الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«يستغلون الجهل».. كيف أوقفت وكالة سويدية تمويل تنظيم الإخوان؟

الرئيس نيوز

خصص المرصد الأوروبي للتطرف تقريرًا يتحدث عن حرمان منظمة الشباب السويدية المنتسبة لتنظيم الإخوان من التمويل الحكومي الذي توفره الوكالة السويدية للشباب والمجتمع المدني، وهي الوكالة الحكومية السويدية التي اعتادت تمويل أجزاء من أنشطة المنظمة وهذه هي الحالة الأولى في السويد التي يتم فيها حرمان منظمة تابعة للإخوان من التمويل لأنها مرتبطة بتنظيم إرهابي وإيديولوجية خطيرة وغير ديمقراطية ورصد التقرير بالتفصيل الإجراءات التي أدت إلى قرار حجب التمويل عن هذه المنظمة التابعة للإخوان المسلمين، وهي إجراءات بدأت في عام 2020 وفصلت فيها مؤخرًا المحاكم السويدي بشكل قاطع في نهاية المطاف.
تأسست المنظمة الإخوانية في السويد في عام 1991 وتم حلها في عام 2020، بقرار إداري وأيد القضاء في السويد القرار لاحقًا، وكانت تدعي أنها منظمة شبابية سويدية وطنية، كما كانت تدعي أنها تضم أربعين منظمة جامعة في جميع أنحاء السويد، وكعادة الإخوان في المبالغة، زعمت أن لديها ما يقرب من 5000 عضو، وكانت تنظم ندوات ومعسكرات ومؤتمرات حول قضايا مثل الإسلاموفوبيا، وهو الفزاعة التي يستخدمها الإخوان عادة ضد الأوروبيين، وكان خطابها الرئيسي يدور حول الهوية الإسلامية وغالبًا ما مثلت المسلمين في وسائل الإعلام.
وذكرت أنها منظمة ديمقراطية تهدف إلى تعزيز التعليم الديمقراطي بين الأطفال والشباب المسلمين ومع ذلك، وكما يوضح التقرير، فقد تضمنت أيضًا عناصر غير ديمقراطية ولم تفعل ما يكفي لمعالجة الشكاوى التي قدمت ضدها للحكومة السويدية وبالتالي تم حل المنظمة الإخوانية المتخفية في ثوب العمل الشبابي في النهاية بسبب خسارة آخر قضية قضائية ضدها.
ونظرًا لأن المنظمة التي تعرف في السويد بالأحرف الأولى (SUM) لم تعترف أبدًا بالانتماء إلى أيديولوجية الإخوان، فقد نُسبت المشكلات التي أثيرت فيما يتعلق بهم إلى المسلمين والإسلام وهذا يعني، من بين أمور أخرى، أن الإسلام قد تم تصويره على أنه معاد للسامية بطبيعته في السويد وقد تسبب ذلك في إلحاق الضرر بالإسلام والمسلمين وزاد من قلة البحث حول الفرق بين الإسلام كدين له احترامه وقيمه ومبادئه وبين الإسلام السياسي وأيديولوجية الإخوان في السويد وقام عدد قليل من الأكاديميين بدور إجراء هذا البحث بالفعل، ولكن يوجد في السويد باحثون يدعمون الإسلام السياسي، كما يوجد عدد كبير ممن يعرفون حقيقة الإخوان ولكنهم يلتزمون الصمت، وكما هو الحال هناك أيضًا من يجدون مصلحتهم مع الإخوان فيستمرون في دعمهم.
على الرغم من أن تنظيم الإخوان يستغل ويبتكر ويسيء استخدام الاتهامات المتعلقة برهاب الإسلام، إلا أنه من الناحية الموضوعية، توجد مشاعر معادية للمسلمين وتغذي الرواية التي يتبناها الإخوان من خلال تأكيد رؤيتهم المبالغ فيها وحديثهم عن تآمر عالمي ضدهم وهذا يعني أن رواية "الحرب ضد الإسلام" التي يروجها قادة الإسلام السياسي قد تم بناؤها جزئيًا بواسطة نشطاء مناهضين للإسلام ونادرًا ما يأخذهم صانعو السياسة على محمل الجد. 
ومن ثم، فإن أولئك الذين يبالغون في تضخيم تيار معادٍ للإسلام لم ينجحوا أيضًا في الوصول إلى صانعي السياسة في سعيهم لزيادة الوعي بمشكلة الحركات الإسلامية السياسية، وفي مواجهة النفوذ الإسلامي في أوروبا، ساهمت المبالغة في معاداة المسلمين والاستغلال السيء لوسائل الإعلام في ترويج الأكاذيب في تأخير الرد الفعل الحكومي والقضائي في كثير من الحالات و لذلك، تُظهر حالة وقف تمويل المنظمة الإخوانية في السويد أهمية العلم في مواجهة الجماعات الإسلامية والحاجة إلى مزيد من إجراء الأبحاث حول طبيعة دعوة الإسلام السياسي من أجل حلول بناءة للتحديات التي تواجهها أوروبا.