الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ملف تبادل الأسرى.. تحديات تواجهها مصر في التوسط بين حماس وإسرائيل

الرئيس نيوز

مع حلول موسم البرد، يتحول تباطؤ إعادة إعمار غزة، والأضرار الجسيمة التي سببتها الحرب الإسرائيلية التي استمرت 11 يومًا على القطاع الفلسطيني المحاصر، إلى أهم مصدر قلق لقادة حماس وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، احتجاجًا على رفض إسرائيل تنفيذ التزامات وقف إطلاق النار وإظهار الجدية، أصدرت حماس إنذارًا مدته 48 ساعة لتل أبيب للوفاء بالتزاماتها بالكامل وسلط الإنذار الضوء مرة أخرى على الدور المصري في تطورات غزة، فمن ناحية خوفًا من تجدد اندلاع حرب جديدة، صعد الإسرائيليون من تحركاتهم الدبلوماسية ولجأوا إلى القاهرة للوساطة، ومن ناحية أخرى اتهم قادة حماس إسرائيل بمحاولة استمالة مصر إلى جانبهم.

بعد انتهاء الحرب التي استمرت 11 يومًا في 31 مايو، أعلنت حماس، في إشارة إلى فرض مطالبها على النظام الإسرائيلي، النصر في الحرب وذكر أسامة حمدان، أحد قياداتها، في مقابلة مع شبكة الميادين الإخبارية اللبنانية، تفاصيل الاتفاق وذكر أن حماس حصلت على ضمانات من تل أبيب بشأن الانسحاب من حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى كما تعهد الإسرائيليون بوقف الاعتداء على سكان القدس والمسجد الأقصى، وإنهاء حصار غزة، والتعاون في قضية تبادل الأسرى.

ولكن صحيفة واشنطن بوست تؤكد منذ البداية، وفقًا لتأكيدات المراقبين ومتابعي القضية الفلسطينية أن وقف إطلاق النار لن يستمر طويلاً بسبب عدم الاهتمام بحل المشاكل الرئيسية للطرفين، وأن إسرائيل اضطرت لقبول الخطة في إطار داخلي ودولي وبالتالي فإن لقضية غزة في أروقة الحكم والنظام الإسرائيلي القائم الكثير من المعارضين داخل النظام.

في الواقع، وعلى الرغم من قبول حماس عرض وقف إطلاق النار، إلا أن النظام الإسرائيلي لم يغير سلوكه واستمر في نقل المستوطنين إلى منطقة المسجد الأقصى، وهدم المنازل وطرد الفلسطينيين في القدس المحتلة. في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء نفتالي بينيت، اشتد حصار غزة مع تقلص الغذاء والدواء وإمدادات الكهرباء، وبذلك تتضاعف التحديات التي تواجهها مصر وجهودها لحلحلة هذه الأزمة والحصول على تهدئة قابلة للاستمرار، في غضون ذلك، اقترحت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية أن تقبل حماس، بدلاً من تلقي 130 مليون دولار شهريًا تدفعها قطر نقدًا شهريًا لتحسين اقتصاد غزة والظروف المعيشية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك، قسائم بالمبلغ نفسه وعارضت حماس الفكرة، ويتم اتخاذ هذه الإجراءات لجعل حماس تمر عبر طوق النار وبالتالي تواجه رد فعل شعبي وضغوطًا داخلية.

مصر وتحدي تبادل الأسرى

كانت قضية أسرى حماس نقطة انتقاد واحتجاج من قبل قادة حماس في الأشهر القليلة الماضية، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في مايو، حاولت مصر مرة أخرى التوسط بين حماس وتل أبيب في قضية الأسرى وتتحرك القاهرة في هذا الملف مستفيدة بدورها السياسي ومكانتها في القضايا الإقليمية وإثبات قوتها في التأثير على الولايات المتحدة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي متأكد من أنه دون تسوية قضية الأسرى والمفقودين، فإن وقف إطلاق النار سوف يتحرك على أسس أكثر هشاشة.

ومع ذلك، فإن النهج الإسرائيلي المعرقل جعل من الصعب الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي بموجب اتفاق القاهرة وقال سهيل الهندي عضو المكتب السياسي لحركة حماس في مقابلة مع صحيفة اليوم الفلسطينية: "الحركة وفصائل المقاومة في قطاع غزة لم يروا حتى الآن جدية من قبل الكيان الصهيوني في الوفاء بالتزاماته ولا التزام ببنود وقف إطلاق النار، بما في ذلك رفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف الاعتداءات على سكان القدس، والاعتداء على المسجد الأقصى، والتقدم في قضية تبادل الأسرى، ويومًا بعد يوم تصبح المقاومة على يقين من أن الإجراءات الإسرائيلية والنظام الصهيوني ليس جادا في صفقة تبادل الاسرى".