السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

اعتماد قائم بأعمال السفير التركي فى مصر.. العلاقات بين القاهرة وأنقرة إلى أين؟

الرئيس نيوز

حالة من التقدم البطئ والحذر تخيم على طبيعة العلاقات المصرية التركية في الوقت الحالي؛ فبينما خرج الرئيس التركي رجب أردوغان منذ نحو ثلاثة أيام، خلال بث على فضائية "تي آر تي" يقول: "المباحثات الدبلوماسية التركية المصرية متواصلة علي المستوى الأدنى، وليس هناك ما يمنع ارتقاءها إلى مستوى رفيع، يكفي أن يكون هناك تفاهم متبادل، وأن نواصل نهجنا لبعضنا البعض بطريقة محكمة".
 فى الوقت ذاته تسلم القائم بأعمال السفير التركي في القاهرة، صالح موتلو شين، مهام عمله، عقب صدور قرار اعتماده قائمًا بأعمال السفير التركي بالقاهرة خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل الماضي.

ويمارس القائم بأعمال السفير التركي نشاطاً ملحوظاً على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، دشنه بسلسة من الجولات الميدانية قي شوارع القاهرة وفي مناطقها التاريخية، ويقوم بنشر لقطات مصورة له وهو في تلك الجولات عبر صفحته على موقع التواصل "فيسبوك".

وأجرى القائم بأعمال السفير التركي في مصر، العديد من الجلسات والاجتماعات الاقتصادية، وورش العمل التي تبحث فرص الاستثمار في مصر ودول أخرى، كما التقى بحسب وصفه رجال أعمال مصريين لبحث فرص الاستثمار بين تركيا ومصر، كما زار موتلو العديد من سفراء الدول العربية والأوروبية في مصر.

وانطلق "صالح" فى جولاته الميدانية منذ تعيينه في منصبه الجديد، فقد دأب على تأدية صلاة الجمعة في مساجد القاهرة التاريخية المختلفة، فضلًا عن جولاته في وسط القاهرة وتناوله الوجبات في المطاعم الشعبية وأكله لـ"الترمس باليمون"، فضلًا عن تناوله المشروبات الساخنة في المقاهي البلدي. 

كما نشر القائم بأعمال السفير التركي بالقاهرة، صورة له وهو على كورنيش النيل، وكتب قائلًا: "شريان حياة مصر، منبع الحضارة المصرية القديمة، تمشيتنا الأولى على كورنيش النيل المبارك الذي تحدث عنه اوليا شلبي".



ودخلت مصر في مباحثات استكشافية مع تركيا خلال الفترة الأخيرة، مما ترتب عليه توافق جزئي في بعض الملفات، وذلك وفق البيانات الرسمية الصادرة من الطرفين، فضلًا عن تعهد الجانبان بمواصلة تلك المباحثات.

الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، يقول لـ"الرئيس نيوز": "تعيين قائم بأعمال السفير التركي في القاهرة، كان نتيجة للمباحثات الاستكشافية بين القاهرة وأنقرة، ومصر لها قائم بأعمال السفير المصري في أنقرة، وهو الدبلوماسي عمرو الهمامي".



وعن الأنشطة الميدانية للقائم بأعمال السفير التركي، صالح موتلو، يوضح الباحث أشرف سالم، أنها جولات طبيعية يحاول من خلالها ترميم علاقة بلاده بمصر، وتصويرها بأنها لا تعادي مصر وأن الروابط التاريخية بين البلدين كبيرة ولا يمكن تجاوزها، لافتًا إلى أن السلطات التركية اختارت بعناية صالح موتلو ليكون قائمًا بأعمال السفير التركي في مصر، خاصة أن الأخير يتحدث العربية بطلاقة مما يسهل له عملية التواصل، وتابع: "السفير موتلو يختار الأماكن التي يذهب إليها بعناية لضمان وصول الهدف من تلك الجولات للرأي العام المتابع له".



وأكد سالم أن مصر ليست على عجل من إعادة العلاقات مع تركيا، وهذا على عكس الرغبة التركية التي تريدها سريعة وعميقة، لافتًا إلى أن ممارسات النظام في تركيا عمق الخلافات بشكل كبير مع مصر وأصبح معالجة تلك الملفات متشابك ويحتاج وقت طويل للقيام به.



وقال أردوغان أخيرًا: "لا يوجد سبب لعدم القيام بذلك (ارتقاء العلاقات المصرية التركية لمستوى رفيع)، من الممكن أن يحدث هذا. لأن الشعب المصري مسلم وشقيق، فالمسلم ليس في الوضع أن ينظر الي المسلم بطريقة سلبية". 
وتتشابك مصر وتركيا في العديد من الملفات، ويأتي على رأسها استضافة أنقرة عناصر إخوانية مطلوبة على ذمة قضايا إرهاب، فضلًا عن سماح أنقرة لهم بالظهور على فضائيات تبث من تركيا وتسخيرها لمهاجمة الدولة المصرية ومؤسساتها والتشكيك في سياساتها الداخلية والخارجية، كما ترفض مصر أي تواجد عسكري لتركيا في ليبيا، لأن ذلك يعد أمرًا مهددًا للأمن القومي المصري.



كما تتحفظ مصر على سياسات تركيا في ملف شرق المتوسط، وترى أن خطواتها تشعل منطقة حيوية من الممكن أن تكون نقطة انطلاق لتعاون إقليمي في ملف الطاقة واستخراج الغاز، وتؤكد القاهرة رفضها سياسات أنقرة في العراق وسوريا.



جولات عديدة