"قتالًا عنيفًا"..ماذا يحدث فى العاصمة الليبية؟
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس السبت، إلى "وقف فوري" للأعمال العدائية في ليبيا بعد يوم من الاشتباكات الدامية المتصلة بين الفصائل السياسية في العاصمة الليبية طرابلس، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مسؤول بوزارة الصحة في طرابلس قوله إن 23 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات خلال القتال وأضاف المسؤول أن من بين القتلى الممثل الكوميدي الليبي الشاب مصطفى بركة.
وكانت ليبيا غارقة في حالة من الفوضى منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 والتي أطاحت بالحاكم الذي ظل لفترة طويلة معمر القذافي، وعلى الرغم من ذلك، تمتعت البلاد بفترة هدوء نسبي خلال العامين الماضيين وحاولت القوات المسلحة التابعة لحكومة طرابلس، السبت، صد قافلة من الميليشيات الموالية لرئيس الوزراء فتحي باشاغا، الرجل الذي يعترف به البرلمان في شرق البلاد ووردت أنباء عن نيران أسلحة خفيفة وانفجارات في عدة مناطق بالعاصمة كما يمكن رؤية الدخان الأسود يتصاعد في جميع أنحاء المدينة وذكرت خدمات الطوارئ إن عددا من المستشفيات أصيب بأضرار بسبب الاشتباكات كما تم إجلاء الأشخاص من المناطق المحيطة بالقتال وذكرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن القتال اشتمل على "قصف عشوائي متوسط وثقيل في أحياء مأهولة بالمدنيين" ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وكانت الدولة الغنية بالنفط تتمتع بأحد أعلى مستويات المعيشة في إفريقيا، مع رعاية صحية مجانية وتعليم مجاني ولكن الاستقرار الذي أدى إلى ازدهارها تحطم وشهدت طرابلس قتالًا متكررًا بين القوى المتناحرة منذ 2011.
وقالت شبكة سي إن إن الإخبارية أن قتالا عنيفًا قد اندلع في العاصمة أثناء ساعات الليل حيث تبادلت الفصائل المتناحرة إطلاق نار كثيف ودوى عدد من انفجارات في أنحاء المدينة وكشفت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الاشتباكات بين عشرات المباني، بما في ذلك المباني السكنية، المدمرة وتحطيم وإحراق عدد من السيارات.
وأعلنت حكومة عبد الحميد الدبيبة على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن الاشتباكات "اندلعت بسبب إطلاق مجموعة عسكرية النار بشكل عشوائي على قافلة تمر في منطقة شارع الزاوية، بينما كانت الجماعات المسلحة تتجمع عند البوابة 27 غرب طرابلس وبوابة جبس جنوب طرابلس"، ويقع مقر رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد دبيبة في طرابلس في الجزء الغربي من ليبيا بينما يقع مقر البرلمان في طبرق شرقي البلاد مقر حكومة منافسة يقودها رئيس الوزراء فتحي باشاغا.
كان باشاغا يحاول دخول طرابلس والاستيلاء عليها لإيمانه بأن حكومة الوحدة الوطنية غير قانونية ويجب أن تتنحى ولكن حكومة الدبيبة ترفض ذلك وتزعم أن السلطة يجب أن يتم تسليمها سلميا من خلال الانتخابات، وليس القوة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف الليبية على الانخراط في حوار حقيقي لمعالجة المأزق السياسي الحالي وعدم استخدام القوة لحل خلافاتهم. كما دعا الأطراف إلى حماية المدنيين والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تفاقم الأوضاع المتفجرة بالفعل، وقال المتحدث باسم الامين العام ستيفان دوجاريك ان "تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات"، وأضاف دوجاريك: "تظل الأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعي الحميدة والوساطة لمساعدة الجهات الليبية على رسم طريق للخروج من المأزق السياسي الذي يهدد بشكل متزايد الاستقرار الليبي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس".
من جانبه، حث السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد بي نورلاند على أهمية "تجنب الاشتباكات العنيفة في طرابلس"، بحسب تغريدة من السفارة الأمريكية في ليبيا وأكد نورلاند إنه ناقش مع رئيس المجلس الرئاسي المنفي يوم الجمعة الحاجة إلى وقف التصعيد، وأضاف في تغريدة عبر تويتر: "اتفقنا على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على أساس دستوري والتقدم نحو الانتخابات، وكذلك على أهمية اتخاذ خطوات لتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة عائدات النفط الليبي".
كما قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تغريدة يوم السبت إنها "تشعر بقلق عميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة بما في ذلك القصف العشوائي المتوسط والثقيل على الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمنشآت المدنية بما في ذلك المستشفيات"، وأضافت التغريدة أن "الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمباني المدنية".