الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

مجدي صابر في حوار خاص لـ"الرئيس نيوز": يكشف تفاصيل زيارة العراق ومقابلة ضحايا داعش لكتابة "ليلة السقوط" (1-2)

الرئيس نيوز

- داعش قضية مصيرية تهم كل الإنسانية ودراسة مجازر داعش  أثرت على حالتي النفسية

- الدراما الاجتماعية "ملعبي" و صبغت "ليلة السقوط" بأحداث اجتماعية للتغلب على مظاهر القسوة والقتل والذبح

- الدول الأوروبية ترفض استعادة رعاياهم المنضمين لتنظيم داعش خوفا من نشر أفكارهم المتطرفة كالأمراض الخبيثة

- اشترطت زيارة أماكن الأحداث وألتقي بالضحايا وأسرهم وقابلت عدة مسئولين كانوا متواجدين في السلطة وقت اجتياح داعش للعراق أبرزهم مسعود برزاني


قدم للدراما المصرية ما يقرب من 50 عملا على مدار ثلاثون عامًا، هي مسيرته في عالم الكتابة والتأليف، ولاقت أعماله مع كافة النجوم نجاحا كبيرا، وترك أغلبها بصمة حقيقية في ذاكرة الجمهور، حتى أن الكثير من أعماله يمكننا أن نصنفه ضمن كنوز الدراما المصرية.

هو كاتب من نوعية خاصة جدا، يكتب أعماله بأفكار جريئة تحتوي على وسائل الجذب والتشويق، له أسلوب متفرد في اختيار موضوعات أعماله، ويري أن ملعبه "الدراما الاجتماعية" ،التي يبدع من خلالها في تقديم الكثير من الموضوعات والأفكار المتنوعة.

فور أن انتهى المؤلف مجدي صابر، من كتابة قصة وسيناريو وحوار مسلسل "ليلية السقوط"، قررنا أن نلتقي به، قبل عرض المسلسل الأول من نوعه، لأنه يتناول لأول مره دراما تكشف الكثير عن تنظيم داعش الإرهابي، وما قام به من أحداث دامية في العراق وسوريا.

 بدأن حواري  مع الكاتب مجدي صابر، فكرة  تقديم عمل درامي عن أحداثه تجري في العراق لقضايا لا تعنيه ككاتب ومؤلف دراما مصرية ؟

فبادرني مقاطعا .. قضية داعش تخص الشأن العربي بأكمله، وهي قضية قومية لها علاقة بكل دولة عربية وبكل مبدع عربي، ولا تخص العراق فقط، وما حدث في العراق تكرر في سوريا وبلدان عربية أخرى، وكان من الممكن أن يتكرر في دول أخرى، فأول ظهور لداعش كان في سوريا ثم العراق ثم ليبيا، وأؤكد لك بحكم متابعتي أن داعش الأن متواجدة في ليبيا والصومال ومالي، فهي جماعة توسعت وتوحشت بشكل غير مسبوق في التاريخ، ولها خلايا نائمة في كافة أنحاء العالم عن طريق الاستقطاب لهذا الفكر الداعشي المتطرف.

واذا جاز لي أن أقول لك أن داعش أذاها لم يقتصر على العالم العربي فقط، ولكن وصل لكافة أنحاء العالم، خاصة أن من أمريكا ومن أوروبا واستراليا الكثيريين انضموا لداعش، وهي خطر يهدد العالم بأكمله وهي قضية كل الإنسانية، لأنها تحمل أفكارا متطرفة تعبر عن ارهاب فكري يتحول إلى إرهاب جسدي يظهر في أعمال قتل وتخريب وحرق بشعة ضد الانسانية، ولذلك أراها قضية مصيرية تخص وتهم كل إنسان.

حدثنا عن بدايات تجهيز المشروع وكيف جاءت الفكرة ؟

في البداية تلقيت دعوة من صديقي العزيز الدكتور قيس رضواني منتج العمل، و محمد عشوب شريكه في الإنتاج، وهما منتجي العمل، وطرحوا علي فكرة كتابة العمل بعد أن رأوا أنني قادر على صناعة درامي عن داعش، وحقيقة في بداية الأمر اندهشت من الفكرة، ولم تخطر ببالي من قبل، ولكن قررت ان أخوض تجربة تقديم نوع درامي جديد لم اقدمه من قبل، وبطبعي شخص أعشق المغامرة والتحدي،  ولكني اشترطت أن أرى وأزور أماكن كثير احتلتها داعش في العراق وأن ألتقي بضحايا داعش وأسرهم وعائلاتهم، مع الالتقاء بمسئولين تواجدوا فترة سيطرة داعش في بعض أقاليم العراق، وبالفعل وفر لي المنتجين هذا الأمر، وسافرت وشاهدت بعيني الأماكن التي جرى فيها الأحداث بالموصل وكردستان، والتقيت بالسيد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان وقت اجتياح داعش للإقليم، والتقيت برئيس وزرا العراق الأسبق، وعدد من قيادات الجيش والضحايا وأقاربهم، وأصبح لدي صورة كاملة لما جرى في العراق من أحداث وقت سيطرة داعش التي استمرت 3 سنوات متواصلة تقريبا، وايضا في جبل سنجار.

هل اكتفيت بما شاهدته وسمعته عن هذه المرحلة ؟

بالطبع لم اكتفي بذلك، واستعنت بالكثير من المراجع التي كتبت عن تلك الفترة، ووجدت الكثير منها في العراق، وما وجدته كان كافيا لامتلاك المادة التي تفيدني في كتابة المسلسل، والغريب أنني لم اجد مثل هذه المراجع في مصر، وبعد 6 أشهر من القراءة وزيارة الأماكن واجراء اللقائات، كتبت الملخص فقط "تريتمانت العمل"، أما المسلسل بأكمله استغرق ما يقرب من سنة كتابة، واعتقد ان هناك أسبوعين فقط للانتهاء من تصوير كافة الأحداث.


