الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

تفاصيل اجتماعات أحمد بن بيلا بسفارة مصر بسويسرا.. كيف دعمت القاهرة ثورة الجزائر؟

الرئيس نيوز

 - السفير عمرو موسى: سلمت قائد الثورة الجزائرية أحمد بن بيلا مبلغًا ماليًا من مصر في سفارتنا بالمغرب

أوضح الدبلوماسي المصري المخضرم، عمرو موسى، الذي تولى مناصب وزير الخارجية، والأمين العام للجامعة العربية، ورئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور، كيف لعبت السفارة المصرية في سويسرا، دورًا في التواصل مع قيادات الثورة الجزائرية، وفي توصيل الدعم المالي لهم.

يقول في مذكراته التي تحمل اسم "كتابيه": "كان السفير فتحي الديب (سفير مصر في سويسرا) فاعلًا في القضية الجزائرية، وتربطه علاقات وثيقة جدًا بكل الشخصيات البارزة في الثورة الجزائرية؛ ذلك أن مصر كانت تدعم ثورة ذلك البلد العربي الشقيق المهم، وكان المناضل الجزائري أحمد بن بيلا من أكثر المقربين للقيادة المصرية آنذاك، وكانت تتواصل معه من خلال السفير الديب، منذ أن وكيلًا للمخابرات العامة، واستمر الأمر بعد أن أصبح سفيرًا لمصر في برن. وأعتقد أنه عين هناك لتسهيل الاتصالات بالقيادات الجزائرية التي كانت على وشك الخروج من السجن؛ تمهيدًا للاستقلال ويتوقع أن تتجه إلى سويسرا. وهو ما حصل بالضبط بعد فترة قصيرة من وصوله برن".

يتابع الوزير السابق، "في 19 مارس 1962م، خرج بن بيلا، ومحمد بوضياف، ومحمد خيضر، وحسين آيت أحمد، من السجن الفرنسي إلى السفارة المصرية في سويسرا، حيث أقاموا في منزل السفير. ولما كنت أنا الشاب الصغير الذي يعتمد عليه السفير في إنهاء الإجراءات والترتيبات والتنسيق مع السلطات السويسرية، فكنت قريبًا جدًا من قادة الثورة الجزائرية المفرج عنهم. لاحظت كيف أن بن بيلا كان مختلفًا عن الباقين، كان دائمًا في الدور العلوي من منزل السفير، والآخرون في الدور الأرضي، وكان أقربهم إليه محمد خيضر، الذي كان أكثرهم ترددًا عليه في جناحه الخاص".



عجز في 120 فرنكًا

وعن كيفية تقديم السفارة المصرية الدعم المالي لقيادات الثورة الجزائرية، يقول السيد عمرو موسى: "أذكر أن بن بيلا ورفاقه غادروا سويسرا إلى المغرب في طريقهم إلى الجزائر، وطلب مني السفير الديب السفر إلى المغرب؛ كي أسلمهم مبلغًا من المال. ذهبت بالفعل يوم 22 يوليو 1962م، أي قبل احتفال السفارة بعيد ثورة 23 يوليو بيوم واحد. سلمتهم المبلغ، وقلت لمن قابلني: أريد أيصالًا يفيد استلامكم. كانوا على علم بقيمة المبلغ قبل وصولي إليهم. عدوه فوجدوه ناقصًا بمقدار 120 فرنكًا فرنسيًا؛ فقال أحدهم سنحرر لك إيصالًا بالمبلغ كاملًا، فرفضت بشدة؛ وقلت لهم: اكتبوا في الإيصال الرقم الذي استلمتموه مني بالفعل من دون زيادة أو نقصان".

يوضح الوزير السابق، "بعد عودتي، قال السفير الديب: لماذا لم تكتب المبلغ كاملًا في الإيصال؟ قلت: لو كنت قد سرقت الـ120 فرنكًا لكنت فعلت ذلك، فضحك، وكان بن بيلا قد اتصل به وقص عليه قصة طلبي للإيصال وما حدث فيها؛ فقدر السفير تصرفي، وظل يثق في أمانتي الشخصية حتى نهاية خدمتي معه، وكان شديد الاعتماد عليّ".