الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف خرج الظواهري من عباءة تنظيم الإخوان الإرهابي؟

الرئيس نيوز

تتبعت بياتريس يوبيرو، في تقرير نشره موقع اتالاير الإسباني بايات أيمن الظواهري مع الإرهاب والتطرف، ففي سن الخامسة عشرة، اعتقل أيمن الظواهري بسبب مشاركته في أنشطة تنظيم الإخوان الإرهابي ودعمه، وأكد التقرير أنه بعد أن قضت الولايات المتحدة على أيمن الظواهري، فإن العالم يتنفس الصعداء أخيرًا، فالظواهري، أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في السنوات الأخيرة وكان هو أيضًا القوة الدافعة وراء تنظيم القاعدة الإرهابي، وبذلك كررت القوات الخاصة الأمريكية بنجاح العملية التي أودت بحياة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن (1957-2011)، وقُتل أيمن الظواهري، خليفة العقل المدبر لهجوم 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص، عن عمر يناهز 71 عامًا في منزل آمن كان يقيم فيه منذ وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان. 
ومن العاصمة، كابول، واصل الإرهابي تهديد الآلاف من الأرواح، من خلال موقعه على رأس قيادة التنظيم، الذي بدا وكأنه يتعافى من الضربات الشديدة التي أبقته في الخلفية مع انشغال الحلفاء الغربيين بقتال منافس القاعدة؛ تنظيم داعش، وكثف الظواهري في فترات معينة بث مقاطع فيديو دعائية تركز على قضية فلسطين والجهاد العالمي وإلهام الجماعات الإرهابية الأخرى.
ولد الظواهري في مصر في 19 يونيو 1951، وتخرج من كلية الطب في 1974، وبذلك كاتن من المفترض أن يواصل التاريخ المهني لعائلته، فقد كان والده أستاذًا لعلم العقاقير في جامعة القاهرة، وكان جده إمامًا في الأزهر، وكان أحد أعمامه الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية.
وفي مصر العلمانية، ألقي القبض على الظواهري في سن الخامسة عشرة لانتمائه إلى تنظيم الإخوان المتطرف، كان ذلك في الستينيات، وتغلغلت كتابات وأفكار المؤسس الثاني للإخوان، سيد قطب، في تطور شخصية الظواهري الشاب والدائرة الصغيرة التي حرص على أن يحيط به ويتميز الهيكل الهرمي لتنظيم الإخوان ببعض الخصائص، بما في ذلك حقيقة أنه يصل إلى كافة الشرائح الاجتماعية ويبني مظلة عازلة من شأنها منع الدولة من امتلاك القدرة أو النية لاختراق الفئات الأكثر حرمانًا عن طريق الثقافة والتعليم والدعم الاقتصادي وخلال تلك السنوات، كان سيد قطب ينشر الكتاب الذي دافع عنه الظواهري بقوة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، "المعالم" التي قال فيها: "لقد فقد الغرب حيويته وفشلت الماركسية وفي هذا المنعطف الحاسم والمحير، لقد حان الوقت للإسلام والمجتمع المسلم" ومن وجهة النظر هذه، تطور الظواهري من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ باعتباره إسلاميًا متطرفًا وفي الواقع، قبل عام من تخرجه في عام 1973، أصبح مؤسس حركة الجهاد الإسلامي المصرية المعارضة للحكومة العلمانية في مصر، وسعى إلى الإطاحة بها بوسائل عنيفة وأودى تعصب الظواهري بحياة أكثر من 1200 مصري خلال التسعينيات.
ومع ذلك، وعلى الرغم من استمرار نشاطه مع مرور الوقت، تخصص الظواهري في جراحة العيون في عام 1978، وخلال هذه الفترة، ظل بعيدًا عن الأنظار فيما يتعلق بفكره المتطرف وافتتح عيادة للعيون في العاصمة المزدحمة بالقاهرة لفترة قصيرة من العمر قبل أن تأخذ حياته منعطفًا، متخليًا عن حياته المهنية وعائلته ليتخذ له مسارًا آخر، ووفقًا للكاتب الأمريكي توماس رايت، في كتابه "سنوات الإرهاب''، كان الظواهري رجلاً ذكيًا وخجولًا ولكنه قوي الإرادة لديه قناعة راسخة بأن العرب لا يمكن أن يحكمهم إلا معاصروهم باتباع أكثر التفسيرات تطرفاً للإسلام.
