السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التلوث يهدد الإنتاج السمكي والحياة المائية في الفيوم

الرئيس نيوز

تقع محافظة الفيوم بين الأراضي الزراعية المروية والصحراء الصخرية جنوب غرب القاهرة، وكانت بحيرة قارون ذات يوم مليئة بأسماك البلطي والباس والدنيس والجمبري مما يوفر صيدًا سخيًا للصيادين من القرى المجاورة ووفقًا لتقرير نشرته رويترز، يقول الصيادون إن التلوث الناجم عن الجريان السطحي للزراعة والنفايات الصناعية والمنزلية أفسد جمالها في السنوات الأخيرة ودفع تلك المخزونات السمكية للانهيار، ودمر مجال الصيد الذي وفر العمل وسبل العيش لأجيال متتالية، ونقلت عن الصياد فرج عبد الستار عوض قوله: "البحيرة كانت سخية جدا وكل أنواع السمك وفيرة ومذاق السمك كان الأفضل والأسعار كانت جيدة ولكن البحيرة أصبحت ملوثة، لذلك بدأ الناس في البحث عن بدائل للصيد" وقال شقيقه رمضان، وهو صياد أيضًا، وهو جالس على قاربه على شواطئ البحيرة المليئة بالقمامة، إنه لا يزال من الممكن العثور على أسماك صغيرة قليلة القيمة هناك. 
وقام بعض الصيادين السابقين بتكييف قواربهم الخشبية الصغيرة لتقديم رحلات يومية لزوار عطلة نهاية الأسبوع القادمين من القاهرة، بينما هاجر آخرون إلى مدن في شرق أو جنوب مصر وتقع البحيرة التي يبلغ طولها 42 كيلومترًا (26 ميلًا) تحت مستوى سطح البحر وكانت تغذيها فيضانات النيل في عصور الحضارة المصرية القديمة والآن يتم تلويثها بمياه الصرف وأصبحت مالحة بشكل متزايد، مع إدخال الأنواع البحرية لتحل محل أسماك المياه العذبة.
تُزرع الأراضي الزراعية النادرة في مصر على طول نهر النيل بشكل مكثف، وقد أضر الجريان السطحي الزراعي بجودة المياه في بحيرة قارون، وهي مشكلة موثقة في دراسة حكومية عام 2017 والتي أشارت أيضًا إلى زيادة الملوحة بسبب التبخر كما كشفت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة Environmental Science and Pollution Research، وهي مجلة دولية، تلوثًا أعلى من المعتاد بالمعادن بما في ذلك النحاس والزنك والكادميوم والرصاص.
وقال مجدي علام، الخبير البيئي في مركز معلومات المناخ المصري، وهو مجموعة بحثية رسمية، لرويترز إن العمل جار لتنقية مياه الصرف الصحي المحلية وقطع بحيرة قارون عن الصرف من المزارع القريبة ولكن مياهها تدهورت بسرعة جزئياً لأنها بحيرة داخلية وأضاف "البحيرات المغلقة ... لديها نظام بيئي أكثر هشاشة من البحيرات الأخرى التي لها منفذ مفتوح إلى البحار والمحيطات" وحاول بعض الصيادين الانتقال إلى وادي الريان، وهي واحة قريبة، ولكن وجد أيضًا أنها ملوثة في دراسة عام 2020 ويقول محسن مفرح، صاحب مطعم محلي للمأكولات البحرية، إن المنطقة كانت تنتج ما يكفي من الأسماك لتصديرها إلى المدن الكبرى وأكد "كان عدد الأسماك في ذلك الوقت غير معدود، نحو 20 أو 30 طنا في اليوم. في الوقت الحاضر، حتى كيلوجرام واحد".