الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نيوزويك: الصين القوة العالمية المفضلة لدى العرب رغم التحديات

الرئيس نيوز

كشف استطلاع جديد للرأي حصلت عليه مجلة نيوزويك مسبقًا، وحصريًا، عن أن الصين تتقدم على الولايات المتحدة تفضيلاً وشعبيةً بين شعوب سبع دول عربية على الأقل، حيث يستمر التواصل الطموح لبكين في إيجاد أرض خصبة في منطقة تركت فيها واشنطن وراءها إرثًا صعبًا ولكن الاستطلاع كشف كذلك تحديات تواجه الجهود الصينية لكسب القلوب والعقول في العالم العربي، حيث توجد درجة معينة من الشكوك تجاه ما تقدمه بكين.

وأجرى الباروميتر العربي، وهو شبكة بحثية غير حزبية مقرها جامعة برينستون الأمريكية والتي تجري استطلاعات الرأي عالية المستوى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2006، هذا الاستطلاع بناءً على ما يقرب من 23000 مقابلة في جميع أنحاء العراق والأردن ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب، علاوة على مقابلات مع بعض سكان الأراضي الفلسطينية وتونس والسودان خلال الفترة بين أكتوبر 2021 وأبريل 2022 بهامش خطأ حوالي نقطتين في كل دولة.

وكشفت نتائج الاستطلاع، التي سيتم إعلانها قريبًا على موقع البارومتر العربي على الإنترنت، أنه فقط في المغرب، الذي كان لديه أعلى الآراء من كلا البلدين، كان لدى المشاركين وجهة نظر أكثر إيجابية قليلاً عن الولايات المتحدة (69٪) من الصين (64٪)، و في الأردن، (51٪ لكل منهما) وحققت الصين نفس الرقم (51٪) في لبنان، لكن الولايات المتحدة كانت أقل بتسع نقاط  (42٪).
أولئك الذين لديهم تصورات إيجابية عن الولايات المتحدة كانوا أقلية في معظم البلدان الأخرى، باستثناء السودان، حيث كانت الولايات المتحدة (57٪) خلف الصين بثلاث نقاط فقط (60٪)، وفي موريتانيا، حيث سجلت الولايات المتحدة بالضبط النصف (50٪)، بينما تقدمت الصين بفارق 13 نقطة بنسبة 63٪.

وسجلت الصين أيضًا تقدمًا من رقمين (50٪) مقابل الولايات المتحدة (33٪) في تونس وليبيا، حيث كان لدى أقل من النصف بقليل نظرة إيجابية للصين (49٪) وكان أقل من ذلك لديه وجهة نظر إيجابية عن الولايات المتحدة (37٪) وكان للفلسطينيين أدنى آراء في كلا البلدين، على الرغم من أن الصين بنسبة 34٪ حققت أكبر تقدم لها في جميع الدول مقابل الولايات المتحدة، والتي جاءت بنسبة 15٪ فقط.

وناقش مايكل روبينز، المدير والباحث الرئيسي المشارك في استطلاع الباروميتر العربي نتائج الدراسة مع مجلة نيوزويك، قائلاً: "عادت الصين إلى الظهور مؤخرًا كقوة عالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتدخلت الصين بعدد من المزايا، مع القليل من التشابكات الإقليمية والرغبة المعلنة في البقاء غير السياسي في المنطقة من خلال مبادرة الحزام والطريق، وزادت مستويات المشاركة الاقتصادية لبكين في جميع أنحاء المنطقة” وأضاف: "بالنظر إلى التدخل المباشر للعديد من القوى الأخرى، ربما بدا موقفها السياسي الأكثر حيادية منعشًا للعديد من المواطنين العاديين في جميع أنحاء المنطقة".

وانتقد المسؤولون الصينيون بشكل متكرر التدخلات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان، واتخذوا موقفًا أكثر حيادية بشأن القضايا الجيوسياسية في تعاملات بكين التجارية المكثفة مع الشركات الإيرانية والإسرائيلية والفلسطينية والسعودية، من بين آخرين وباستثناء إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية، وقعت كل دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الدول السبع الأخرى التي شملها الاستطلاع من قبل الباروميتر العربي، على مبادرة الحزام والطريق.

وفي أواخر الأسبوع الماضي، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينج الولايات المتحدة وحلفائها "باختلاق ذرائع مختلفة مثل ما يسمى بامتلاك أسلحة الدمار الشامل لتصوير دول أخرى على أنها تهديدات وأحيانًا بدون أي سبب وجيه وبشكل صارخ من أجل تبرير شن ضربات عسكرية وحتى شن حروب على دول مستقلة ذات سيادة"، وفي تصريحاتها التي جاءت ردا على الاتهامات الأمريكية بشأن مناورات جيش التحرير الشعبي حول جزيرة تايوان المتنازع عليها، دعت على وجه التحديد إلى محاسبة المسؤولين الأمريكيين عن "المآسي الإنسانية" في دول مثل العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان، وهي الهدف الأول للولايات المتحدة التي قادت ما تسميه باسم "الحرب على الإرهاب" التي امتدت إلى الشرق الأوسط ومحيطه في آسيا وأفريقيا لأكثر من عقدين.

وتساءلت ينج: "كم عدد المدنيين الأبرياء الذين أصيبوا وقتلوا؟ وكم عدد الأسر التي تمزقت وفقدت؟ هل قامت الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى المشاركة في العدوان بأي بحث عن أخطاء الذات بشأن هذه المآسي؟ هل شعروا حتى بشيء من الذنب بسبب التداعيات والكوارث الخطيرة التي تسببوا فيها؟ وهل قدموا أي اعتذارا لضحايا تلك الدول وهل قدموا لهم أي تعويضات؟"، وخلال المؤتمر الصحفي التالي الذي عقد يوم الاثنين الماضي، وجهت زميلتها وانج وين بين اتهامات مماثلة، وقالت وانج "منذ بعض الوقت، باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، تدخلت الولايات المتحدة بشكل تعسفي في الشؤون الداخلية للدول النامية وشنت تدخلات عسكرية وعدوان ضدها وهذا يشكل اكبر تهديد للامن الإقليمي والدولي".