وحول عملية تصفية الظواهري، قال التقرير: "عادةً ما يتم توجيه صواريخ هيلفاير جو-أرض بضربة ليزر عالية الدقة، وفقًا لمركز دعم اقتناء الجيش الأمريكي وعلى وجه التحديد، يمكن أن يكون النموذج الذي قتل الظواهري هو صاروخ هيلفاير آر إف إكس، الذي لديه القدرة على نشر سلسلة من الشفرات والشظايا وقتل العدو المستهدف عند اصطدام الشظايا به، وكما أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال بدقة، فإن مثل هذه الصواريخ لها "هالة من ستة شفرات طويلة مخزنة بالداخل" لتنتشر عبر جسم الصاروخ قبل ثوان من الاصطدام، بهدف ضمان تمزيق "أي شيء في مساره".
وبعد ذلك، تواصل حركة طالبان، في محاولة للدفاع عما كان من أكبر الضربات التي وجهت للتنظيم وكشف خرق أمني كبير داخله، مراقبة المرور عبر المنطقة التي تم قصفها وحتى منع الصحافة من الاقتراب من الموقع، بحسب مراسل بي بي سي سيكوندر كرماني وجاء نجاح العملية، التي استغرق إعدادها شهورًا وشارك فيها جو بايدن بنشاط، عند نقطة تحول بالنسبة لحكومته، فقد شارك الرئيس الأمريكي، الذي عانى الإصابة بكوفيد-19، في اجتماعات الأمن والتخطيط للهجوم، وأعطى الضوء الأخضر لها في 25 يوليو وبعد نجاح العملية، حظي بايدن بلحظة مجده في وسائل الإعلام، التي كانت تنتقده بشدة.
في الواقع، بعد شهور من التشكيك في قدرته على الحكم، بدأ بايدن أخيرًا في التقدم. بعد تقديم الخطة البيئية الطموحة للبلاد والتحدي الاستراتيجي للصين، واحتاج بايدن إلى انقلاب له تأثير دولي، ولم يكن هناك دعاية أفضل من إنهاء حياة أكثر الإرهابيين المطلوبين حتى الآن، على غرار المشهد الاستعراضي الذي لعب دور البطولة فيه الرئيس السابق باراك أوباما، بعمليةى مشابهة لتصفية أسامة بن لادن في أبوت آباد، باكستان.
خلافة الظواهري
يسعى تنظيم القاعدة الآن بشكل يائس إلى زعيم جديد ومن أبرز الأسماء المصري سيف العدل، الذي، بحسب الخبراء، لديه ما يكفي من الدعم ليكون أحد المرشحين المفضلين على الرغم من حقيقة أن علاقاته التجارية مع إيران يمكن أن تكون عقبة أمام التنظيم، وعبد الرحمن المغربي؛ صهر الظواهري، وعاد اسم الإرهابي الإيراني سيف العدل المصري، الملقب بـ "سيف الانتقام"، إلى الظهور كخليفة محتمل للظواهري في قيادة القاعدة، من أصل مغربي، كان هذا العضو في القاعدة، المعروف باسم محمد أباتي، مسؤولاً عن الذراع الإعلامية والدعاية للقاعدة، وهو حاليًا رئيس فرع التنظيم الإرهابي في إيران، بحسب صحيفة الأحداث المغربية اليومية كما كان مسؤولاً عن تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان في عام 2012، وهناك أيضًا إرهابي معروف باسم "ثعلب القاعدة"، وتمكن من التملص من أجهزة المخابرات الأمريكية، بل واعتبر ميتًا لسنوات ومع ذلك، مهما كان القرار، ستعلن القاعدة في الأيام المقبلة من هو أخيرًا خليفة لواحد من أخطر الإرهابيين في العقود الماضية، أيمن الظواهري.