اذكر لنا أبرز ما رصدته خلال هذه التجربة ؟

ما أؤكده وما رصدته أن داعش قضية فكر بإمتياز، ويجب مواجهتها بكافة الوسائل، لأن هناك معسكرات لداعش تضم ألاف النساء وتفرض سيطرتها وتنفذ أفكارها التي تسيطر عليهم وتنتشر بشكل خطير، فهذا الفكر يجري عمليات غسيل مخ للرجال والنساء وحتى الشباب والأطفال، وستحد أن أوروبا نفسها دائما ترفض استعادت رعاياها المنضمين لداعش وتراجعوا أو قبض عليهم، خوفا من نشر أفكارهم كالمرض الخبيث في المجتمع الأوروبي، خاصة أن الكثير منهم لديه أطفال تربوا ونشئوا على هذا الفكر المتطرف، وللعلم لا يجب أن تنضم لداعش حتى تحمل أفكارهم، ومن الممكن أن تمرر لك بوسائل مختلفة، وهذا ظهر في مصر حتى عندما ذهب شخص لتحطيم تمثال بميدان التحرير، وهذا الفكر داعشي، ومنتشر جدا في العراق مثلا، ويعتبرون التماثيل التراثية أصنام، حتى أنهم في الموصل قاموا بتحطيم متحف كامل وتكسير أثاره، فهم يقضوا على التاريخ.

هل تتدخل في ترشيح أبطال أعمالك ؟

ليس تدخلا، فهو حق أصيل لأي مؤلف، فأنا الذي اختار من البداية المشروع والفكرة، ثم أعرضها على المنتج، ونرشح معا المخرج، ثم نضع الترشيحات للأبطال كفريق ثلاثي عمل (مؤلف ومنتج ومخرج)، فاختيار فريق العمل مسئولية مشتركة لا ينفرد بها المخرج، وعلى الأقل في الأبطال الرئيسيين للأحداث، وهذا أمر قائم على ملائمة الشخص للدور ولا يميل لأهواء ولا صداقات، فالأولوية للأصلح، وستجد أن الشخصيات في أعمالي كما يقولون (متسكنة صح)، وأميل لاتباع مبدأ (أمرهم شورى) في اختيار الأبطال، ومن الممكن أن ترشح شخص وشخصين ولا يحدث نصيب لظروف معينة ومختلفة، والأمر به ديناميكية كبيرة ولا يعتمد على الاستاتيكية.

هل لك أن تخبرنا بأسماء الفنانين الذين رشحتهم في مسلسل "ليلة السقوط" ؟

كافة الترشيحات شاركت بها بالطبع، بداية من طارق لطفي وصبا مبارك وباسم ياخور، ومرورا بكندة حنا وأحمد صيام، وهذا العمل لا يضم من مصر سوى اثنين فقط من الفنانين هم طارق لطفي وأحمد صيام، ولكني شاركت في اختيار باقي الأبطال من سوريا والعراق ولبنان وغيرها، فالعمل به نجوم كثيرين من كافة الدول العربية كما يقولون (بان أراب) من جنسيات مختلفة.


بحكم أنك كاتب دراما اجتماعية .. كيف كانت رؤيتك لمسلسل "ليلة السقوط" ؟

بالطبع وضعت به طابع الدراما الإجتماعية، وهي الأحداث التي يمكن أن أقول أنها رفعت المسلسل، فمن البداية لم افكر في صناعة مسلسل يظهر مشاهد الذبح والقتل والحرق، بالطبع الموضوع ليس كذلك، ولكني اقدم دراما اجتماعية ستفاجئ للجمهور، دراما لها هدف ورسالة تقول (ماذا فعلت داعش بالبشر وكيف عانى البشر من داعش)، المسلسل به دراما اجتاعية واحداث قاسية جدا تشبه الواقع الذي حدث، والهدف الأساسي من العمل هدف تنويري، ويذكر الناس بما تقودهم إليه أفكار داعش المضللة، وما شابهها من هذه الجماعات، فما فعلوه بالبشر أسوأ وأكثر وحشية مما فعله التتار، هذه الجماعة تحمل أفكارا تنتهك الأعراض وتنشر العنف والحرق وتبيح الدم والذبح، وتأتي بالخراب، ومثل هذه النوعية من الأعمال لتنوير الناس حتى لا ينخدعوا بهذه الأفكار، وتمكنت من صبغ هذه الأحداث الصعبة المؤلمة بصبغة اجتماعية درامية، لذلك اري أن الدراما الإجتماعية هي الأنسب لتقديم كافة الأفكار.

ما المشروع الذي تجهزه بعد "ليلة السقوط" ؟

الأن أنا في فترة راحه بعد مجهود شاق في "ليلة السقوط"، فالعمل يمر بمناطق صعبة إنسانيا، لأن داعش ارتكبت جرائم وبشاعات مؤثرة وكنت اجلس لاستمع لها واقرأ عنها والتقي بضحاياها واسر ضحاياها، وتأثرت نفسيا بشكل كبير من الأحداث شديدة القسوة، لأنني كان لدي من البداية اصرار على الجلوس مع الناس والاستماع لوقائع حقيقية، واحتاج حاليا لفترة راحة للخروج من هذا المود، ولكن انتهيت من فترة طويلة وقبل "ليلة السقوط" من كتابة الجزء الثالث من مسلسل "أفراح إبليس"، ولا أعرف متى يتم تنفيذه.