمريكية في بيروت بانفجارات حطمت واجهة المبنى ومات ثلاثة وستون شخصًا، سبعة عشر منهم من الأمريكيين وتم تنفيذ العملية الإرهابية بواسطة عربة مفخخة في لبنان، ولكن واشنطن لم تفعل شيئًا للرد ولذلك أصبح هذا الهجوم مجرد مقدمة.
بعد ستة أشهر، في 23 أكتوبر، تعرض مشاة البحرية الأمريكية لما يمكن أن يعتبر أكبر انفجار غير نووي تم تفجيره على وجه الأرض وتسببت قوة تأثيره في تحطيم الأبواب المقفلة على بعد 256 قدمًا وتقطيع الأشجار الموجودة على بعد 370 قدمًا وتقشيرها تمامًا وفي برج مراقبة المرور في مطار بيروت الدولي، على بعد أكثر من نصف ميل، تحطمت جميع النوافذ وانصهرت قطبان الحديد في ثكنات مشاة البحرية، والتي كانت مصنوعة من الخرسانة المسلحة، كما وصفها شاهد خبير وتسبب الانفجار في حفرة في الأرض يزيد عمقها عن ثمانية أقدام وتحولت ثكنات مشاة البحرية المكونة من أربعة طوابق إلى خمسة عشر قدماً من الأنقاض، وكانت المذبحة لا توصف فقد قُتل 241 عسكريا أمريكيا.
كانت واشنطن قد أرسلت قوات المارينز إلى لبنان "لتوفير وجود" كقوات حفظ سلام أثناء الحرب الأهلية وكانت مهمتهم هي مساعدة اللبنانيين على إخراج أنفسهم من الفوضى وتحديد مصيرهم (كما قال ريجان) وقد انعكست هذه المهمة الإنسانية المزعومة في قواعد الاشتباك التي تحكم مشاة البحرية: مُنعوا من حمل الأسلحة ذات الذخيرة الحية في غرفهم ومن الواضح أن رد واشنطن على الهجمات كان هزيلا، وشجع الانسحاب الأمريكي المتشددين في جميع أنحاء العالم ومن المؤكد أن أسامة بن لادن كان يشاهد كل هذه المسرحية. قال في عام 1998: "لقد شهدنا في العقد الماضي، تراجع الحكومة الأمريكية وضعف الجندي الأمريكي المستعد لخوض الحروب الباردة وغير المستعد لخوض حروب طويلة وقد ثبت ذلك في بيروت عندما فر جنود المارينز بعد انفجارين"، كان التصرف الأمريكي حافزًا للتكفيريين على المغامرة أبعد من ذلك والشعور بأنهم قادرون على العمل مع الإفلات من العقاب.