الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تركيا تتسلل إلى لبنان بعد الأزمة الخليجية.. هل يتكرر السيناريو الليبي ؟

الرئيس نيوز

تسعى تركيا لاستغلال الظروف المواتية، التي تمر بها لبنان، من أجل ملء الفراغ في بلد من بلدان الشرق الأوسط دون مساعدة تنظيم تابع للإخوان المسلمين.

 وتعمل تركيا على إعادة تحديد نوع النفوذ الذي يمكن أن تمارسه في لبنان بعد الفراغ الذي تركه هناك توتر العلاقات بدول الخليج بعد الخلاف الذي أثارته تصريحات وزراء لبنانيين، تسعى أنقرة للاستفادة من الانسحاب العربي من المجال السياسي اللبناني، خاصة بعد الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها السعودية، وتعتقد تركيا أنها تستطيع أن تتبوأ مكانة راعي المسلمين السنة في مواجهة إيران الراعي الرئيسي للمسلمين الشيعة بقيادة حزب الله.

لفتت مجلة Foreign Affairs إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى بيروت، وتأكيده على استعداد بلاده لتقديم الدعم للبنان، تعكس نية واضحة لدى أردوغان للعب دور جديد يستفيد من الانسحاب شبه الكامل للسعودية من المشهد اللبناني، وتعليق دعمها المالي والاستثماري والسياحي للبلد الذي يعاني من ضائقة مالية، والذي يسعى إليه باعتباره تحت نير حزب الله وإيران.

ونقلت صحيفة Arab Weekly عن خبراء في الملف اللبناني قولهم إن الفراغ الذي أحدثه غياب العرب عن الدولة متعددة الطوائف، خاصة بعد التصعيد الأخير مع دول الخليج، لن تستغلّه إيران بسيطرتها شبه الكاملة على الطائفة الشيعية وجزء كبير من الشعب، الموارنة، ولا تزال أنقرة تعتقد أن لديها العديد من الأدوات تحت تصرفها لإحداث تقدم كبير في المجتمع السني واستغلال شعور الطائفة السنية بالظلم، من خلال استخدام رواية تلعب على وتر التضامن والاستعداد للمساعدة، واللعب على روابط التاريخ والدين بالإضافة إلى تقديم دعم رمزي يتمثل في المساعدات الإنسانية كما تحاول أنقرة التركيز على انتقاد "تخلي" السعودية والعرب عن سنة لبنان وتركهم لكي يواجهوا مصيرهم.

ولا يعتقد المراقبون أن تركيا مهتمة بالتنافس مع إيران التي زارها أوغلو قبل مجيئه إلى لبنان، بل يرجحون أن هدفها الأساسي هو ملء الفراغ الذي خلفه غياب السعوديين، ولكن من المشكوك فيه أن تكون أنقرة قادرة على تقديم الدعم من نفس النوع الذي اعتادت الرياض على تقديمه، بالنظر إلى أزمة تركيا الاقتصادية علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يتأثر اللبنانيون بمجرد الوعود لأنهم يشعرون أن العديد من التعهدات الإقليمية والدولية بالمساعدة التي قُطعت لهم في الماضي لم يتم الوفاء بها.

إن أنقرة لا تفكر في لعب دور الرافعة لإخراج لبنان من ورطته، فهمها الرئيسي هو وضع الأسس لدور طويل الأمد في البلاد ولا تتصور تكرار نوع الدور الذي لعبته في أماكن مثل سوريا وليبيا وأذربيجان بتدخل عسكري مماثل، لكن غموض التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي أخفق في طرح أي أفكار أو مشاريع محددة للتعاون.

 وقال جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، في بيروت، إن تركيا ولبنان يشتركان في الجغرافيا والمصير، فضلاً عن العلاقات التاريخية والثقافية والإنسانية العميقة الجذور.

وشدد أوغلو على أن تركيا ملتزمة بسيادة لبنان وأمنه واستقراره وازدهاره، مشيرًا إلى الدعم والتضامن الذي قدمته أنقرة للبنان بعد تفجيري ميناءي بيروت.

وقال جاويش أوغلو للصحفيين بعد اجتماعه مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب "إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به لحل القضية في أسرع وقت ممكن فنحن مستعدون لتنفيذه"، وأضاف في معرض انتقاد ضمني لموقف السعودية بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي التي وصفت الدور العسكري للرياض في اليمن "الشعب اللبناني ينتظر حلا عاجلا لمشاكله ويجب ألا يدفع ثمن المساومات الإقليمية"، وتعليقًا على الأزمة بين لبنان والخليج.

وأعرب جاويش أوغلو عن "أمله" في "حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن من خلال الدبلوماسية والحوار على أساس الاحترام المتبادل"، كما أشار إلى دعم بلاده للجيش اللبناني وقوات الأمن، مشيرا إلى أن تركيا مددت مساهمتها في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمدة عام آخر.

من جانبه، قال بو حبيب أن “لبنان وتركيا، إضافة إلى الأردن والعراق، تستضيفان أكبر عدد من النازحين السوريين، ومن ثم فمن مصلحتهما توحيد الجهود ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التوزيع العادل للأعباء والعراق. العمل من أجل عودة آمنة للنازحين"، والتقى وزير الخارجية التركي بالرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووجه جاويش أوغلو دعوة رسمية لرئيس الوزراء اللبناني لزيارة تركيا لبحث التعاون بين البلدين.