دايلي ميل: السياحة الروسية تهرول لحجز مكان في منتجعات البحر الأحمر الدافئة
بدأ السياح الروس يتدفقون مرة أخرى إلى منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر بعد ست سنوات من الانقطاع، ورصدت عدسات صحيفة دايل ميل البريطانية بائعي العطور والتوابل في المتاجر المطلة على البحر الأحمر الذيني امتلأت متاجرهم بالسياح الروس الذين بدأوا يتدفقون عائدين إلى شرم الشيخ.
وقال أحد البائعين لوكالة فرانس برس "اليوم أفضل بكثير مما كان عليه قبل ثلاثة او أربعة أشهر لان الروس عادوا"، وعودة الرحلات الجوية الروسية دفعت الدول الاخرى للانفتاح ايضا".
وقضى البائع موسى نحاس، البالغ من العمر 42 عامًا، نصف حياته في منتجع شاعري على البحر الأحمر تغمره أشعة الشمس، والذي تضرر اقتصاديًا بشدة بسبب توقف السياحة الروسية لسنوات. وفي أعقاب الحادث، فرضت روسيا حظراً شاملاً على جميع الرحلات الجوية إلى البحر الأحمر اعتبارًا من عام 2015، وحتى إلى القاهرة لبضعة أسابيع.
وكانت جائحة كورونا في عام 2020 بمثابة ضربة مزدوجة أبعدت السائحين المتبقين الذين كانوا شريان الحياة للسياحة في المنطقة، حيث تمثل السياحة 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وقد وجه الحظر الروسي على الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ ووباء كوفيد ضربة قوية للصناعة ككل، ولكن في شهر أغسطس، بدأت شرم تتزين لاستقبال أحبائها من السياح فور هبوط أول طائرة قادمة من موسكو في المطار المحلي، وبعد سنوات من الجهود الدبلوماسية، تم رفع الحظر الذي طال أمده في النهاية.
كان المرشد السياحي عبد القادر عبد الرحمن، 30 عامًا، الذي كان يستعد لأخذ مجموعة من المغامرين المجريين في رحلة سفاري صحراوية على دراجات رباعية، مسرورًا لرؤية السياح يتجولون في جميع أنحاء المدينة، وقال لوكالة فرانس برس "قبل عام 2015، كانت هناك حوالي 120-150 رحلة جوية قادمة من روسيا أسبوعيا... نأمل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق"، وحاليا، هناك حوالي 20 رحلة جوية من روسيا تهبط في شرم الشيخ كل أسبوع. ومن أجل الاستفادة من الإقبال على السياحة بعد أشهر من الإغلاق العالمي، ألغت وزارة السياحة المصرية رسوم التأشيرات لـ 28 دولة بما في ذلك العديد من دول أوروبا الشرقية وفي أبريل، استقبلت البلاد نصف مليون سائح فقط، أي ضعف ما استقبلته في يناير، وفقًا للأرقام الرسمية.
وقال عبد الرحمن "منذ أن بدأت الطائرات الروسية في العودة، بدأت البلدة في التحرك وعاد الكثير من الناس إلى وظائفهم القديمة وفتحوا أسواقهم ومطاعمهم مرة أخرى"، وقالت دايلي ميل نقلاً عن عدد من السياح الروس إنهم سعداء بالعودة إلى مصر بعد رفع حظر الطيران هذا العام، ويسعد السائحون أيضًا بالعودة إلى أكبر دولة عربية ولديها الكثير لاستكشافه من الأهرامات في الشمال إلى جمال الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
وقال السائح المجري رولاند جوني، 41 عامًا، إنه كان يحتسي الشاي في خيمة بدوية في الصحراء قبل أن يصطدم بالكثبان الرملية، قال إنه زار شرم آخر مرة قبل عقد من الزمن، وأضاف: "لا أشعر بوجود اختلافات كثيرة، أحببته شرم منذ 10 سنوات وأحبها الآن"، وتابع: "الآن أرى الكثير والكثير من الروس هنا. أكثر من ذي قبل".
في عام 2019، قبل هجوم الوباء، بلغت عائدات السياحة في مصر 13 مليار دولار ولكنها تراجعت إلى 4 مليارات دولار العام الماضي، وهي صدمة كبيرة لحوالي مليوني عامل في الصناعة، ويصطف السياح الروس لممارسة الأنشطة البحرية في شرم الشيخ من الغطس والغوص إلى التزلج على الماء. وقال أليكسي فولنياجو، 35 عامًا، وهو يقف على ظهر قارب: "ليس لدينا بحار مثل هذه في روسيا... إنه أمر مذهل هنا"، وأكد بعض السياح أنهم لم يذهبوا إلى شرم الشيخ منذ خمس سنوات وأنهم افتقدوها كثيرًا"، في أحد مراكز التسوق الكبرى، كان سائح روسي آخر يُدعى أليكسي منشغلًا في انتقاء المانجو الناضجة والعصير، وهو طعام شهي للغاية في الأجواء المصرية الحارة. وقال لوكالة فرانس برس وهو يتجول في الممرات: "الأسعار جيدة... والناس طيبون".
يتذكر صاحب المتجر موسى النحاس صديقه الطبيب الروسي الذي قضى لمدة 11 عامًا ستة أشهر سنويًا في شرم الشيخ. وقال النحاس: "اعتدنا أن نطلق عليه اسم أليكسي الشرماوي، وبمجرد عودة الرحلات الجوية، عاد هو الآخر وقابلناه هنا بمزيد من الحفاوة".