الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

تقرير: باشاغا تجنب التعليق على أزمة أوكرانيا حتى رحبت روسيا بحكومته الجديدة ثم انقلب على موسكو

الرئيس نيوز

تجنب رئيس الوزراء الليبي الجديد فتحي باشاغا، في التصويت على خطاب الثقة الذي ألقاه في 1 مارس أمام البرلمان في طبرق، أي ذكر للغزو الروسي لأوكرانيا على الرغم من كونه الحدث المهيمن على السياسة الدولية وكرئيس جديد للوزراء، كان من المنطقي التعليق على هذه القضية، وكانت وزارة الخارجية الروسية أول قوة كبرى استقبلت باشاغا وحكومته الجديدة وعلقت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قائلة: "نعتقد أن هذا الاختيار من قبل المشرعين الليبيين يجب احترامه"، وتابعت زاخاروفا: "نأمل أن تتمكن الحكومة الليبية الجديدة بقيادة فتحي باشاغا من توحيد المجتمع الليبي، الأمر الذي سيساعد على التعامل بنجاح مع المهام الصعبة للمرحلة الانتقالية". وحتى قبل الحرب الأهلية الليبية عام 2011، كانت علاقات موسكو مع ليبيا جيدة، حيث تمتلك الشركات الروسية عقودًا بمليارات الدولارات.
وخلال زيارته لليبيا عام 2008، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إلغاء ديون ليبيا أثناء توقيعه صفقة للسكك الحديدية تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار وبعد الحرب الأهلية، أصبحت موسكو لاعبًا مهمًا في ليبيا من خلال دورها العسكري المباشر في الصراع الأهلي، ولكن بعد يوم من حصوله على ثقة أعضاء البرلمان، نشر باشاغا سلسلة تغريدات ندد فيها بالهجوم الروسي على أوكرانيا ووصفه بأنه "انتهاك واضح للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا الديمقراطية".
لم تكن تغريدات باشاغا قوية مثل الموقف الذي اتخذته الحكومة المنصرفة لسلفه عبد الحميد دبيبة. فهناك تغريدات نجلاء المنقوش، وزيرة خارجية الدبيبة: "ليبيا تدين بشدة الهجوم العسكري الروسي الذي شن على أوكرانيا". ومضت في الدعوة إلى وقف التصعيد، وتعرضت تغريدات المنقوش للسخرية من قبل الليبيين الذين اعتقدوا أن ليبيا الضعيفة والفوضوية يجب أن تكون محايدة في الصراع الحالي بين كييف وموسكو.
في سياق الحرب في أوكرانيا، تعتمد ليبيا - مثل العديد من الدول العربية - على روسيا وأوكرانيا في وارداتها من الحبوب وتعد البلاد من بين أكبر 10 مشترين دوليين للقمح الأوكراني لتلبية احتياجاتها المحلية، وقعت ليبيا في عام 2009 صفقة مع أوكرانيا لزراعة القمح على 100000 هكتار من الأراضي لاستهلاكها الخاص.
وسياسياً، هذا يعني أن على ليبيا توخي الحذر وعدم الانحياز لأي طرف عند التعبير عن موقفها من الأزمة الحالية ونقل موقع روسيا اليوم عن دعاء المنصوري، أستاذة القانون وعضو المجلس الدستوري الليبي، لا ينبغي أن "يُنظر إلى ليبيا على أنها داعمة" لأي من طرفي النزاع بل يجب أن تكون محايدة مثل العديد من الدول وأشارت إلى أن روسيا "دولة رائدة" ولاعب رئيسي مؤثر في ليبيا.
في الواقع، كانت موسكو منذ سنوات ولا تزال لاعبًا مهمًا في الصراع الليبي، ويود الكرملين الحفاظ على هذا الموقف مع أقل عدد ممكن من الأطراف الليبية الغاضبة ولا تزال مجموعة فاجنر الروسية، وهي منظمة شبه عسكرية خاصة، تحتفظ بالآلاف من مقاتليها المرتزقة في ليبيا وظهروا لأول مرة كمستشارين عسكريين في شرق ليبيا في عام 2019، وساعدوا في تحقيق النصر النهائي ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة وبدلاً من مغادرة البلاد بعد ذلك، بقوا على حالهم مع تعمق العلاقات بين ليبيا وموسكو.
وإذا كان الكرملين غير راضٍ عن تعليقات باشاغا، فموسكو لا تعلق ولكن هذا سيتضح عندما يجتمع مجلس الأمن الدولي في غضون أيام قليلة، فإذا كانت موسكو غير راضية، فمن المحتمل جدًا أن تستخدم حق النقض في حالة طرح أي قضية للتصويت ومع ذلك، فإن هذا غير مرجح لأن روسيا الآن على خلاف مع جميع الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا - جميع أعضاء مجلس الأمن المتمتعين بالفيتو ولم ترحب هذه الدول علانية بتعيين باشاغا رئيسًا للوزراء، لكنها أعربت عن رغبتها في رؤية السلام يسود ليبيا، واستمرار احترام وقف إطلاق النار وإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن.
في بيان مشترك، دعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى الهدوء وحذرت من أن أي طرف ليبي يلجأ إلى العنف قد يصبح هدفًا لـ "لجنة العقوبات" التابعة لمجلس الأمن الدولي، وهو موضوع اجتماع مجلس الأمن الدولي القادم.