الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

باشاغا يحصد تأييد واشنطن بعد خفض التصعيد والاستعداد لحل الأزمة الليبية بالتفاوض

الرئيس نيوز


قال السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند إنه تحدث إلى باشاغا و"أثنى عليه لاستعداده لتهدئة التوترات اليوم والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة"، واستقال خمسة من أعضاء مجلس الوزراء من الحكومة الليبية المنتهية ولايتها بقيادة عبد الحميد الدبيبة وسط توقعات بأن استقالات جديدة ستتوالى خلال الساعات المقبلة، بما في ذلك استقالات وزيري النفط والاقتصاد.

وتزامنت الاستقالات مع تصريحات المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، التي أعربت فيها عن حياد بعثة الأمم المتحدة تجاه الصراع على السلطة بين الدبيبة ورئيس الوزراء الجديد فتحي باشاغا، وذكرت مصادر سياسية ليبية لصحيفة ديجيتال نيوز الكندية أن تعبيرها عن الحياد في المواجهة شجع وزراء حكومة الدبيبة على الاستقالة، خاصة أن ميزان القوى العسكرية يبدو أنه تحول لصالح باشاغا، ووفقًا لوسائل إعلام محلية، أعلن وزير الخدمة المدنية عبد الفتاح الخوجة ووزير الدولة لشؤون الهجرة المعتوق استقالتهما وقال الخوجة والمعتوق، في مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، إن استقالتهما "نابعة من احترامهما لقرار مجلس النواب بشأن تكليف فتحي باشاغا برئاسة الحكومة وتصويته على الثقة في الحكومة الجديدة"، كما شددا على "استعدادهما لتسليم السلطة" لخلفائهم.

كما أبدى وزير الدولة للمهجرين وحقوق الإنسان ووزير التربية والتعليم في حكومة الدبيبة بالوكالة أحمد أبو خزام استعداده لتسليم السلطة وكان وزير النفط محمد عون قال في وقت سابق إنه مستعد للتنحي ووردت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن استقالة وكيل وزارة المالية علي سيفان، ووكيل وزارة الحكم المحلي.

يقول المحللون إن تصريحات وليامز، التي تفيد بأن البعثة محايدة في صراع الدبيبة - باشاغا على السلطة وأن تركيزها ينصب على صياغة توافق بين مجلس النواب ومجلس الدولة حول أساس دستوري لإجراء الانتخابات، شجعت الأعضاء على الاستقالة من حكومة الدبيبة، خاصة في ظل ورود أنباء عن استعداد القوات الموالية للباشاغا لدخول العاصمة وإخراج الدبيبة من السلطة، وسيكون ذلك تكرارًا لما حدث عام 2016، عندما رفض رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الإسلامية في ذلك الوقت تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

ولدى سؤالها عن أي من الحكومات المتنافسة التي تعتبرها الأمم المتحدة صالحة، قالت ويليامز "لسنا في مجال تأييد الحكومات أو الاعتراف بها" وأضافت أنها تركز على الضغط من أجل إجراء انتخابات، وتم تعيين وليامز، الدبلوماسي الأمريكي الذي كان مبعوث الأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا في السابق، في ديسمبر كمستشار خاص للأمين العام لليبيا مع تفويض لقيادة جهود الوساطة، وذكرت وليامز الأسبوع الماضي أنها ستعقد لجنة مشتركة من ستة أعضاء من كل من البرلمان ومجلس الدولة.

وقالت ويليامز إنه يتعين على كل من المجلسين تقديم ستة أسماء للانضمام إلى اللجنة "في الأيام القليلة المقبلة" موضحة: "نحن بحاجة إلى استمرار هذه المحادثات قبل شهر رمضان. لقد خصصنا أسبوعين لوضع الأساس الدستوري. ونأمل أيضا في تلك الفترة العمل على قانون الانتخابات"، وتابعت: "سيسمح لنا ذلك بوضع البلاد على قدم وساق في الانتخابات "، وساهم فشل المجلسين في الاتفاق على أساس دستوري للانتخابات، أو على قانون الانتخابات، في انهيار التصويت المقرر في ديسمبر.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عقب أنباء عن اقتراب دخول قوات باشاغا إلى العاصمة، إنها "تتابع عن كثب وبقلق التقارير التي تتحدث عن حشد القوات وتحرك أرتال كبيرة من الجماعات المسلحة مما ادى الى تصاعد التوتر في طرابلس ومحيطها"، وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على تويتر عن قلقها بشأن "تقارير عن تعبئة القوات وتحرك قوافل كبيرة من الجماعات المسلحة مما زاد التوترات في طرابلس وما حولها" وغردت ويليامز عبر تويتر: "أحث على ضبط النفس وضرورة الامتناع عن الأعمال الاستفزازية قولاً وفعلاً، بما في ذلك تعبئة القوات"، وأضافت "أجدد عرضي للاستفادة من المساعي الحميدة للأمم المتحدة للتوسط ومساعدة الليبيين في إيجاد طريق توافقي للمضي قدما".

تحركت قافلة مسلحة تابعة لرئيس الوزراء الليبي المدعوم من البرلمان باتجاه طرابلس يوم الخميس قبل أن تتراجع وقالت مصادر عسكرية إن القافلة انطلقت من مصراتة لكنها لم تتمكن من التقدم نحوها، وقالت مصادر عسكرية إن الرتل انطلق من مصراتة لكنه لم يتمكن من التقدم نحو طرابلس دون المخاطرة بمواجهة الفصائل التي تدعم الدبيبة، وقال مكتب باشاغا إن الرتل كان "قوة أمنية" لا تسعى للحرب وإنها عادت إلى قاعدتها السابقة استجابة لمطالب أصدقاء دوليين وإقليميين.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "أراب ويكلي"، التي تصدر في لندن، إن "هناك مخاوف لدى الأوساط الدبلوماسية الغربية في طرابلس من أنباء عن سعي الدبيبة لنشر قوات موالية لمحمد الزغل ومحمود رجب في طرابلس" ومن المعروف أن هذه القوى المتطرفة مرتبطة بأنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي وتطيع فتاوى المفتي السابق صادق الغرياني المعروف بمواقفه المتشددة.

وأضاف مصدر سياسي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن "أنقرة منزعجة من هذا الاتجاه، حيث إن تمركز هذه القوة في مناطق النفوذ التركية يزعج أنقرة أمام أوروبا والولايات المتحدة" ويرى مراقبون أنه في حال عدم وصول باشاغا إلى السلطة فإن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لن يشارك في المبادرة التي اقترحتها وليامز ولن يشارك في أي خطوة نحو الانتخابات ما لم تتم الموافقة على الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أن الدبيبة يحاول السيطرة على السلطة وقد يؤدي إلى تعليق إنتاج النفط، وهو ما لا تريده ويليامز والغرب على الإطلاق.