السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

"أزمة سد النهضة"..هل يؤثر تعيين سويلم على إدارة ملف المياه فى مصر ؟

الرئيس نيوز

عين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزيرا جديدا للري يتمتع بخبرة واسعة في الموارد المائية وسط أزمة ندرة المياه والتحدي الأكبر الذي يفرضه إنشاء إثيوبيا لسد كهرومائي كبير على النيل الأزرق، أهم روافد النهر الخالد، ويأتي تكليف الوزير الجديد متزامنًا مع استمرار تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي، بينما تركز القاهرة على ترشيد استهلاك المياه وتعظيم مواردها المائية.
وفي 14 أغسطس الجاري، عين الرئيس عبد الفتاح السيسي هاني سويلم، الذي يتمتع بخبرة واسعة في تحلية مياه البحر وإدارة الموارد المائية، ليحل محل وزير الري السابق محمد عبد العاطي وقد عمل الوزير الجديد كأستاذ في إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة وترأس قسم إدارة تغير المناخ والمياه في جامعة آخن في ألمانيا كما أسس أول مركز في الشرق الأوسط للتنمية المستدامة وبحوث تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

ويحمل سويلم أيضًا درجة الماجستير في إدارة الموارد المائية من جامعة ساوثهامبتون بإنجلترا وعمل سابقًا لدى الأمم المتحدة كمنسق لبرامج التعليم والتدريب في مجال إدارة المياه ولعب وزير الري الجديد دورًا رئيسيًا في أزمة المياه قبل توليه منصبه حيث كان مسؤولاً عن استراتيجية الحكومة لإدارة المياه والطاقة لإنتاج الغذاء وقاد هاني سويلم فريقًا بحثيًا لإجراء أول بحث في مصر حول استخدام الطاقة الشمسية في تحلية مياه البحر.
وذكر موقع المونيتور الأمريكي أن تعيين سويلم جاء في إطار خطة الحكومة لخفض استهلاك المياه إلى الحد الأدنى، لا سيما بعد تشديد إثيوبيا لسدها الكهرومائي الذي يشتبه في أنه أداة من أجل السيطرة على النيل والانتهاء من مرحلة الملء الثالثة للسد، وتتمحور خبرة سويلم وعمله السابق حول تحلية المياه والاستخدام المحدود للموارد المائية، واختيار سويلم وزيراً جديداً يتماشى مع نهج الحكومة لخفض استخدام المياه وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي، وبالفعل قال سويلم في أول تصريح له بعد توليه منصبه في 14 أغسطس: "ستستخدم وزارة الري التكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع جميع الجهات ذات الصلة في الداخل والخارج في محاولة للحفاظ على المياه في مصر والاستفادة من جميع الموارد المائية المتاحة".

وتابع سويلم: "إن أزمة المياه والندرة التي تواجه مصر سيتم التعامل معها وفق خطط مدروسة بالتعاون مع خبراء على المستويين المحلي والدولي للاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال. من الأهمية بمكان وضع مشاكل المياه في مصر على جدول الأعمال العالمي"، ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها في 14 أغسطس عن مسؤول سابق بوزارة الري المصرية قوله: "وزير الري الجديد، هاني سويلم، كان ضمن لجنة التفاوض المصرية في محادثات سد النهضة في وقت سابق والحكومة حريصة على الدفع بلاعبين جدد في إدارة الأزمة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على المفاوضين الإثيوبيين في حالة استئناف المحادثات.

ومن المتوقع أن يساهم سويلم في دفع خطة إدارة نظام المياه في مصر، في وقت تعمل فيه الحكومة بشكل مكثف لإطلاق عدة مشروعات للتغلب على نقص الموارد المائية، وذكر الوزير الجديد أنه شارك في الأمور المتعلقة بمسألة سد النهضة على مدى السنوات الأربع الماضية في عهد سلفه عبد العاطي.

وأشار المونيتور إلى أن لملف سد النهضة جوانب مختلفة سياسية وقانونية وتقنية وأن الوزير الجديد مهتم بالجانب الفني ويؤمن بأن موقف مصر واضح، فالقاهرة تريد الحفاظ على الحقوق المصرية مع مساعدة الدول الأفريقية بشكل عام في الحصول على حقوقها دون المساس بحقوق مصر المائية، ويعد الوزير الجديد من بين الأصوات البارزة التي أثارت مخاوف بشأن سلامة السد.

في 4 يوليو، قال سويلم، الذي كان لا يزال المدير التنفيذي لوحدة اليونسكو في جامعة آخن في ذلك الوقت، في بيان: "أثارت لجنة الخبراء الدولية التي شكلتها مصر وإثيوبيا والسودان لدراسة سد النهضة في 2013 تساؤلات حول سلامة السد، فإذا وصل منسوب المياه إلى 595 مترًا، مع وجود تصدعات في جسم السد، فقد يؤدي ذلك إلى انهياره، ويتمتع سويلم بعلاقات خارجية كبيرة مع المنظمات الدولية بسبب خبرته التي قد تساهم في إثارة قضية المياه في مصر على مستوى العالم.