الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مستشفى العباسية.. تاريخ سيئ السمعة سياسيًا وإداريًا

الرئيس نيوز

جددت واقعة وفاة الباحث الاقتصادي أيمن هدود، الجدل بشأن مستشفى العباسية وما يدور حولها من سوء سمعة سياسية وإدارية، فالعباسية هي المسئولة عن تقييم الحالة العقلية والنفسية للمتهمين المحالين إليها وفق قرارات النيابة العامة، لإعداد تقارير السلامة العقلية بعد العرض على لجنة طبية ثلاثية ووضع المتهمين تحت الملاحظة لمدة 21 يوم.

إلا أن حالة من التشكك تدور في الأوساط السياسية بشأن ما يتم إعداده من تقارير خاصة ببعض المتهمين بقضايا سياسية أو أولئك المتهمين بقضايا جنائية من ذوى الخلفية السياسية أيضا.

واقعة وفاة "هدهود" بالعباسية، فتحت الباب من جديد لتقييم نزاهة المستشفى وتقاريرها بشان ما يحال إليها من متهمين.

وفاة الباحث الافتصادي أيمن هدهود بمستشفى العباسية


فوجئ  أسرة "هدهود" بتلقي اتصال بوفاة ابنهم ويطلب منهم التوجه لمستشفى العباسية لاستلام جثته، وكان هدهود قد اختفى مطلع فبراير الماضي دون الاستدلال على مكانه، حتى استدعت إحدى الجهات الأمنية أخويه وإبلاغهم أنه قيد التحقيق، قبل أن يتم إحالته للنيابة العامة للتحقيق معه بتهمة محاولة كسر شقة بالزمالك، بحسب ما ورد فى بيان النيابة العامة.

و أعلنت النيابة العامة أنها تلقت بلاغًا في بداية فبراير الماضي من حارس عقار بحي الزمالك بدخول أيمن هدهود إلى العقار الذي يحرسه، ومحاولته فتح إحدى الشقق به، وهذيانه - آنذاك - بكلمات غير مفهومة، فأمسك به وحضرت الشرطة وألقت القبض عليه.

وتشككت النيابة في سلامة قواه العقلية، فاستصدرت أمرًا من المحكمة المختصة بإيداعه أحد المستشفيات الحكومية لإعداد تقرير عن حالته النفسية، وأودعته النيابة العامة بإدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس القومي للصحة النفسية بالقاهرة بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية؛ لإعداد تقرير طبي عقلي عن حالته، ومدى مسئوليته عن أفعاله وقت ارتكاب الواقعة، لكنه توفي فيما بعد في المستشفى نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.

بيان حزب الإصلاح والتنمية بشأن وفاة هدهود

وأكد الحزب أنه بانتظار نتائج التحقيقات النهائية التي تجريها النيابة العامة بشأن الواقعة التي لا تزال قيد التحقيق وذلك حتى يتسنى لنا جميعا معرفة الحقيقة والمحاسبة القانونية في حالة ما تبين وجود مسئولية طبية أو تقاعس إداري من جانب المستشفى التي تم إيداع المذكور بها نظرا لإنكار إدارة المستشفى أكثر من مرة وجوده بها فضلا عن أنه لم يتم إخطار أسرته بإيداعه بالمستشفى محل الواقعة.

وكلف الحزب أيضا الهيئة البرلمانية للحزب باستخدام أدواتهم الرقابية للوقوف على حقيقة ما يُجرى داخل مستشفيات الصحة النفسية بصفة عامة ومعرفة حقيقة المسئولية الطبية وجوانب الإهمال والتقاعس الإداري في المستشفى التي تم إيداع الفقيد بها.

الوفاة الغامضة للباحث الاقتصادي أيمن هدهود لم تكن الأولى التي تشير أصابع الاتهام فيها لمستشفى العباسية بالإهمال والتقاعس، نتج عنه ضحايا  

إيداع الصحفي إسماعيل المهداوي لمستشفى العباسية في عهد عبد الناصر

التاريخ السيئ لمستشفى العباسية حافل منذ زمن بعيد ففي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أودع جهاز المخابرات العامة الصحفي إسماعيل المهداوي، في مستشفى للأمراض العقلية، ومكث فيه نحو 15 عاماً على الرغم من عدم إصابته بأية اضطرابات نفسية وعقلية وذلك لمجرد كونه ماركسياً معارضاً لنظام الحكم.


وتشير الرواية المتداولة في الوسط الصحافي إلى أن أزمة المهداوي مع نظام حكم عبد الناصر بدأت عندما طالب بإجازة من جريدة الجمهورية التي كان يعمل فيها من أجل استكمال رسالة الدكتوراه في فرنسا، لكنه فوجئ بفصله تعسفياً، فرفع دعوى قانونية بحق الجريدة وأصر على استرداد حقه كاملاً، ودخل في خصومة مباشرة مع النيابة العامة من أجل تنفيذ الأحكام القضائية التي حصل عليها. إلا أن إصراره لم يعجب السلطات، فقررت النيابة العامة تحويله إلى مستشفى للأمراض العقلية بادعاء أنه مجنون، ليمكث فيه نحو خمسة عشر عاماً على الرغم من أن إدارة المستشفى أكدت أنه لا يعاني من أية اضطرابات نفسية أو عقلية.